ارشيف من :أخبار عالمية
\"من السابق لأوانه أن نسلم بأن الاحتلال أوقف عدوانه\"

غزة ـ فادي عبيد
"أسبوع مر على دخول تفاهمات التهدئة بين فصائل المقاومة الفلسطينية والاحتلال حيز التنفيذ في قطاع غزة.. أسبوع من وجهة نظرهم ليس كباقي الأسابيع الماضية التي عاشوا لياليها مضيئة، لا بفعل الكهرباء، وإنما بنيران القصف الصهيوني الذي يستهدف تارة منزلاً وتارة أخرى ورشة للحدادة، وأحياناً كثيرة مجموعات مقاومة من المرابطين على طول حدود القطاع".
كيف يبدو المشهد الآن؟ وما الجديد الذي يمكن تسجيله أمنياً أو حياتياً؟ وماذا عن الآمال والأمنيات؟ أسئلة حملتها "الانتقاد" إلى عدد من الغزيين للتعرف الى إجاباتها.
المناطق الشرقية لمدينة خانيونس جنوبي القطاع كانت من بين المناطق التي زرناها لكونها تعرضت لسلسلة من التوغلات والاجتياحات الصهيونية طول الأشهر الماضية، والتي خلفت عدداً من الشهداء والجرحى والمعتقلين.
أفضل.. ولكن!!
يقول سمير أبو مغصيب (32 عاماً): "إن الوضع أفضل إلى حد كبير، لا سيما في ظل توقف العدوان وعودة الهدوء إلى المكان بعد طول غياب".
يضيف أبو مغصيب وهو متزوج وله (3) من الأبناء: "إن الكثير من الأسر القريبة من موقع كيسوفيم العسكري حيث يقطن هو، بات بمقدورهم الآن البقاء في منازلهم بعدما كانوا مضطرين لتركها في كل عملية توغل أو اجتياح".
وعن أوضاع المزارعين في المنطقة أوضح أبو مغصيب: "إن التهدئة سمحت للكثير من المزارعين بالوصول إلى أراضيهم، بعد أن كانوا ممنوعين نتيجة الوجود المكثف للآليات الصهيونية، وعمليات التمشيط اليومية التي تقوم بها".
وليس بعيداً التقينا المواطن كمال أبو خماش قرب وادي السلقا، حيث كانت هذه المنطقة مسرحاً لتسلل القوات الخاصة ولعمليات الدهم والتفتيش المتلاحقة.
يقول أبو خماش وهو طالب جامعي: إن التهدئة أعادت الحياة إلى طبيعتها بشكل عام، باستثناء بعض الأمور المتعلقة بالبضائع وحرية التنقل والسفر، وغيرها من الأشياء التي تعني إنهاء الحصار، والتخفيف من معاناة المواطن الذي ضاق ذرعاً بهمومه وأعبائه.
الحاج أبو عبد الله العطار ـ من سكان بلدة بيت لاهيا شمالي القطاع، إحدى المناطق التي تردد اسمها كثيراً في وسائل الإعلام لما شهدته من عمليات قصف جوي ومدفعي احتلالي بصورة شبه يومية، يقول: " لا أرى أي جديد قد تغير منذ بدأت التهدئة، فالأزمة الخانقة في غزة على حالها، والحاجات الأساسية التي كان المواطن يحلم بها لم تتوافر".
وعن توقعاته بشأن إمكانية صمود التهدئة، اعتبر أبو عبد الله أنه من السابق لأوانه أن نسلم بأن الاحتلال أوقف عدوانه. وهو لا يرى أي أمل باستمرارها في ظل النوايا الصهيونية الإجرامية، حسبما أثبتت التجارب السابقة.
أمنيات
أبو مؤمن أحمد وهو من سكان حي النصر في غزة، الذي يعد أحد الأحياء الراقية في القطاع والبعيدة إلى حد ما عن المواجهة المباشرة مع العدو الصهيوني، اتفق مع سابقه بأن الحال بقيت كما هي، فلا جديد يذكر على صعيد الأمور الحياتية، حيث ان أزمة الكهرباء والوقود لا تزال باقية، والمواد الأساسية اللازمة للبناء والصناعة وغيرها لم تدخل وفق ما جرى الإعلان عنه مسبقاً.. غير أنه رأى أن التهدئة أعطت مساحة أكبر للمواطنين للحركة داخل القطاع، والتواصل الاجتماعي مع أقاربهم بشيء من الأمان أكثر من الفترة السابقة.
أما حنان عوض الله فتأمل أن تفلح التهدئة في فتح معابر القطاع، خاصة معبر رفح الحدودي، كي تتمكن من السفر لإكمال دراستها الجامعية التي انقطعت عنها بسبب إغلاق المعبر.
التاجر خليل عقيل من جانبه عبّر عن أمله في صمود التهدئة لضمان استمرار فتح المعابر، وفتح المجال أمام التجار لإدخال بضائعهم المحتجزة منذ أشهر، ما يعني إنعاش السوق المحلية وتزويدها بما يلزمها من حاجات باتت نادرة برغم بساطتها.
هكذا إذاً انقسم الغزيون إلى فريقين: فريق متفائل بالتهدئة، وآخر حذر بشأنها بانتظار الأيام القادمة، لعلها تحمل معها تلبية أمنياته التي قد يعتبرها البعض صعبة المنال.
الانتقاد/ العدد 1276 ـ 27 حزيران/ يونيو 2008