ارشيف من :أخبار عالمية
خاص الانتقاد.نت: اتهم دولاً عربية دون تسميتها بدعم الإرهاب والتطرف في شمال لبنان

دمشق ـ راضي محسن
أبدت سورية "ارتياحها" للقاءات المصالحة التي يشهدها لبنان بين مختلف فرقائه السياسيين وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لـ"الانتقاد.نت" حول هذه اللقاءات ومنها لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري قبل أيام إن "سورية عبرت في أكثر من مناسبة عن ارتياحها لذلك لأن الأوضاع في لبنان لم تعد تتحمل ونحن، وبدون أي تدخل في شؤون أي بلد أو طرف عربي، مع أن تزال كافة الخلافات لأن وحدة العرب ستؤهلنا لمستقبل عربي أفضل.
وكان المقداد يجيب على سؤال لـ"الانتقاد.نت" بعد إلقائه محاضرة تناولت "السياسة السورية والتحولات السياسية في الشرق الأوسط".
وأضاف: إن سورية تهتم بأية محاولة رامية إلى إصلاح ذات البين بين الأشقاء" لأنه عندما "يكون لبنان موحداً سينعكس ذلك إيجاباً على الوضع العربي العام".
واتهم المقداد بعض الدول والحكومات العربية، دون أن يسمي أحد منها، اتهمها "بتمويل وتبني الإرهاب الدولي وتسخير إمكانياتهم في ذلك وخاصة في شمال لبنان" وذلك بعدما كانوا يمولون في الماضي "ما يسمى المواجهة الإسلامية السوفيتية في أفغانستان وكانوا يمولون كل شيء وكان الاتحاد السوفييتي آنذاك هو عدوهم الأساسي وليس إسرائيل ثم دعموا طالبان ومَنْ يشكلون الآن تنظيم القاعدة والآن يعودون لارتكاب هذه الأخطاء دون أن يتوبوا حيث يدعمون أيضاً المتطرفين في شمال لبنان واللذين أصبحوا يشكلون بؤرة حقيقية للإرهاب".
وتحدث المسؤول السوري عن وجود "قوى وأطراف عربية ولبنانية تدفع بالملايين من اجل تغذية نموذج التطرف هذا والذي لن يحرق إلا أيدي من يتلاعبون بالإسلام وبالقيم التي آمنا بها".
وقال إن "هؤلاء لا يستفيقون عادة إلا متأخرين وبعد أن يكتووا هم والآخرون بنيرانها وهم لا يتعلمون أن الارتباط بالأجنبي بعيداً عن مصالح شعبهم الحقيقية وتنفيذ الإرادة الأجنبي سينعكس وبالاً عليهم وعلى شعبهم وأمتهم".
لكن المقداد أشار مع ذلك إلى "صحوة حدثت مؤخراً للتصدي لمثل هذه التوجهات ووقف ضخ الأموال لتمويل الإرهاب، مضيفاً "لو لم تقل سورية كلمتها واضحة وبشكل جلي حول خاطر ما كان يجري في شمال لبنان لكانت هذه القوى وأطراف وحكومات العربية ومسؤولين لبنانيين استمرأوا اللعبة وساروا بها إلى نهايتها" قبل أن يخلص إلى أن "هذه القوى لا امان لها"
وردا على سؤال نفى نائب وزير الخارجية السوري بشدة أن يكون تبادل السفارات بين سورية ولبنان "تنازلاً" من قبل سورية أو أنه "جاء بسبب الضغوط التي تعرضت لها" وقال "لو كان الأمر كذلك كنا قدمناه عند اشتداد وطأة الضغوط التي مورست على سورية".
وتطرق المقداد إلى دور المجلس الأعلى السوري اللبناني المشترك في ظل وجود سفارات "فالمجلس يقوم بدور جيد لكن ستتم مراجعة الجوانب المتعلقة بالعمل الحصري للسفارات ووجهة نظرنا بأن يبقى هذا المجلس مشرفاً على تعميق هذه العلاقات وسنستمع في هذا المجال على آراء الطرف الآخر".
ولم يستغرب المقداد أن "نسمع الآن من كثير من اللبنانيين الذين كانوا يؤكدون ليل نهار على تبادل التمثيل الدبلوماسي أنهم غير متحمسين له والبعض منهم لا يريد له أن يوجد على الإطلاق".
وسألت "الانتقاد.نت" عن إمكانية قيام السفير السوري في لبنان بالعمل على فتح قنوات حوار مع بعض أطراف 14 آذار، فقال نائب وزير الخارجية: في أي مكان في العالم هم السفير الأساسي تمثيل بلده لدى الطرف الآخر واعتقد أن من واجبات سفيرنا في لبنان القيام بهذا الدور.
