ارشيف من :أخبار لبنانية
خاص الانتقاد.نت: فرنجيه في دارة كرامي في طرابلس

هي زيارة غير اعتيادية ليس من ناحية الوقت فحسب, بل حتى من ناحية المكان اذ جاءت زيارة رئيس تيار المردة الوزير السابق سليمان فرنجية لدولة الرئيس عمر كرامي في دارته بطرابلس لصياغة رؤى واضحة وخطوات فعالة في اتجاه بلورة موقف موحد من كافة التطورات الجارية على الساحة اللبنانية في ظل اكتشاف الخلايا التجسسية في لبنان.
الرئيس كرامي اعتبر ان كل ما يجري على الساحة من ناحية الخلايا الجاسوسية العميلة للعدو الصهيوني سببه الوضع العام في لبنان وانحلال المؤسسات التي تضعف الاداء الرسمي الذي يشجع على انتشار "الموساد".
بعد الاجتماع الذي دام لساعتين، قال فرنجية: "انها زيارة عادية لهذا البيت الكريم للتشاور مع دولة الرئيس كرامي، خصوصا في هذه الظروف التي نمر بها، ويمكن القول أننا ودولته نواصل التشاور والحوار بين أب وأخوة، وهذا الحلف السياسي الاستراتيجي التاريخي دائم ومستمر مع الرئيس كرامي ومع هذا البيت الكريم، ولا بد في هذه المرحلة أن نتداول في كل القضايا، بالرغم من أن الزيارة عادية وهي إلى بيتنا وإلى بيت أخ كبير، نأتي دائما نتشاور وإياه ونستنير من كلامه، وكانت وجهات النظر متطابقة، وقد وضعنا الأمور في نصابها في ما يتعلق بالتطورات على الساحة اللبنانية".
وردا على سؤال حول امكان وضع استراتيجية معينة للمرحلة المقبلة، قال فرنجية: "لا يوجد هناك من يضع لنا مشروعا، بل مشروعنا هو (منا وفينا) وتاريخنا يشهد على مشروعنا المشترك، وسياستنا التاريخية تؤكد مشروعنا، وأتصور، خصوصا في لبنان، أن هناك يوميا مشروع جديد، ولذلك نحن نتعاطى مع الأمور بواقعية لا سيما فيما يحدث في البلد".
وعن امكان نقل الضباط الأربعة إلى لاهاي قال فرنجية: "كنا نتداول مع الرئيس كرامي في هذا الأمر أيضا، وهذا الموضوع من وجهة نظري الشخصية، هو أن الضباط الأربعة مظلومون، وأصبح عيبا على القضاء اللبناني، وعيب على الدولة اللبنانية أن يبقوا محتجزين بهذه الطريقة لأنه احتجاز اعتباطي، وإذا كان الاحتجاز قانونيا فليعطونا بأي قانون تم ايقافهم حتى نكون جميعا مع هذا الطرح. إضافة إلى أن الحديث عن أخذهم إلى لاهاي أو إلى المحكمة الدولية يجب أن تكون المطالبة بذلك من المحكمة الدولية لجلبهم وعندها تبحث امكانية ارسالهم، وكما فهمت أن قاضي التحقيق الدولي ولجنة التحقيق الدولية قالت مرات عدة انه ليس لها عليهم (الضباط الأربعة) شيئا وهذا في رسائل خطية، والسؤال كيف يرسلونهم إلى المحكمة الدولية وهي لم تطلبهم ولا تريدهم؟ أنا أرى أن هذا الطرح من وجهة النظر القانونية والقضائية أنه لا امكانية لارسال أحد بدون طلب من المحكمة، واذا كان هناك طلب فلتقل المحكمة الدولية ذلك. وإذا كانت المحكمة طلبتهم أم لا فأنا أرى أن السبب الذي أوقفوا من أجله قد زال ويجب إخلاء سبيلهم".
وردا على سؤال عن طرح البعض الذهاب إلى انتخابات مبكرة، أجاب فرنجية: "لم نتداول مع الرئيس كرامي في هذا الأمر، لكن حول الانتخابات عندما يريدون فليشرفوا، ونحن حاضرون".
وعن القول بأن المصالحات جميعها ذاهبة نحو التنفيذ باستثناء مصالحة "المردة" و"القوات" قال فرنجية: "كله على الله، وعلى مهل، وكل شيء (يصير) بوقته".
