ارشيف من :أخبار لبنانية
روزنامة الأسبوع الطالع حافلة بسلسلة استحقاقات محلية إقليمية ودولية تخطف الأنظار تجاهها لانعكاساتها على الملفات الساخنة
كتب علي عوباني
تحفل روزنامة الأسبوع الطالع بسلسلة استحقاقات محلية واقليمية ودولية تخطف الأنظار باتجاهها ، في ضوء نتائجها وانعكاساتها السياسية على صعيد القضايا والملفات الساخنة في لبنان خصوصا والمنطقة عموما ....
الاستحقاق الأبرز على الصعيد الدولي يتمثل بنهاية السباق الرئاسي إلى البيت الأبيض بعد غد الاربعاء حيث تشهد الولايات المتحدة الأميركية انتخابات رئاسية ستحدد رئيسها المقبل لأربع سنوات مقبلة وسط تنافس حاد بين المرشحين الجمهوري جون ماكين والديمقراطي باراك اوباما والذي تعطيه استطلاعات الرأي أرجحية الفوز في هذه الانتخابات .
وفي هذا الإطار فان ما يهم المواطن العربي والمسلم في منطقة الشرق الأوسط ليس حجم الحملات الانتخابية ولا من سيتربع على سدة الحكم في الولايات المتحدة ولا اسم الرئيس الجديد ولا من تكون سيدة البيت الأبيض ، بقدر ما تثار لديه تساؤلات مشروعة وكثيرة حول مستقبل المنطقة في ضوء الإدارة الأميركية الجديدة وما ستنتهجه من سياسات تجاهها ، وبالتالي فهل ستلجأ هذه الادارة الى الهيمنة والعنف فتكون خير خلف لخير سلف ، ام تنتهج سياسية جديدة تقوم على الحكمة والتوازن وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لدول المنطقة ، وهل ستكف يدها عن ثرواتنا الاقتصادية ، هل تحترم أراضينا وسيادتنا ، والاهم هل تمتنع عن مساندة طفلها المدلل إسرائيل في كل شاردة وواردة وعن تزويدها بالأسلحة لشن الحروب على ابنائنا وبلادنا ، وهل تحترم المنظمات الدولية ولا تستخدمها كمطية وآداة لتحقيق مآربها الاقتصادية والسياسية في العالم ....؟؟!!
اللافت للانتباه في هذا الموضوع ان الانتخابات الأميركية التي تجري الثلاثاء المقبل هي الأولى من نوعها التي يكون فيها الناخب الأول والأساسي لدى الأميركيين هو المعطى الداخلي ، في ظل اثقال الازمات الاقتصادية والدولية التي تكبل الولايات المتحدة الأميركية وتداعياتها المتزايدة والآخذة بالتوسع شيئا فشيئا بعدما فشلت الإدارة الحالية بكل الملفات وورطت أميركا بأزمات لا طاقة لها على حملها ، وبالتالي فان المؤشرات توحي بأن التحديات الداخلية للادارة الجديدة ستأخذ الحيز الاكبر من سياساتها والتي ربما تجعلها تنكفئ بشكل كبير عن الساحة الدولية لصالح لملمة أوضاعها الداخلية ، وبالتالي سيكون متاحا امام منطقتنا التقاط انفاسها بعد الهمجية وسلسلة الحروب العسكرية والسياسية التي شنتها ادارة بوش على دول المنطقة .
إقليميا ، يتواصل الانفتاح الأوروبي تجاه سوريا بعد كسر الإرادة السورية لسياسية العزلة التي انتهجتها الادارة الاميركية تجاهها ، حيث من المرتقب ان يزور سوريا خلل الأيام القادمة وزير الخارجية البريطاني ميليباند وفق ما كشف عنه وزير الخارجية السوري وليد المعلم امس خلال حديث تلفزيوني ، في وقت يستمر فيه التجاذب بين قيادات العدو الصهيوني حول مسألة البدء بمفاوضات مباشرة مع سوريا والتي يدعمها كل من رئيس حكومة العدو ايهود اولمرت ورئيس الكيان الصهيوني شيمون بيريز ، فيما لا تزال تداعيات الأزمة التي خلّفتها المجزرة التي ارتكتبها القوات الاميركية في منطقة البوكمال على الاراضي السورية تلقي بثقلها على أوضاع المنطقة ككل في ظل التوتير الذي لجأت اليه الإدارة الاميركية المحتضرة سياسيا وسط مأزقها وانكشاف احتلالها للعراق أمام المجتمع الدولي في ضوء عدم تمكنها من تحصيل توقيع الحكومة العراقية على الاتفاقية الأمنية والتي أعلن رئيس الحكومة العراقية مؤخرا انه سيطلع الدول المجاورة عليها قبل توقيعها ، في خطوة ذكية قد تفتح الباب امام جعل الوجود الأميركي في العراق مكشوفا من دون غطاء سياسي شرعي عراقي اقليمي او دولي ، مما سيضطره للقبول بجدولة انسحابه مع وصول اوباما ربما الى الحكم دون ان يكون قد حصل على أي مكتسبات سياسية او اقتصادية في العراق والمنطقة.
اما محليا فيفتتح الأسبوع الطالع اليوم بجلسة استثنائية لمجلس الوزراء يناقش فيها مشروع الموازنة العامة للسنة القادمة ، يغادر بعدها رئيس الحكومة فؤاد السنيورة إلى تركيا في زيارة تستمر يومين لإجراء محادثات مع نظيره رجب طيب اردوغان... في وقت تنعقد فيه الجلسة الثانية لطاولة الحوار الوطني الأربعاء المقبل وسط سلسلة المصالحات الجارية ووسط شد الحبال الجاري بين الموالاة والمعارضة حول ضرورة توسيع طاولة الحوار الوطني لتشمل أطراف سياسية ما زالت خارج دائرة التمثيل على الطاولة في وقت تصر فيه المولاة على ابقاء الطاولة على ما هي عليه واقتصار المشاركين فيها على ما بات يعرف بالأقطاب ال 14 فقط.
أرشيف موقع العهد الإخباري من 1999-2018