وأضاف المقداد معرباً عن أمله في "تتراجع الروح العدائية التي تسود لدى البعض لإعطاء مجالا للحوار حتى يتمكن السفير من الجلوس معهم" وأوضح "لا يمكن أن تجلس مع مَنْ جعل منك عرضة على البعد الشخصي وعدواً له" وأضاف "المطلوب من القوى الأخرى أن تتراجع عن هذه التوجهات" متهماً هذا القوى بأنها "تنفذ تعليمات وتوجيهات من أطراف خارجية لا تريد للشعبين العربيين في سورية ولبنان أن يعملا بشكل مشترك لان مصالحها ستتضرر في هذه الحالات".
كما تحدث المقداد، دون أن يحدد جهة بعينها، عن "دول فاعلة في المنطقة تقوم بدعم مثل هذه الأطراف على الساحة اللبنانية" قبل أن يطالب "بوقف مثل هذه التدخلات لأن من يعمل على بذر الشكوك وإيجاد الشروخ في العلاقات العربية العربية سيعاني من ذلك في مرحلة لاحقة" آملاً "أن يعود هؤلاء إلى رشدهم ومصالح شعبهم".
ونوه المقداد بأهمية أن تكون العلاقات السورية اللبنانية في المرحلة المقبلة "وثيقة وإيجابية على مختلف المستويات ونحن نعول كثيراً على محبة الشعبين لبعضهما وترابط مصالحهما وبأهمية التنسيق بين البلدين لإنشاء قاعدة حقيقية لخدمة مصالح الشعبين بين البلدين الشقيقين".
وأشاد المسوؤل السوري بنتائج زيارة الرئيس العماد ميشيل سليمان لسورية منتصف آب/أغسطس الماضي والتي "أرست أبعاداً إيجابية في العلاقات السورية اللبنانية وبينت مرة أخرى حرص سورية على استقلال وسيادة لبنان، والجهد الآن يُبذل لتنفيذ ما تمَّ التوصل إليه من اتفاقيات".
واستهجن المقداد اتهام سورية بحشد جيشها على الحدود مع لبنان "فهذه ليست حشود وهي لا يزيد تعدادها عن 800 عنصر والهدف الأساسي لها منع التهريب والإرهاب والتسلل غير المشروع بين البلدين بعد تصاعد التمويل والتغذية للعناصر المتطرفة في شمال لبنان ولا بد من اتخاذ إجراءات بالمقابل من اجل حماية سورية".
وأكد المقداد أن "سورية حققت إنجازاً كبيراً في متابعة هذه العناصر والتعرف على تحركاتها" وأعلن أن "العديد منها أصبح خلف القضبان".
وفي هذا السياق، أشاد المقداد بالوضع الأمني الذي تشهده سورية "فهو وضع ممتاز" والإجراءات المتخذة في سوية لتحقيق الأمن "هي جزء ضئيل جدا مما يمكن أن يحدث في أي بلد من بلدان العالم".
وحول إمكانية قيام العماد ميشيل عون بزيارة لسورية وعما إذا كانت الظروف ملائمة لإتمام هذه الزيارة قال المقداد لـ"الانتقاد.نت": العماد عون هو الذي يجب أن يحدد ذلك ولسنا نحن، لكنه أبدى الترحيب بمثل هذه الزيارة "واعتقد انه لا يوجد أي مانع فيما إذا قرر الجنرال عون زيارة بلده الشقيق سورية" معرباً عن ارتياح دمشق "لتحركات الجنرال عون وحواره مع كافة الأطراف اللبنانية".
واستحوذ العدوان الأميركي على سورية الأحد الماضي على حيز واسع من حديث المقداد، الذي أعلن أن بلاده سورية ستتخذ "إجراءات مؤلمة" رداً على هذا العدوان الذي راح ضحيته ثمانية مدنيين عدا عن إصابة آخرين بجروح، وأكد أن سورية "لن تسكت على هؤلاء المعتدين" إلا أنه أوضح في الوقت نفسه "أن هذه الإجراءات ستكون ذات أبعاد سياسية وقانونية" وجدد تمسك سورية "بممارسة سياسات عقلانية وبضبط النفس واحترام القانون الدولي"، كما وجه انتقادات شديدة للمتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، دون أن يسميه، واصفاً إياه بـ"المعتوه" بسبب تصريحاته التي بررت أسباب العدوان.
ورداً على سؤال حول طبيعة هذه الإجراءات، قال المقداد: نحن ندرس الإجراءات (الواجب اتخاذها) وستسمعون بعضها تباعاً والبعض الآخر ما زال يناقش لدى الجهات المعنية".
