ارشيف من :آراء وتحليلات

جماهير الثورة جددت البيعة للامام الخامنئي وأعلنت ولاءها للنظام الاسلامي وأسقطت أقنعة أعداء إيران

جماهير الثورة جددت البيعة للامام الخامنئي وأعلنت ولاءها للنظام الاسلامي وأسقطت أقنعة أعداء إيران

محمد عباس - الانتقاد .نت
كان شاه ايران، في ما مضى، الحليف الأول والأبرز لامريكا، منصبا من قبلها شرطيا على الخليج العربي، واستقبل في رحاب وطنه ايران 80 الف خبير من الولايات المتحدة اداروا ايران في كافة المجالات، فكان النفط والغاز والمواد الاساسية كلها بيد الاخطبوط الاميركي، وكان العلم الصهيوني مرفرفا في سماء طهران، ولعب المنتخب الصهيوني لكرة القدم يوما ما هناك على ارض ايران.


كل ذلك لم يزعج العرب ولم يحرك مشاعرهم أو غيرتهم تجاه الحكم الشاهنشاهي، وبقيت ايران حارسة النجوم الاميركية في الشرق الاوسط الى ان جاء مفجر الثورة الامام الخميني الراحل (قدس سره) واعلن من "بهشت زهراء" جملته الشهيرة "أنا سأعين الحكومة" قاضيا على كل امل للمخابرات الاجنبية بالسيطرة على ايران ومقدساتها، فاعدم العملاء و طرد الخبراء، وحوّل السفارة الصهيونية الى سفارة لفلسطين، ومن هنا وعى الغرب خطورة هذا الرجل الهرم على مصالحها التوسعية في العالم ومنطقة الشرق الأوسط، وهو الذي أبرق لغورباتشيف داعيا اياه لاعتناق الدين الاسلامي وأن "الشيوعية أصبحت في متاحف التاريخ"، ورفع شعار "امريكا الشيطان الاكبر" في زمن كان الرأس العربي فيه يدور في الفلك الاميركي.

اعلن الامام الخميني الراحل من طهران قيام الجمهورية الاسلامية، واراد من هذه الصياغة ان يقول "اننا ندين بالاسلام و لا نخضع الا لله عز وجل وان سلطة الولي مستمدة اولا من الله الخالق وتتمتع بثقة الجماهير ومبايعتهم، ومنذ اعلان هذه الجمهورية والغرب وعملاؤه ما انفكوا يكيدون المؤامرات سعياً لوضع ايران في مواجهة العواصف، فكانت الحرب المفروضة على الجمهورية، والاغتيالات التي استشهد فيها كبار رجالات الثورة وعلى رأسهم آية الله بهشتي والشهيد مطهري ورجائي وباهونار والقائد العسكري الشهيد همت.

عملت الدوائر الغربية إلى استهداف الحوزات العلمية لمعرفتها بأن انطلاق الثورة ينبع من الحوزة، ولئن ضعفت نفوس بعضهم وعملوا عن قصد أو عن غير قصد لمصلحة الخارج، فإن الامام الخميني الراحل كان يرفع الغطاء عن هؤلاء ويدعو الشعب إلى مراقبة أدائهم واتخاذ القرار الحر في تجديد الثقة فيهم أو عزلهم، فكان الشارع الإيراني الحد الفاصل ويترجم القرار الحكيم في قطع ايدي أعداء الثورة والنظام الإسلامي من اي جهة أتوا وإلى أي تيار انتموا.

واليوم عادت العملاء وأجهزة الاستخبارات ليحاولوا تخريب الساحة الايرانية، وبدأو تحركهم تحت شعار "الثورة الناعمة" بثياب خضراء استساغها الشباب، واطلقوا دعوات مزيفة للانفتاح، وهي في الواقع لا تمت إلى قيم الامة الاسلامية بصلة، فأججوا الشارع وانزلوا أنصارهم بداية بذريعة الاعتراض على نتائج الانتخابات الرئاسية، واستعملت الجماعات المحركة شبكة الانترنت كأداة للتهييج وإثارة الغرائز والعصبيات.

استغرب البعض صمت الامام السيد علي الخامنئي في بادئ الامر عن شغب المتظاهرين، وبدأوا بتلفيق الاحاديث عن ضعفه أو حرجه او نقمته على اسلوب حكم الرئيس محمود أحمدي نجاد، الا ان الامام الخامنئي وبإحاطته الأبوية استطاع بحكمته أن يستوعب الأمر، وفي الوقت نفسه كان يحيط بدسائس أعداء الثورة، فتوجه إلى الشعب الذي صادق على الدستور الاسلامي وبايع حكم ولاية الفقيه كنظام حكم، وترك الامام الجماهير لتنظر بعين واعية إلى تصرفات المجموعات المشاغبة، التي يئست من محاولاتها النتشكيك في صحة نتائج الانتخابات الرئاسية على الرغم من الدعم المنقطع النظير مما يسمى المجتمع الدولي ووسائل الدعاية والإعلام الغربية.

ما لبثت هذه القلة أن أسفرت عن وجهها الحقيقي، فبعد أن خرقت الدستور من خلال التخريب وحرق السيارات وقطع الطرقات واعمال الشغب وتلفيق عمليات القتل، وعدم الانصياع إلى نداءات الامام الخامنئي باعتماد الهدوء والحكمة وحل الأزمة بالحوار، اندفعت إلى إهانة قائد الثورة الامام الخميني الراحل (قدس سره) بتمزيق صوره ومهاجمة نظام ولاية الفقيه الذي ينص عليه الدستور، وصولاً إلى إهانة المفاهيم الإسلامية والمقدسات الشيعية في ذكرى عاشوراء، وهم بذكل أزالوا عن وجوههم آخر الأقنعة واسقطوا آخر أوراق التوت التي كانت تستر عوراتهم.

لم يعد الاعتراض على نتائج انتخابات أو نظام حكم بقدر ما تبين أنها ترجمة لمشروع خارجي ممنهج يهدف بالدرجة الأولى إلى ضرب منجزات الثورة الإسلامية في إيران بعد أن عجزت الأنظمة الغربية عن إضعاف إيران أو التاثير على قراراتها السيادية رغم الحصار المستمر بكافة أوجهه الشرسة.

وكما كان الشعب يقول كلمته في ظل الامام الخميني (قدس سره)، جاء الرد اليوم من الشعب مرة اخرى، فانطلقت الجماهير المليونية لتؤكد وفاءها لخط الامام الخميني وللإمام الخامنئي ونظام الجمهورية الإسلامية، ورفضاً لأعمال الشغب والمشاغبين الخارجين على القانون، وشجباً لاي مساس باصل نظام جعل إيران مفصلاً رئيسياً في المعادلة العالمية، وقوة عظمى في الخارطة الدولية.

2009-12-31