ارشيف من :أخبار عالمية

السباق الرئاسي الى البيت الابيض يصل الى نهايته غدا وينهي معه حقبة الادارة الاميركية الأسوأ عالميا

السباق الرئاسي الى البيت الابيض يصل الى نهايته غدا وينهي معه حقبة الادارة الاميركية الأسوأ عالميا

كتب علي عوباني

يصل السباق الرئاسي للبيت الأبيض الى نهايته منتصف الأسبوع الحالي لتنتهي معه حقبة ادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ، الادارة الأسوأ في التاريخ السياسي المعاصر ، لما افضت اليه سياساتها الدولية والاقليمية التي أدخلت شعبها وادخلت العالم في مآزق سياسية واقتصادية جمة .
وفي هذا الإطار تشهد الحملات الانتخابية زخما شديدا ، في ظل احتدام المعركة الانتخابية على الرئاسة الاميركية ، وتسارعت امس وتيرة الحملة الانتخابية للمرشحين في محاولة اللحظة الاخيرة لكسب اصوات الناخبين المترددين الذين لم يحسموا خيارهم بعد . وفي السياق فقد واصل المرشحان الديموقراطي باراك اوباما والجمهوري جون ماكين أمس حملتهما الانتخابية قبل ساعات من الانتخابات التي ستحدد الفائز بالسباق الانتخابي فيما حافظ اوباما على تقدمه في الاستطلاعات. واجرى المرشح الجمهوري جون ماكين (72 عاما) عدة لقاءات انتخابية في بنسلفينيا (شرق) ونيو هامبشير (شمال شرق) ثم في فلوريدا (جنوب شرق) .
من جهته امضى المرشح الديمقراطي باراك اوباما (47 سنة) الجزء الاكبر من نهار أمس الاحد في ولاية اوهايو (شمال) قبل ان يتوجه الى فلوريدا. وتعتبر ولايتا فلوريدا واوهايو حاسمتين في الانتخابات الاميركية اذ تستأثران على التوالي ب 20 و27 صوتا من اصوات كبار الناخبين الذين يختارون الرئيسي الاميركي.
هذا وينبغي ان يحصل المرشح الفائز على أصوات 270 من كبار الناخبين في الولايات. على ان يحصد المرشح الذي يحصل على اكبر عدد من الأصوات في الولاية كل أصوات مجمعها الانتخابي. وقد اظهرت نتائج اخر استطلاع للرأي اجرته صحيفة "واشنطن بوست" ومحطة "اي بي سي نيوز" تقدم اوباما بفارق 9 نقاط عن منافسه جون ماكين .
ورغم ان جميع الاستطلاعات التي اجريت اظهرت تقدم اوباما الا ان المعسكر الجمهوري يرفض الاستسلام ويؤكد انه لا يزال واثقا في امكانية تغيير المعطيات.  في وقت اقر فيه ديك ديفيس مدير حملة ماكين الأحد في تصريح لمحطة "فوكس" بان المرشح الجمهوري في وضع صعب لكنه اضاف "لقد رد وسيقاتل حتى خط النهاية وأظن انه سيكسب هذه الانتخابات وسيثبت للاميركيين المعنى الحقيقي لكلمة +العودة+".
بدورها اغتنمت حملة اوباما الانتخابية فرصة جديدة لمهاجمة المرشح الجمهوري بعدما اعلن نائب الرئيس ديك تشيني. الذي يعتبر في نظر الكثير من الأميركيين رمزا لكل السياسات السيئة التي اعتمدها جورج بوش. انه "سعيد جدا" بدعم جون ماكين.
 وقبل يومين من الانتخابات الرئاسية الاميركية التي يتوقع ان تشهد نسبة مشاركة قياسية تزداد المخاوف من ان يؤدي الإقبال على مكاتب الاقتراع وإصابة نظام الاقتراع الالكتروني بخلل. الى شلل في العملية الانتخابية ، حيث يخشى الديمقراطيون من تكرار تجربة فلوريدا العام 2000 عندما اضطرت المحكمة العليا الى حسم الامر واعلان النتيجة بعدما كان المرشح الديموقراطي آل غور فائزا فخسر الانتخابات بسبب هزيمته في فلوريدا التي حصد جورج بوش اصوات مجمعها الانتخابي (27 صوتا) بعدما تفوق عليه  ب537 صوتا فقط. ووضعت المحكمة العليا انذاك حدا لعملية اعادة فرز اصوات الناخبين في هذه الولاية ولجدل طويل بين المرشحين حول مدى صحة النتائج واعلنت فوز بوش.
وعلى هامش الانتخابات الرئاسية يبدو ان معركة نائب الرئيس حسمت على الاقل ظاهريا لصالح السيناتور جو بايدن الذي اعتبر الورقة الرابحة للمرشح الديموقراطي باراك اوباما كونه من أقطاب الساحة السياسية الأميركية ومن الخبراء المحنكين في السياسة الخارجية والشؤون الدولية . بحيث يعتقد البعض ان بامكانه ان يؤمن لاوباما المصداقية التي يحتاج اليها في هذه المسائل الشائكة.
في المقابل فقد اعتبرت المرشحة لمنصب نائب الرئيس سارة بالين حديثة التجربة وواجهت انتقادات لاذعة حتى من داخل حزبها للهفوات التي ارتكبتها خلال الحملة الانتخابية لماكين فيما ذهب بعض مستشاري الاخير لتحميلها مسؤولية هزيمة ماكين المحتملة في الانتخابات المقبلة ، وما يؤشر على باكورة تجربتها السياسية وقوعها امس ضحية خدعة على الهاتف اوقعها فيها فكاهي من كيبيك ادعى انه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي. وجاءت خلالها اجاباتها لتدعم موقف القائلين بعدم اهليتها لتولي منصب نائب الرئيس.
وفيما يأمل باراك اوباما (47 عاما) الذي يمكن ان يصبح اول رئيس اسود للولايات المتحدة. في تحقيق حلم زعيم حركة الدفاع عن الحقوق المدنية للسود مارتن لوثر كينغ ويشبهه كثيرون بالرئيس الاميركي الراحل جون كينيدي في قوة شخصيته والامل في التغيير الذي يجسده.  يأمل جون ماكين في الوصول الى البيت الابيض وانقاذ شعبية الجمهوريين على الرغم من تراجع شعبية حزبه بعد ثماني سنوات من حكم جورج بوش. واذا انتخب رئيسا في الثانية والسبعين. سيكون ماكين الرئيس الاكبر سنا الذي يدخل البيت الابيض. وفي هذه المرحلة من الاضطرابات من حربين وازمة مالية عالمية. يحاول ماكين اقناع الناخبين بتجربته في مواجهة خصمه الديموقراطي الذي يصغره 25 عاما. 
ونظرة موجزة لمواقف كل من المرشح الديموقراطي الى الرئاسة الاميركية باراك اوباما ومنافسه الجمهوري جون ماكين حول عدد من القضايا الرئيسية في الحملة الانتخابية تعطينا صورة عامة عن الخطوط العريضة للسياسة التي سينتهجها كل منهما في حال فوزه .