وأضاف: نحن لن نتخذ إجراءات بقصف الأراضي العراقية والمواطنين العراقيين، لأننا نعتقد أن حياة أي مواطن عراقي تساوي حياة شعب بأكمله ونهتم بحياة المواطن العراقي كما نهتم بحياة المواطن السوري، معرباً عن أمله في أن "يبادلنا بعض السياسيين العراقيين الذين أطلقوا تصريحاتهم بمثل هذه المعاني والتعابير النبيلة بدل أن يعبروا عن تفههم للاعتداءات الأميركية التي لا تخدم إلا مصالح أميركا وإسرائيل وكأنهم صانعو قرار".
وزعم الدباغ أن المنطقة التي استهدفها العدوان "كانت مسرحا لنشاطات تنظيمات معادية للعراق، تنطلق من سورية".
واستعرض المقداد ظروف حدوث العدوان فـ"الأمور في المنطقة كانت تسير باتجاه التحسن حين حدث العدوان الأميركي على قرية سورية لينبري احد المعتوهين في الحكومة العراقية ليقول أن الضربة كانت موجهة ضد كذا وكذا بلغة لا يمكن قبولها والاعتداد بها".
وبنبرة تشوبها الحسرة والاستغراب تساءل المقداد:
هل هذا هو الرد على إرسال سورية سفيرها إلى العراق قبل أيام؟؟
هل هو رد على سورية فيما يتعلق بسعيها لبناء أفضل العلاقات مع العراق والرغبة بقيام وفد سوري رفيع المستوى خلال الأيام القليلة القادمة بزيارة العراق لمعالجة القضايا في مختلف المجالات؟؟.
واعتبر المقداد أن العدوان الأميركي "ضربة موجهه للعلاقات بين البلدين وإلى النوايا الصادقة التي عبرت عنها سورية من أجل تحسين الأوضاع داخل العراق وتقديم اكبر خدمة للعراق للمساهمة في استقراره".
وبعد أن أوضح أن "هذا العدوان استهدف مدنيين أبرياء قتلوا بدم بارد ما يعتبر في القانون الدولي جريمة حرب وجريمة إبادة بشرية" أشار المقداد إلى أن "سورية اتخذت الآن عدداً من الإجراءات كرد أولي على هذا العدوان وستلجأ إلى اتخاذ إجراءات مؤلمة وأؤكد أنها إجراءات مؤلمة للرد على هذا العدوان" قبل أن يضيف: سورية لن تسكت على هؤلاء المعتدين وعلى هذه الانتهاكات".
وعما إذا كانت سورية ستطلب عقد مجلس للجامعة العربية أو قمة عربية طارئة أو تلجأ لمحكمة الجزاء الدولية قال نائب وزير الخارجية:
هناك الكثير من الخيارات المطروحة أمامنا وسننتقي منها ما يلبي مصالحنا الوطنية وينسجم مع القانون الدولي وسيادة واستقلال بلدنا، منوهاً بأن سورية "ستتصرف بكل مسؤولية عند اتخاذها لأي قرار بهذا الخصوص، ونحن نمارس سياسات عقلانية وسياسة ضبط النفس واحترام القانون الدولي".
وأشاد المقداد بردود الفعل الدولية الرسمية التي صدرت منددة بالعدوان ومتضامنة مع سورية ووصفها بأنها "جيدة" وعلق أهمية خاصة على ردود الفعل الشعبية وقال: نحتاج لمزيد من الجهد في هذا المجال (حشد التنديد والتضامن)، قد يكون البعض تأخر لكنا نثق بأنه على المستوى الجماهيري في المنطقة العربية وفي كل أجزاء العالم سيكون هناك ردود فعل ليست بالقليلة ونحن بانتظار المزيد من ردود الأفعال والمواقف الرسمية والمعمدة بشكل مباشر".
وتطرق المقداد إلى عملية السلام في المنطقة على المسار السوري الإسرائيلي وأوضح "همنا الأساسي أن يكون هناك فهم دقيق لخط الرابع من حزيران لعام 1967 وعندما تقول إسرائيل أن فهمها يتطابق مع فهمنا فان ذلك سيفتح باب المفاوضات المباشرة" معها.
وجدد المقداد موقف سورية الثابت من ضرورة معالجة الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية الداخلية و"ضرورة الإسراع في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني" وقال: لم نكن نتوقع على الإطلاق سحب السلاح الفلسطيني على فلسطيني آخر فهذه كارثة بكل ما تعنيه الكلمة ولا يوجد أي مبرر لذلك.
