ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: لا تنسوا الدعاء

كتب محمد يونس
برعت الدعاية الأميركية على طريقة افلام هوليود في تصوير الانتخابات الرئاسية الأميركية على أنها منافسة بين الشر المتمثل بالمرشح الجمهوري جون ماكين، مستفيدة من تجربة رفيقه جورج بوش على مدى الثماني سنوات الأخيرة، وبين الخير المتمثل بالمرشح الديمقراطي باراك أوباما، مستفيدة ايضا من ابتعاد الديمقراطيين عن الحكم في الولايات المتحدة طيلة هذه السنوات الثماني.
وبات العالم الخاضع لتأثير هذه الدعاية الانتخابية الأميركية يجد نفسه تلقائيا إلى جانب أوباما ويكن مشاعر الكره لماكين، وينتابه شعور بالإحباط لو طرح أمامه امكانية فوز ماكين بالسباق إلى البيت الأبيض. يصور الأمر على أنه التغيير المنتظر الذي سينسحب على مآسي العالم ومعاناته، وكأن أوباما صار الرجل المنقذ الذي تتحدث عنه الأساطير والمعتقدات.
وقد قامت هذه الدعاية التي صرفت مئات الملايين من الدولارات لتحسين صورة الرجل الديمقراطي الأسود بإخفاء ما استطاعت من جوانب سيئة في شخصية أي ديمقراطي أميركي، فصور على أنه الرجل الذي يتطلع إليه السود ومعهم باقي الأقليات كالمسلمين والعرب وطبعا البيض غير العنصريين في أميركا, واصبحنا في وضع أنه إذا قلت لأحد ان فوز جون ماكين بالرئاسة هو افضل لشعوب العالم الثالث والنامي لاتهمك فورا بالجنون والتخريف.
لكن الحقيقة هي هذه، ففوز ماكين سيكمل الطريق الذي سلكه بوش والذي أدى في ما أدى إليه إلى غرق الولايات المتحدة في كل هذه المآزق ما مكن القوى الأخرى من البروز والتخلص من نير الهيمنة الأميركية الأحادية، فتمكنت دول كفنزويلا مثلا من الوقوف في وجه واشنطن، بل وتشكيل محور يزاحمها السيطرة على دول ما يسمى بخلفية البيت الأبيض، كما أدى نهج بوش إلى استعادة روسيا لدورها القطبي ولو أنه ما زال في بداياته، هذا عدا عن افساح المجال لإيران وسوريا بتحطيم العنفوان الأميركي وتمريغه بوحول مستنقعات (صنع في أميركا).
إن الفرق بين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة هو فقط في الأسلوب، فبالقدر الذي يعتبر فيه الجمهوري أكثر وضوحا وفجاجة في تصرفه يعتبر الديمقراطي أكثر غموضا ومرواغة وهو الأخطر على العالم وعلى منطقتنا بحيث يسعى لإمرار خططه ومؤامراته وهو يبتسم لك أو يربت على كتفيك.
أنظروا أين كنا قبل استلام بوش الحكم حيث حكم الديمقراطيون، وانظروا أين أصبحنا الآن، فأيهما تفضلون؟؟!!
لا تنسوا بعد جوابكم الدعاء....
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
برعت الدعاية الأميركية على طريقة افلام هوليود في تصوير الانتخابات الرئاسية الأميركية على أنها منافسة بين الشر المتمثل بالمرشح الجمهوري جون ماكين، مستفيدة من تجربة رفيقه جورج بوش على مدى الثماني سنوات الأخيرة، وبين الخير المتمثل بالمرشح الديمقراطي باراك أوباما، مستفيدة ايضا من ابتعاد الديمقراطيين عن الحكم في الولايات المتحدة طيلة هذه السنوات الثماني.
وبات العالم الخاضع لتأثير هذه الدعاية الانتخابية الأميركية يجد نفسه تلقائيا إلى جانب أوباما ويكن مشاعر الكره لماكين، وينتابه شعور بالإحباط لو طرح أمامه امكانية فوز ماكين بالسباق إلى البيت الأبيض. يصور الأمر على أنه التغيير المنتظر الذي سينسحب على مآسي العالم ومعاناته، وكأن أوباما صار الرجل المنقذ الذي تتحدث عنه الأساطير والمعتقدات.
وقد قامت هذه الدعاية التي صرفت مئات الملايين من الدولارات لتحسين صورة الرجل الديمقراطي الأسود بإخفاء ما استطاعت من جوانب سيئة في شخصية أي ديمقراطي أميركي، فصور على أنه الرجل الذي يتطلع إليه السود ومعهم باقي الأقليات كالمسلمين والعرب وطبعا البيض غير العنصريين في أميركا, واصبحنا في وضع أنه إذا قلت لأحد ان فوز جون ماكين بالرئاسة هو افضل لشعوب العالم الثالث والنامي لاتهمك فورا بالجنون والتخريف.
لكن الحقيقة هي هذه، ففوز ماكين سيكمل الطريق الذي سلكه بوش والذي أدى في ما أدى إليه إلى غرق الولايات المتحدة في كل هذه المآزق ما مكن القوى الأخرى من البروز والتخلص من نير الهيمنة الأميركية الأحادية، فتمكنت دول كفنزويلا مثلا من الوقوف في وجه واشنطن، بل وتشكيل محور يزاحمها السيطرة على دول ما يسمى بخلفية البيت الأبيض، كما أدى نهج بوش إلى استعادة روسيا لدورها القطبي ولو أنه ما زال في بداياته، هذا عدا عن افساح المجال لإيران وسوريا بتحطيم العنفوان الأميركي وتمريغه بوحول مستنقعات (صنع في أميركا).
إن الفرق بين الجمهوري والديمقراطي في الولايات المتحدة هو فقط في الأسلوب، فبالقدر الذي يعتبر فيه الجمهوري أكثر وضوحا وفجاجة في تصرفه يعتبر الديمقراطي أكثر غموضا ومرواغة وهو الأخطر على العالم وعلى منطقتنا بحيث يسعى لإمرار خططه ومؤامراته وهو يبتسم لك أو يربت على كتفيك.
أنظروا أين كنا قبل استلام بوش الحكم حيث حكم الديمقراطيون، وانظروا أين أصبحنا الآن، فأيهما تفضلون؟؟!!
لا تنسوا بعد جوابكم الدعاء....
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008