 الاقتصاد
وعد ماكين بتوسيع نظام الخفض الضريبي الذي بدأه الرئيس جورج بوش. وهو يقترح في هذا الاطار خفضا في ضرائب الشركات من 35 الى 25 بالمئة وكذلك خفض الضرائب على ارباح رأس المال وحسابات التقاعد الفردية. كما وعد ماكين ايضا بتوازن الميزانية بنهاية ولايته الاولى في 2013 إذا تولى الرئاسة.
وكشف ماكين عما اسماه "خطة ماكين للانتعاش" بقيمة 300 مليار دولار لشراء قروض المنازل التي يعجز اصحابها عن سدادها وابدالها بقروض اسكانية بمعدلات فائدة ثابتة بشكل يمكن العائلات من البقاء في منازلها.
من جهته وعد المرشح الديمقراطي باراك اوباما بخفض الضرائب التي تدفعها العائلات من الطبقة العاملة
والعائلات المتدنية الدخل التي يقل دخلها السنوي عن 75 الف دولار. وزيادة الضرائب على العائلات التي يزيد دخلها على 250 الف دولار سنويا. ويقول اوباما ان 95 بالمئة من الاميركيين سيدفعون ضرائب اقل او نسبة الضرائب ذاتها. كما اقترح اوباما انشاء صندوق بقيمة 50 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والحيلولة دون فقدان اكثر من مليون اميركي لوظائفهم. 