وإذ أعرب عن "تفاؤله بإمكانية تحقيق الوحدة الفلسطينية الداخلية" فإن المقداد أشار إلى وجود صعوبات حقيقية في هذا الإطار"، وقال" نحن سنساعد الأشقاء في مصر في هذا المجال وخاصة بعد ان تفهموا متطلبات كافة الفصائل الفلسطينية"، داعياً إلى "الاستمرار في هذه الجهود من قبل القائمين عليها وإشراك جميع الفصائل الفلسطينية" في الحوار المرتقب في التاسع من الشهر القادم.
وجدد المقداد دعم لسورية لجهود السودان الهادفة لحل الأزمة في دارفور ورفض سورية لمذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الذي طلب إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر حسن البشير.
وعرض المقداد لتفاصيل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع أوكامبو في مقر البعثة القَطَرية في نيويورك.
وقال المقداد: تم استدعاء أوكامبو لتقديم وجهة نظره فيما يتعلق بالطروحات القائمة بتأجيل هذه المحكمة أو إلغائها فكان أوكامبو يتحدث عن الرئيس البشير بدون ألقاب وكأنه أخوه أو ابن عمه فكان أن انبرى له وزير خارجية سورية وقال له: عندما تتحدث عن الرئيس البشير يجب أن تتحدث بأدب وأن تتعامل مع ألقابه بالاحترام المطلوب فما كان من أوكامبو إلا أن تراجع.
كما تطرق المقداد إلى اتفاقيه الشراكة السورية الأوربية المشتركة وقال: علمنا من بعض المسؤولين الأوربيين أن المصادقة على الاتفاقية "تسير باتجاه إيجابي ونحن نؤكد دائماً أن سورية ليست هي المستفيد الوحيد من مثل هذه الاتفاقية فهناك مصالح للاتحاد الأوروبي أيضاً.
ووقعت الاتفاقية بين الجانبين بالأحرف الأولى أواخر عام 2004 لكن الأوروبيين جمدوا المصادقة النهائية عليها بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية اٍلأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير عام 2005 واتهام سورية بالضلوع بالعملية وهو ما نفته بشدة.
وأضاف المقداد: سورية لن تبكي ولن تتضرع لتوقيع هذه الاتفاقية وإذا كان الاتحاد الأوروبي جاهز لتوقيع هذه الاتفاقية فنحن جاهزون وإذا أرادوا أن لا تكون هذه الاتفاقية فهو قرارهم مؤكداً في الوقت عينه اهتمام سورية "بتوقيع الاتفاقية لكن هذا الاهتمام يجب أن يتأتى من الطرفين وليس من طرف واحد".
وشن المقداد حملة انتقادات شديدة على الإدارة الأميركية الحالية والرئيس جورج بوش وقال إن محاربة بوش لما يسمى الإرهاب قد أدت إلى "ازدياد شراسة الإرهاب وعنفه ما انعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين" كما حمله مسؤولية "انتشار الإرهاب الدولي نتيجة أخطائه المرتكبة في كل من أفغانستان وفلسطين والعراق إضافة إلى الفشل في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط".
وقال نائب وزير الخارجية السوري: الإدارة الأميركية وحلفائها في الدول الغربية تحولوا من الحرب على الإرهاب إلى الحرب على العرب وعلى النضال العادل والمشروع للشعب الفلسطيني من اجل تحصيل حقوقه وإنجاز حلمه بإقامه دولته على أرضه واستعاده حقوقه التاريخية المشروعة.
ورأى المقداد في كل ذلك أنه "انعكس بشكل عميق سلباً على دور الولايات المتحدة الأميركية وأثَّر على صورتها العالمية وقال: أريد بلداً واحداً في العالم فيه صورة إيجابية للولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها .... بلد واحد بما في ذلك إسرائيل".
وأضاف المقداد "إن الرئيس بوش والمجوعة التي حوله يروق لهما استخدام القوة والعنف ويعتقدان أن من لا يستجيب لسياساتهم يجب القضاء
ورأى المقداد أن أساب الأزمة المالية العالمية الحالية وغلاء الأسعار في العالم والفوضى التي تدب في مختلف أركان النظام الدولي تعود إلى "الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارة الأميركية الحالية في تعاملها مع قضايا إقليمية ودولية واقتصادية وبسبب سياسات أميركا تجاه الاقتصاد العالمي من حمائيه وابتزاز واستعمار جديد في إطار العولمة للاقتصاد العالمي أدت ورأى المقداد أن "الإجراءات الدولية المتخذة للتغلب على الأزمة المالية وتلافي الكارثة هي في الكثير منها إجراءات مؤقتة وفي حال إصرار إدارة بوش على عدم التعامل مع الأزمة من جذورها فإن العالم يجب أن يتوقع الكثير من المشاكل".