كرامي
من جهته، قال الرئيس كرامي: "نحن نرحب بسليمان بك ببيته وبلده، وكما قال هذه الزيارة غير بروتوكولية، ودائما الخطوط مفتوحة بيننا وبينه وتتواصل المشاورات حول كل المواضيع، وطبعا كان هناك استعراض لكل الأمور، وكانت وجهات النظر متطابقة، تبادلنا المعلومات والتحليلات والنتيجة نرى الأمور سائرة ان شاء الله بطريقة جيدة وطبيعية".
سئل: إلى أين يتجه لبنان فأجاب كرامي: "يتجه إلى الانتخابات".
سئل كرامي: هل سنشهد انتخابات هادئة أم انتخابات يتخللها أحداث ومشاكل فأجاب: "لا شك، ما ألمسه اليوم من خلال نشاطاتي هنا وفي بيروت ومن مختلف الأفرقاء وحتى من الزوار العرب، الكل يسعى لأن تكون الانتخابات انتخابات هادئة، لأن وضع الشارع في لبنان والوضع السياسي في لبنان معروف أنه محتقن، ولا يزال محتقنا، وكل من يقول أن الأمور قد صفيت، هذا كلام غير صحيح، وكلنا يعلم ويعرف أن الانتخابات تؤجج الخلافات، والانتخابات بدون توافق تحدث توتيرا للأوضاع، وفي النهاية الانتخابات هي انتخابات، ولذلك يفصلنا عن الانتخابات سبعة اشهر هذا إذا جرت في أيار، من الآن إلى سبعة أشهر يخلق الله ما لا تعلمون، وحتى الآن كل الأحاديث التي تدور وتتعلق بالانتخابات هي احاديث سطحية، لم يتبلور الى الآن أي موضوع ولا أي تحالفات، والمرجح أنه قبل كانون الثاني لن يتبلور شيء".
سئل، حتى في طرابلس؟ أجاب كرامي: "طرابلس من ضمن لبنان وتقع في الظروف نفسها".
وردا على سؤال عن قراره بخوض الانتخابات المقبلة قال كرامي: "قلت في كانون الثاني تتبلور الأمور وتسمعون الجواب، وخوض المعركة هو مرهون بالظروف وليس بامكان أحد أن يحكم منذ الآن".
وردا على سؤال حول الاعتداء الأميركي على بلدة في سوريا وصمت الدول العربية على هذا الاعتداء، قال كرامي: "ما شاء الله سوريا "أد" (بقدرة) البلاد العربية كلها، وطبعا الكل يعترف، العدو قبل الصديق، أن سوريا هي بلد أساسي في المنطقة، جربوا كثيرا عزلها ومحاربتها، والحد من دورها، لكنهم عادوا اليوم جميعا وعلى رأسهم الولايات المتحدة الأميركية ولو من تحت الطاولة يعترفون بدور سوريا، على كل حال ما يهمنا من هذا الموضوع أن سوريا دولة ممانعة ودولة تعتبر أن اسرائيل هي العدو، وحرص سوريا بكل سياستها على قضايا وحقوق الأمة العربية هذا هو الذي يشعرنا بالافتخار بمواقفنا".
وردا على سؤال عما ورد في بعض وسائل الاعلام عن تمكن الجيش اللبناني من القاء القبض على خلية تعمل لصالح الموساد الاسرائيلي، قال كرامي: "صراحة كل ما يجري على الساحة اللبنانية لجهة الخلايا الجاسوسية، بالرغم من أننا لا نتعاطى أمنيا وليس لدينا معلومات أمنية، ولكن تشعر بالخلايا الجاسوسية لاسرائيل وغيرها، ونحن نشعر ولدينا بعض المعلومات أن هناك الكثير من أجهزة المخابرات للعديد من الدول تعمل على الساحة اللبنانية، وطبعا هذا بسبب الانفلات في مؤسسات الدولة، وهذا الانفلات هو الذي يشجع مثل هذا التسيب الأمني وأتمنى في المرحلة المقبلة وبعد أن تتحدد من هي الأكثرية ومن هي الأقلية في الانتخابات أن تقوم الدولة القادرة والعادلة وتضع حدا لكل هذه الشوائب".
زيارة الوزير السابق سليمان فرنجية للرئيس عمر كرامي والتي حضرها فيصل كرامي والدكتور خلدون الشريف وزياد تيودور مكاري تعتبر حلقة في سلسلة اللقاءات والزيارات التي تعكس تعاونا مشتركا يعمق اواصر التحالفات.