ارشيف من :آراء وتحليلات

أميركا اليوم.. الفارق نقطة

أميركا اليوم.. الفارق نقطة
كتب مصطفى خازم
بين الانتخابات الرئاسية الاميركية والانتحابات الشعبية الاميركية.. الفارق نقطة..
هل سينتخب الشعب الاميركي رئيساً جديداً، أم سينتحب على المستقبل القاتم بالتأكيد؟
هل سيكون باراك اوباما الطامح الى التغيير الذي حان وقته بحسب شعار الحملة الدعائية، القادم من العرق الافريقي هو سيد البيت الابيض أم ان النسخة الاسوأ من سياسة ديك تشيني ـ جورج دبليو بوش ستكمل النهج لكي يقضي على ما تبقى للاميركيين البسطاء من امل بالحياة..
هل ستلعب الحروف مجدداً لعبتها، لتجعل الانبهار بـ"القيم الاميركية" يتحول إلى "الانهيار" لكل ما صدرته من علم وتكنولوجيا الى العالم، كما انهارت السياسة المالية..
بالامس حملت وكالة الصحافة الفرنسية خبراً عن قتل ثلاثة أشخاص بالرصاص في شوارع لوس انجلوس، وهذا ما خرج للاعلام فما يحصل هناك أفظع بكثير.. ففي العام 2006 وخلال عشرة أشهر سجل مقتل شخصين كل يوم في لوس انجلوس وحدها..
جرائم، قتل، اغتصاب، سرقات، نهب.. ولائحة تطول..
وما اللائحة الصينية التي نشرت خلال العام الا دليل على سوء "عالم القيم الاميركية"..
اليوم ستخرج اميركا الى العالم بصورة جديدة فعلى أي مثال، كل استطلاعات الرأي تقول انها لن تكون على مثال بوش.. لكن هل ستصدق.. انتظروا حتى ظهور النتيجة، وبعدها ابنوا على الشيء مقتضاه..
لكن في خضم هذه المعركة خرج علينا خلف طوني بلير بنظرية جديدة تأتي لتقضي على بقية المال العربي ـ إذا كان هناك بقية منه ـ بجولة على الدول الخليجية ليطالبها بمساعدات نقدية لدعم "الدول العربية وحفظ اقتصاداتها".. وكأن الانهيار المالي العالمي كان في الدول الخليجية وليس في اميركا والدول الاوروبية الدائرة في فلكها الاقتصادي..
بكل وقاحة يدعو غوردن براون الدول العربية الغنية لدفع مساهمات لصندوق النقد الدولي ليساهم في سد العجز المالي العالمي.. لكن لو أزحنا سوء النية وأخذنا بالظن الحسن ألا تستطيع هذه الدول الغنية استغلال هذا الظرف للدول المحتاجة، فتقايضها على فلسطين وحقوقها، والعراق وحاجته، ولو عادوا إلى دينهم، أفغانستان وحريته..
لا يريدون تحويل النفط الى سلاح، أليس المال سلاحا يمكن استخدامه في هذا الظرف.. ليس استغلالا ان تحصل على حقك بسد حاجة الآخرين.. وترك ذلك هو الاستحمار.. مقابل استغلال الآخرين لقدراتك ليسدوا حاجتهم..
لكن على من نقرأ آيات العقل.. على العبيد..
غداً ستسمعون الدولة الفلانية دفعت المبلغ كذا، وعدّوا أصفارا تتلوها أصفار.. والدولة العلانية دفعت كذا، وعدّوا أصفارا تتلوها أصفار..
بالمقابل.. أصفار قليلة يمكن ان تخرج غزة من عتمتها، ومرضى غزة من شفير الموت الى الحياة..
أصفار قليلة يمكن ان تمحو الامية من العالم العربي، أصفار قليلة يمكن ان تعيد السودان اهراءات العرب، ولبنان مستشفاهم.. وبغداد حاضرتهم الثقافية، ودمشق مستودع قوتهم القومية..
الفارق نقطة..
بين عزة، وغزة..
في كلتا الحالتين.. لغزة العزة.. ولهم الذل..
أميركا اليوم سترسم طريقها، فمتى سترسم الشعوب الحرة صورتها الجديدة الاصيلة وليس صور الزعماء..
الفارق نقطة.. وبالتوقيت المحلي..
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008 
2008-11-04