أبدت سورية "ارتياحها" للقاءات المصالحة التي يشهدها لبنان بين مختلف فرقائه السياسيين وقال نائب وزير الخارجية فيصل المقداد لـ"الانتقاد.نت" حول هذه اللقاءات ومنها لقاء الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري قبل أيام إن "سورية عبرت في أكثر من مناسبة عن ارتياحها لذلك لأن الأوضاع في لبنان لم تعد تتحمل ونحن، وبدون أي تدخل في شؤون أي بلد أو طرف عربي، مع أن تزال كافة الخلافات لأن وحدة العرب ستؤهلنا لمستقبل عربي أفضل.
وكان المقداد يجيب على سؤال لـ"الانتقاد.نت" بعد إلقائه محاضرة تناولت "السياسة السورية والتحولات السياسية في الشرق الأوسط".
"قوى وأطراف عربية ولبنانية تدفع بالملايين من اجل تغذية نموذج التطرف هذا والذي لن يحرق إلا أيدي من يتلاعبون بالإسلام وبالقيم التي آمنا بها" |
واتهم المقداد بعض الدول والحكومات العربية، دون أن يسمي أحد منها، اتهمها "بتمويل وتبني الإرهاب الدولي وتسخير إمكانياتهم في ذلك وخاصة في شمال لبنان" وذلك بعدما كانوا يمولون في الماضي "ما يسمى المواجهة الإسلامية السوفيتية في أفغانستان وكانوا يمولون كل شيء وكان الاتحاد السوفييتي آنذاك هو عدوهم الأساسي وليس إسرائيل ثم دعموا طالبان ومَنْ يشكلون الآن تنظيم القاعدة والآن يعودون لارتكاب هذه الأخطاء دون أن يتوبوا حيث يدعمون أيضاً المتطرفين في شمال لبنان واللذين أصبحوا يشكلون بؤرة حقيقية للإرهاب".
وتحدث المسؤول السوري عن وجود "قوى وأطراف عربية ولبنانية تدفع بالملايين من اجل تغذية نموذج التطرف هذا والذي لن يحرق إلا أيدي من يتلاعبون بالإسلام وبالقيم التي آمنا بها".
وقال إن "هؤلاء لا يستفيقون عادة إلا متأخرين وبعد أن يكتووا هم والآخرون بنيرانها وهم لا يتعلمون أن الارتباط بالأجنبي بعيداً عن مصالح شعبهم الحقيقية وتنفيذ الإرادة الأجنبي سينعكس وبالاً عليهم وعلى شعبهم وأمتهم".
لكن المقداد أشار مع ذلك إلى "صحوة حدثت مؤخراً للتصدي لمثل هذه التوجهات ووقف ضخ الأموال لتمويل الإرهاب، مضيفاً "لو لم تقل سورية كلمتها واضحة وبشكل جلي حول خاطر ما كان يجري في شمال لبنان لكانت هذه القوى وأطراف وحكومات العربية ومسؤولين لبنانيين استمرأوا اللعبة وساروا بها إلى نهايتها" قبل أن يخلص إلى أن "هذه القوى لا امان لها"
وردا على سؤال نفى نائب وزير الخارجية السوري بشدة أن يكون تبادل السفارات بين سورية ولبنان "تنازلاً" من قبل سورية أو أنه "جاء بسبب الضغوط التي تعرضت لها" وقال "لو كان الأمر كذلك كنا قدمناه عند اشتداد وطأة الضغوط التي مورست على سورية".
وتطرق المقداد إلى دور المجلس الأعلى السوري اللبناني المشترك في ظل وجود سفارات "فالمجلس يقوم بدور جيد لكن ستتم مراجعة الجوانب المتعلقة بالعمل الحصري للسفارات ووجهة نظرنا بأن يبقى هذا المجلس مشرفاً على تعميق هذه العلاقات وسنستمع في هذا المجال على آراء الطرف الآخر".
ولم يستغرب المقداد أن "نسمع الآن من كثير من اللبنانيين الذين كانوا يؤكدون ليل نهار على تبادل التمثيل الدبلوماسي أنهم غير متحمسين له والبعض منهم لا يريد له أن يوجد على الإطلاق".
وسألت "الانتقاد.نت" عن إمكانية قيام السفير السوري في لبنان بالعمل على فتح قنوات حوار مع بعض أطراف 14 آذار، فقال نائب وزير الخارجية: في أي مكان في العالم هم السفير الأساسي تمثيل بلده لدى الطرف الآخر واعتقد أن من واجبات سفيرنا في لبنان القيام بهذا الدور.
