ارشيف من :آراء وتحليلات

على العهد: تعميق المصالحات وتعميمها

على العهد: تعميق المصالحات وتعميمها
كتب إبراهيم الموسوي
شكّل لقاء الأحد الماضي بين سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله ورئيس تيار المستقبل النائب سعد الحريري، نقطة انطلاق باتجاه إحداث جملة تداعيات ايجابية على المستوى الوطني والإسلامي العام، ليس في لبنان فحسب، بل في المنطقة أيضاً. ويأتي هذا اللقاء كترجمةٍ عملية لنهج المصالحة والتلاقي الذي اعتمده ويعتمده حزب الله منذ البداية.
المنتظر أن يكون لهذا اللقاء آثاره الطيبة على مجمل الوضع العام الأمر الذي أمكن تلمسه منذ لحظة الإعلان عن حصوله.
وفي رصدٍ سريع لما أحدثه هذا اللقاء تأتي مسألة المصالحات الداخلية لتحتل الصدارة في سلّم الأولويات، حيث يرتقب أن تكر سبحة اللقاءات والمصالحات على الساحة اللبنانية لتطال تيارات وجهات حزبية وفعاليات أخرى. المصالحة فُتحت، ودُشن نهجها لا لتكون حكراً على فئة أو حزب أو طائفة، بل إن عباءتها تتسع لجميع من يريد الالتحاق بركبها تحسيناً للوضع السياسي، وتحصيناً للمناخات العامة في  البلد.
ان المصالحات واللقاءات والتفاهمات بين أفرقاء الساحة اللبنانية على اختلاف انتماءاتهم السياسية والطائفية والمذهبية هي من المكاسب الحقيقية للبنان واللبنانيين، وإن اتخاذها نهجاً وأسلوباً، وتعميمها فعلاً وممارسة، يجب أن يكون نموذجاً يحتذى من الجميع، ولعل ما ساهم في إشاعة أجواء الارتياح والتفاؤل هو موجه الترحيب العارمة وبيانات الإشادة المباركة التي أتت من مختلف الأطياف السياسية على الساحة اللبنانية كرد فعل على لقاء المصالحة الذي طال انتظاره، ويفترض ان تستكمل هذه الخطوة المفصلية بجملة من الخطوات المستدامة الهادفة إلى تعزيز الأجواء الإيجابية، والبناء عليها توصلاً لصياغة استقرار سياسي حقيقي بين جميع أفرقاء الساحة السياسية في لبنان.
التلاقي والوحدة الوطنية اللبنانية هو أحد أبرز تجليات الرد على دعاة الانقسام والفرقة، وهو أحد أوجب وجوه المقاومة للعدو الذي ما استطاع أن يفرض إرادته ويمارس عدوانه واحتلاله لسنوات متطاولة لولا وجود عوامل الفرقة والانقسام والشرذمة بين ظهراني اللبنانيين.
مع الانشغال الصهيوني الداخلي بفعل الانقسام السياسي الحاد على خلفية الانهيارات العسكرية والسياسية التي جاءت كثمرة للنصر الإلهي في حرب تموز 2006، ومع غياب القيادات التاريخية الاسرائيلية والانصراف لرتق الثقوب الاستراتيجية في الجسم العسكري الإسرائيلي، يبدو أن هناك فرصة حقيقية للنهوض الداخلي اللبناني من خلال بناء صيغة سياسية مستقرة، ومن خلال تصحيح جملة من الممارسات في الحياة السياسية اللبنانية بما يؤهّل لانطلاقة صحيحة للعهد الجديد. ولعل طاولة الحوار التي ستنعقد في الخامس من تشرين الثاني/ نوفمبر المقبل تشكل هي الأخرى محطة أساسية في استكمال قطار المصالحات والتفاهمات وتعميق التلاقي اللبناني.
الاستحقاقات كثيرة وكبيرة، ولكنها لن تكون خطيرة إذا أحسنّا الاستعداد لها والتعامل معها، العبرة في أن نفعل، فهل نحن فاعلون؟!
الانتقاد/ العدد1311 ـ 31 تشرين الاول/ اكتوبر 2008
2008-10-31