ارشيف من :أخبار عالمية

خاص الانتقاد.نت: الشعب يقول كلمته في شوارع دمشق اليوم

خاص الانتقاد.نت: الشعب يقول كلمته في شوارع دمشق اليوم
دمشق ـ راضي محسن
 فيما أعلنت سورية أنها تنتظر "توضيحات" أميركية وعراقية بشأن العدوان الأميركي على أراضيها الأحد الماضي، قالت السفارة الأميركية بدمشق إنها قد تغلق أبوابها "لأجل غير مسمى" وطلبت إلى رعاياها في سورية "الحفاظ على أمنهم الشخصي".
وبعدما تجاهل المركز الثقافي الأميركي والمدرسة الأميركية بدمشق قرار الحكومة السورية الثلاثاء القاضي بإغلاقهما رداً على العدوان الأميركي، واستمرا بعملها أمس كالمعتاد، استدعت وزارة الخارجية القائم بالأعمال الأميركية بدمشق و"أبلغتها بشكل رسمي القرار وطلبت اليها اتخاذ الإجراءات اللازمة لتنفيذ القرار" وفق ما ذكرته وكالة الأنباء السوية سانا.
وبررت مصادر السفارة الأميركية بدمشق عدم الامتثال للقرار الحكومي مباشرة بأن "السفارة لم تبلغ بشكل رسمي" بهذا القرار.
وبحسب ما علمت "الانتقاد.نت" فإن المركز الثقافي يعتبر إحدى مؤسسات وزارة الخارجية الأمريكية وجزءا من السفارة الأمريكية بدمشق ومديره ومعاونيه ينتمون إلى السلك الدبلوماسي.
كما علمت "الانتقاد.نت" أنه من المستبعد أن تغادر مديرة المركز كاترين فان دي فيت ومساعدوها دمشق خلال الفترة الحالية.
أما المدرسة الأمريكية بدمشق والتي تأسست عام 1958، فإن مَنْ تديرها تحمل الجنسية السورية.
وتشهد دمشق اليوم تظاهرة شعبية حاشدة تنديداً واستنكاراً للعدوان الأميركي الذي ذهب ضحيته ثمانية شهداء وعدد من الجرحى.
كما تقوم وزيرة الشؤون الاجتماعية والعمل ديالا حج عارف، بتكليف من الرئيس بشار الأسد، بتقديم واجب العزاء لأهالي الشهداء وعيادة المصابين وتسليمهم مساعدات مالية أمر بها الرئيس الأسد.
وتظاهر أمس عشرات العراقيين المقيمين في دمشق في منطقة قريبة من مقر السفارة الأميركية بدمشق استنكاراً للعدوان الأميركي.
وردد المتظاهرون هتافات منددة بالعدوان ومؤيدة ومتضامنة مع سورية ورئيسها بشار الأسد
وكُتِبَ على إحدى اللافتات "الجماهير العراقية المقيمة في سورية تستنكر العدوان الأميركي الغاشم على شعب سورية المجاهد البطل وأرض سورية الأسد".
كما شهدت مدينة البوكمال التي تعرضت للعدوان تظاهرة غضب جماهيرية حاشدة رفع المشاركون فيها اللافتات المستنكرة للعدوان الأميركي الجبان وأحرقوا الأعلام الأمريكية والإسرائيلية وسط هتافات المواطنين الغاضبين.
وأُلقيت في التظاهرة عدة كلمات أكدت صمود أبناء سورية وتمسكهم بالمبادئ الوطنية والقومية، واعتبرت أن هذا العدوان خرق سافر وفظ لقواعد القانون الدولي وسيادة الدول مطالبة المجتمع الدولي بتحمل مسؤولياته إزاء هذه الجريمة الأمريكية بحق المدنيين الأبرياء.
وأمام السفراء العرب والاجانب المعتمدين بدمشق، أكد نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن بلاده "تنتظر الحصول على توضيحات رسمية من الحكومتين الأميركية والعراقية حول هذا الخرق غير المقبول للسيادة السورية قبل اتخاذ مزيد من الإجراءات".
وعرض المقداد "الإجراءات التي اتخذتها الحكومة السورية حتى الآن رداً على هذا العمل العدواني غير المبرر"، مطالباً "باستمرار المجتمع الدولي في الدفاع عن سيادة القانون الدولي وعدم السماح بنشر شريعة الغاب في العلاقات الدولية".
وكانت الحكومة السورية أيضاً قررت تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية التي كانت مقررة في بغداد في 12 و13 تشرين الثاني/نوفمبر القادم إلى أجل غير مسمى.
كما وجهت سورية رسالتين إلى الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن دعتهما "لتحمل مسؤوليتهما إزاء العدوان الأميركي الخطير على البوكمال، وتحميل المعتدي مسؤولية قتل المواطنين السوريين الأبرياء حفاظاً على الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط".
وعبر المقداد للسفراء العرب والأجانب "عن شكر سورية وتقديرها لحكومات بلدانهم التي عبرت بوضوح عن إدانتها لهذا العمل العدواني غير المبرر"، كما عبر السفراء "عن أسفهم لسقوط ضحايا مدنيين جراء العدوان الأميركي وعن شجبهم لهذا العمل العدائي الذي ينتهك القانون الدولي ومبادىء عدم استخدام القوة أو التهديد بها في العلاقات الدولية والحفاظ على السيادة الوطنية للدول".
من جهتها، قالت السفارة الأميركية بدمشق في بيان لها إنه "على الجالية الأميركية في سورية أن تدرك أن أحداثاً أو ظروفاً غير متوقعة قد تحصل وتؤدي إلى إغلاق سفارة الولايات المتحدة في دمشق إلى اجل غير مسمى".
وشدد البيان على الرعايا أهمية "الحفاظ على أمنهم الشخصي، عبر تفادي الأماكن التي شهدت تظاهرات" منددة بالعدوان.
وأضاف البيان إن "السفارة الأميركية في دمشق لا تزال قلقة حيال استمرار التهديد باعتداءات إرهابية وتظاهرات وأعمال عنف أخرى بحق مواطنين أميركيين ومصالحهم في الخارج".
لكن مصادر السفارة قالت عن احتمال إغلاق السفارة أبوابها إنه "لا يزال الوقت مبكراً لتخمين أي ردة فعل من قبل السفارة".
2008-10-30