وأضاف المقداد معرباً عن أمله في "تتراجع الروح العدائية التي تسود لدى البعض لإعطاء مجالا للحوار حتى يتمكن السفير من الجلوس معهم" وأوضح "لا يمكن أن تجلس مع مَنْ جعل منك عرضة على البعد الشخصي وعدواً له" وأضاف "المطلوب من القوى الأخرى أن تتراجع عن هذه التوجهات" متهماً هذا القوى بأنها "تنفذ تعليمات وتوجيهات من أطراف خارجية لا تريد للشعبين العربيين في سورية ولبنان أن يعملا بشكل مشترك لان مصالحها ستتضرر في هذه الحالات".
كما تحدث المقداد، دون أن يحدد جهة بعينها، عن "دول فاعلة في المنطقة تقوم بدعم مثل هذه الأطراف على الساحة اللبنانية" قبل أن يطالب "بوقف مثل هذه التدخلات لأن من يعمل على بذر الشكوك وإيجاد الشروخ في العلاقات العربية العربية سيعاني من ذلك في مرحلة لاحقة" آملاً "أن يعود هؤلاء إلى رشدهم ومصالح شعبهم".
ونوه المقداد بأهمية أن تكون العلاقات السورية اللبنانية في المرحلة المقبلة "وثيقة وإيجابية على مختلف المستويات ونحن نعول كثيراً على محبة الشعبين لبعضهما وترابط مصالحهما وبأهمية التنسيق بين البلدين لإنشاء قاعدة حقيقية لخدمة مصالح الشعبين بين البلدين الشقيقين".
وأشاد المسوؤل السوري بنتائج زيارة الرئيس العماد ميشيل سليمان لسورية منتصف آب/أغسطس الماضي والتي "أرست أبعاداً إيجابية في العلاقات السورية اللبنانية وبينت مرة أخرى حرص سورية على استقلال وسيادة لبنان، والجهد الآن يُبذل لتنفيذ ما تمَّ التوصل إليه من اتفاقيات".
واستهجن المقداد اتهام سورية بحشد جيشها على الحدود مع لبنان "فهذه ليست حشود وهي لا يزيد تعدادها عن 800 عنصر والهدف الأساسي لها منع التهريب والإرهاب والتسلل غير المشروع بين البلدين بعد تصاعد التمويل والتغذية للعناصر المتطرفة في شمال لبنان ولا بد من اتخاذ إجراءات بالمقابل من اجل حماية سورية".
وأكد المقداد أن "سورية حققت إنجازاً كبيراً في متابعة هذه العناصر والتعرف على تحركاتها" وأعلن أن "العديد منها أصبح خلف القضبان".
وفي هذا السياق، أشاد المقداد بالوضع الأمني الذي تشهده سورية "فهو وضع ممتاز" والإجراءات المتخذة في سوية لتحقيق الأمن "هي جزء ضئيل جدا مما يمكن أن يحدث في أي بلد من بلدان العالم".
وحول إمكانية قيام العماد ميشيل عون بزيارة لسورية وعما إذا كانت الظروف ملائمة لإتمام هذه الزيارة قال المقداد لـ"الانتقاد.نت": العماد عون هو الذي يجب أن يحدد ذلك ولسنا نحن، لكنه أبدى الترحيب بمثل هذه الزيارة "واعتقد انه لا يوجد أي مانع فيما إذا قرر الجنرال عون زيارة بلده الشقيق سورية" معرباً عن ارتياح دمشق "لتحركات الجنرال عون وحواره مع كافة الأطراف اللبنانية".
واستحوذ العدوان الأميركي على سورية الأحد الماضي على حيز واسع من حديث المقداد، الذي أعلن أن بلاده سورية ستتخذ "إجراءات مؤلمة" رداً على هذا العدوان الذي راح ضحيته ثمانية مدنيين عدا عن إصابة آخرين بجروح، وأكد أن سورية "لن تسكت على هؤلاء المعتدين" إلا أنه أوضح في الوقت نفسه "أن هذه الإجراءات ستكون ذات أبعاد سياسية وقانونية" وجدد تمسك سورية "بممارسة سياسات عقلانية وبضبط النفس واحترام القانون الدولي"، كما وجه انتقادات شديدة للمتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ، دون أن يسميه، واصفاً إياه بـ"المعتوه" بسبب تصريحاته التي بررت أسباب العدوان.
ورداً على سؤال حول طبيعة هذه الإجراءات، قال المقداد: نحن ندرس الإجراءات (الواجب اتخاذها) وستسمعون بعضها تباعاً والبعض الآخر ما زال يناقش لدى الجهات المعنية".
وأضاف: نحن لن نتخذ إجراءات بقصف الأراضي العراقية والمواطنين العراقيين، لأننا نعتقد أن حياة أي مواطن عراقي تساوي حياة شعب بأكمله ونهتم بحياة المواطن العراقي كما نهتم بحياة المواطن السوري، معرباً عن أمله في أن "يبادلنا بعض السياسيين العراقيين الذين أطلقوا تصريحاتهم بمثل هذه المعاني والتعابير النبيلة بدل أن يعبروا عن تفههم للاعتداءات الأميركية التي لا تخدم إلا مصالح أميركا وإسرائيل وكأنهم صانعو قرار".