 العراق
وحول الوجود الاميركي في العراق يعتبر المرشح الجمهوري جون ماكين من اشد المؤيدين لخطة بوش بارسال مزيد من القوات الاميركية الى العراق في العام 2007. وهو تعهد "بعدم الاستسلام" وقال انه مقتنع بان واشنطن تكسب الحرب على التمرد في العراق. ويعتقد ماكين انه من الخطأ سحب القوات الاميركية من العراق قبل هزيمة تنظيم القاعدة وقبل ان تتسلم قوات امن عراقية مدربة مقاليد الامن في البلاد. ويعتبر انه عندما تتمكن القوات العراقية من حماية البلاد. تستطيع القوات الاميركية ان تنسحب. كما وعد بدفع جهود المصالحة السياسية في العراق. وحث الامم المتحدة على لعب دور اكبر في الانتخابات العراقية المقبلة.
 بدوره عارض اوباما الحرب على العراق العام 2002 ووعد بانهاء النزاع والبدء في سحب القوات الاميركية من البلد المضطرب فورا. ويقول اوباما ان القادة العسكريين يعتقدون انه يمكن البدء بسحب القوات الاميركية من العراق بمعدل لواء او لواءين في الشهر. وهذا يعني ان عملية الانسحاب ستستغرق 16 شهرا اي حتى منتصف 2010. ويعتقد اوباما بضرورة الابقاء على قوة اميركية في العراق للقيام بمهمات مكافحة التمرد وحماية الاميركيين. لكنه يعارض اقامة قواعد دائمة في العراق. كما يعتقد اوباما ان على الحكومة الاميركية الضغط على القادة العراقيين للعمل من اجل تحقيق مصالحة سياسية حقيقية كما سيطلق مساعي دبلوماسية بين الدول المجاورة للعراق للمساعدة على تحقيق الاستقرار في المنطقة.

ايران
يعارض المرشح الجمهوري جون ماكين أي محادثات مع ايران على مستوى الرئاسة التي يعتقد انها لن تفعل شيئا سوى اضفاء الشرعية على النظام الايراني حسب تعبيره ويقول ماكين ان "هناك امر واحد فقط اسوأ من القيام بعمل عسكري ضد ايران وهو السماح لايران بان تصبح دولة نووية". ويعارض ماكين اي محادثات مع ايران. ويرغب ماكين كذلك في تشديد العقوبات خاصة الاقتصادية خارج نطاق الامم المتحدة اذا اضطر الامر.
  اما اوباما فهو يؤيد بدء حوار مع ايران دون شروط مسبقة اذ يرى انها تشكل تهديدا خطيرا على منطقة الشرق الاوسط والولايات المتحدة. واشار الى ان المحادثات ستبدأ على مستوى منخفض اولا. ويقول انه سيقدم عرضا لايران يقضي بانه اذا تخلت الجمهورية الاسلامية عن برنامجها النووي واوقفت دعمها "للارهاب". فان الولايات المتحدة ستقدم لها حوافز مثل العضوية في منظمة التجارة العالمية واستثمارات اقتصادية والتحرك نحو اقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين.

الشرق الاوسط و"اسرائيل"
ماكين يؤيد منح "اسرائيل" مساعدات عسكرية ويقول ان حركة المقاومة الاسلامية (حماس) هي "اسوأ عدو". ويشجع ماكين على الحوار بين "إسرائيل" والرئيس الفلسطيني محمود عباس ويدعو الى عزل حماس وحزب الله وسوريا سياسيا. ويعتقد ان الحرب التي شنتها اسرائيل ضد لبنان في 2006 مبررة.
 من جهته يعتقد اوباما ان التزام الولايات المتحدة نحو اسرائيل "غير قابل للنقاش". ويرى ضرورة عزل حماس وحزب الله اذا رفضت الحركتان التخلي عن "الارهاب" حسب تعبيره والاعتراف بحق "اسرائيل" في الوجود. كما انتقد المستوطنات اليهودية في الاراضي الفلسطينية وقال انها لا تساعد عملية السلام. واعرب عن تاييده للسياسات التي يمكن ان تعزز نفوذ المعتدلين الفلسطينيين.

روسيا
دعا ماكين الى استبعاد روسيا من مجموعة الدول الثماني الصناعية الكبرى. ووصف فلاديمير بوتين الرئيس السابق ورئيس الوزراء الحالي بانه "رجل خطير".
من جهته ادان اوباما "العدوان الروسي" على جورجيا. وقال انه يجب مواصلة الضغط على موسكو لتكون اكثر شفافية وديموقراطية. ويقول انه سيعالج التحديات التي تمثلها روسيا باستراتيجية تشمل المنطقة باكملها.


2008-11-03