وزعم الدباغ أن المنطقة التي استهدفها العدوان "كانت مسرحا لنشاطات تنظيمات معادية للعراق، تنطلق من سورية".
واستعرض المقداد ظروف حدوث العدوان فـ"الأمور في المنطقة كانت تسير باتجاه التحسن حين حدث العدوان الأميركي على قرية سورية لينبري احد المعتوهين في الحكومة العراقية ليقول أن الضربة كانت موجهة ضد كذا وكذا بلغة لا يمكن قبولها والاعتداد بها".
وبنبرة تشوبها الحسرة والاستغراب تساءل المقداد:
هل هذا هو الرد على إرسال سورية سفيرها إلى العراق قبل أيام؟؟
هل هو رد على سورية فيما يتعلق بسعيها لبناء أفضل العلاقات مع العراق والرغبة بقيام وفد سوري رفيع المستوى خلال الأيام القليلة القادمة بزيارة العراق لمعالجة القضايا في مختلف المجالات؟؟.
واعتبر المقداد أن العدوان الأميركي "ضربة موجهه للعلاقات بين البلدين وإلى النوايا الصادقة التي عبرت عنها سورية من أجل تحسين الأوضاع داخل العراق وتقديم اكبر خدمة للعراق للمساهمة في استقراره".
وبعد أن أوضح أن "هذا العدوان استهدف مدنيين أبرياء قتلوا بدم بارد ما يعتبر في القانون الدولي جريمة حرب وجريمة إبادة بشرية" أشار المقداد إلى أن "سورية اتخذت الآن عدداً من الإجراءات كرد أولي على هذا العدوان وستلجأ إلى اتخاذ إجراءات مؤلمة وأؤكد أنها إجراءات مؤلمة للرد على هذا العدوان" قبل أن يضيف: سورية لن تسكت على هؤلاء المعتدين وعلى هذه الانتهاكات".
وعما إذا كانت سورية ستطلب عقد مجلس للجامعة العربية أو قمة عربية طارئة أو تلجأ لمحكمة الجزاء الدولية قال نائب وزير الخارجية:
هناك الكثير من الخيارات المطروحة أمامنا وسننتقي منها ما يلبي مصالحنا الوطنية وينسجم مع القانون الدولي وسيادة واستقلال بلدنا، منوهاً بأن سورية "ستتصرف بكل مسؤولية عند اتخاذها لأي قرار بهذا الخصوص، ونحن نمارس سياسات عقلانية وسياسة ضبط النفس واحترام القانون الدولي".
وأشاد المقداد بردود الفعل الدولية الرسمية التي صدرت منددة بالعدوان ومتضامنة مع سورية ووصفها بأنها "جيدة" وعلق أهمية خاصة على ردود الفعل الشعبية وقال: نحتاج لمزيد من الجهد في هذا المجال (حشد التنديد والتضامن)، قد يكون البعض تأخر لكنا نثق بأنه على المستوى الجماهيري في المنطقة العربية وفي كل أجزاء العالم سيكون هناك ردود فعل ليست بالقليلة ونحن بانتظار المزيد من ردود الأفعال والمواقف الرسمية والمعمدة بشكل مباشر".
وتطرق المقداد إلى عملية السلام في المنطقة على المسار السوري الإسرائيلي وأوضح "همنا الأساسي أن يكون هناك فهم دقيق لخط الرابع من حزيران لعام 1967 وعندما تقول إسرائيل أن فهمها يتطابق مع فهمنا فان ذلك سيفتح باب المفاوضات المباشرة" معها.
وجدد المقداد موقف سورية الثابت من ضرورة معالجة الانقسام الحاصل على الساحة الفلسطينية الداخلية و"ضرورة الإسراع في تحقيق وحدة الشعب الفلسطيني" وقال: لم نكن نتوقع على الإطلاق سحب السلاح الفلسطيني على فلسطيني آخر فهذه كارثة بكل ما تعنيه الكلمة ولا يوجد أي مبرر لذلك.
وإذ أعرب عن "تفاؤله بإمكانية تحقيق الوحدة الفلسطينية الداخلية" فإن المقداد أشار إلى وجود صعوبات حقيقية في هذا الإطار"، وقال" نحن سنساعد الأشقاء في مصر في هذا المجال وخاصة بعد ان تفهموا متطلبات كافة الفصائل الفلسطينية"، داعياً إلى "الاستمرار في هذه الجهود من قبل القائمين عليها وإشراك جميع الفصائل الفلسطينية" في الحوار المرتقب في التاسع من الشهر القادم.
وجدد المقداد دعم لسورية لجهود السودان الهادفة لحل الأزمة في دارفور ورفض سورية لمذكرة المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية لويس مورينو أوكامبو الذي طلب إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس عمر حسن البشير.
وعرض المقداد لتفاصيل اللقاء الذي جمع وزير الخارجية السوري وليد المعلم مع أوكامبو في مقر البعثة القَطَرية في نيويورك.
وقال المقداد: تم استدعاء أوكامبو لتقديم وجهة نظره فيما يتعلق بالطروحات القائمة بتأجيل هذه المحكمة أو إلغائها فكان أوكامبو يتحدث عن الرئيس البشير بدون ألقاب وكأنه أخوه أو ابن عمه فكان أن انبرى له وزير خارجية سورية وقال له: عندما تتحدث عن الرئيس البشير يجب أن تتحدث بأدب وأن تتعامل مع ألقابه بالاحترام المطلوب فما كان من أوكامبو إلا أن تراجع.
كما تطرق المقداد إلى اتفاقيه الشراكة السورية الأوربية المشتركة وقال: علمنا من بعض المسؤولين الأوربيين أن المصادقة على الاتفاقية "تسير باتجاه إيجابي ونحن نؤكد دائماً أن سورية ليست هي المستفيد الوحيد من مثل هذه الاتفاقية فهناك مصالح للاتحاد الأوروبي أيضاً.
ووقعت الاتفاقية بين الجانبين بالأحرف الأولى أواخر عام 2004 لكن الأوروبيين جمدوا المصادقة النهائية عليها بعد اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية اٍلأسبق رفيق الحريري في شباط/فبراير عام 2005 واتهام سورية بالضلوع بالعملية وهو ما نفته بشدة.
وأضاف المقداد: سورية لن تبكي ولن تتضرع لتوقيع هذه الاتفاقية وإذا كان الاتحاد الأوروبي جاهز لتوقيع هذه الاتفاقية فنحن جاهزون وإذا أرادوا أن لا تكون هذه الاتفاقية فهو قرارهم مؤكداً في الوقت عينه اهتمام سورية "بتوقيع الاتفاقية لكن هذا الاهتمام يجب أن يتأتى من الطرفين وليس من طرف واحد".
وشن المقداد حملة انتقادات شديدة على الإدارة الأميركية الحالية والرئيس جورج بوش وقال إن محاربة بوش لما يسمى الإرهاب قد أدت إلى "ازدياد شراسة الإرهاب وعنفه ما انعكس سلباً على الأمن والسلم الدوليين" كما حمله مسؤولية "انتشار الإرهاب الدولي نتيجة أخطائه المرتكبة في كل من أفغانستان وفلسطين والعراق إضافة إلى الفشل في إيجاد حلول للمشكلات التي تواجهها منطقة الشرق الأوسط".
وقال نائب وزير الخارجية السوري: الإدارة الأميركية وحلفائها في الدول الغربية تحولوا من الحرب على الإرهاب إلى الحرب على العرب وعلى النضال العادل والمشروع للشعب الفلسطيني من اجل تحصيل حقوقه وإنجاز حلمه بإقامه دولته على أرضه واستعاده حقوقه التاريخية المشروعة.
ورأى المقداد في كل ذلك أنه "انعكس بشكل عميق سلباً على دور الولايات المتحدة الأميركية وأثَّر على صورتها العالمية وقال: أريد بلداً واحداً في العالم فيه صورة إيجابية للولايات المتحدة الأمريكية وسياساتها .... بلد واحد بما في ذلك إسرائيل".
وأضاف المقداد "إن الرئيس بوش والمجوعة التي حوله يروق لهما استخدام القوة والعنف ويعتقدان أن من لا يستجيب لسياساتهم يجب القضاء
ورأى المقداد أن أساب الأزمة المالية العالمية الحالية وغلاء الأسعار في العالم والفوضى التي تدب في مختلف أركان النظام الدولي تعود إلى "الأخطاء الجسيمة التي ارتكبتها الإدارة الأميركية الحالية في تعاملها مع قضايا إقليمية ودولية واقتصادية وبسبب سياسات أميركا تجاه الاقتصاد العالمي من حمائيه وابتزاز واستعمار جديد في إطار العولمة للاقتصاد العالمي أدت ورأى المقداد أن "الإجراءات الدولية المتخذة للتغلب على الأزمة المالية وتلافي الكارثة هي في الكثير منها إجراءات مؤقتة وفي حال إصرار إدارة بوش على عدم التعامل مع الأزمة من جذورها فإن العالم يجب أن يتوقع الكثير من المشاكل".