ارشيف من :آراء وتحليلات
مجرد كلمة: هل ينتهي عهد بوش الأسود؟

كتب أمير قانصوه
أبيض وأسود يجتمعان في يوم واحد، فمن يغلب؟
هكذا يقف العرب أمام الانتخابات الاميركية بين لونين متناقضين، فيبدو لون البشرة حاضراً بقوة في أدبيات التعامل العربي (وربما العالمي) مع الحدث الأميركي، وقد يكون لون بشرة باراك أوباما السوداء دافعاً للتعاطف معه.. وتفضيل فوزه على جون ماكين.
ولكن وارتباطاً باللونين، ربما من الأجدر تجاوز لون البشرة للمرشحين، الى ما يمكن أن تحمله سياستهما، فهل يمكن لأوباما أن ينهي بفوزه العهد الأسود لجورج بوش وفريقه، والذي امتد لنحو ثماني سنوات، لم ير خلالها العالم غير الأيام السوداء.
ما فعلته إدارة جورج بوش خلال كل تلك الحقبة السوداء، حمل الكثير من الويلات الى العالم تحت حجة ملاحقة ما تسميه الإدارة الأميركية "الإرهاب"، بدءاً من غزو أفغانستان الى غزو العراق.. الى الدعم المفتوح للعدو الصهيوني في مواجهة الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة.. الى إفريقيا وأنحاء آسيا وغيرها من مناطق العالم التي لا يمكن أن تصنف الا تحت عنوان "جرائم حرب"، وهو اتهام أميركي المنشأ، من خلال كتاب "الوجه الخفي" الذي أعدته الصحفية جاين ماير، الاختصاصية في الاستقصاء ومكافحة الإرهاب في أسبوعية "نيويوركر" الأميركية.
الوجه الأسود للإدارة الأميركية هو الوجه الذي رآه اللبنانيون خلال ثمانية أعوام من حكم جورج بوش، والتي فضلاً عن التدخلات المباشرة في حكم البلد بالاستناد الى فريق متحالف معها، وسعيها في السنوات الأخيرة لزرع بذور الفتنة والشقاق بين اللبنانيين، الى الحضور المباشر عسكرياً من خلال العدوان الصهيوني في تموز/ يوليو 2006 والذي رعاه وأداره فريق بوش مباشرة.. حتى أنه رسم الآمال الكبيرة في إنقاذ كل أميركا من ولادة مشروع "الشرق الأوسط الجديد".. والذي أجهضته إرادة ومقاومة اللبنانيين.
جورج بوش وعهده الأسود سينتهي.. وهذه بحد ذاتها قد تكون رغبة كل شعوب العالم، هذا لا يعني أن الآتي الى البيت الأبيض سيغير أميركا من قلبها، وسيبدل نظرة العالم السوداء لها، هو ربما ما يأمله الكثيرون من أوباما الذي لا يزال يعيش أبناء المنطقة التي يرجع بالأصل إليها الفقر والقهر بنتيجة سطوة الاستعمار الغربي.
إن أفضل ما قد يفعله أوباما "الفائز" للعالم هو أن يرجع أميركا السوداء الى البيت الأبيض.. لتحكم أميركا.
هكذا فقط ينتهي عهد بوش الأسود.. فهل يرى العرب ذلك؟.
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
أبيض وأسود يجتمعان في يوم واحد، فمن يغلب؟
هكذا يقف العرب أمام الانتخابات الاميركية بين لونين متناقضين، فيبدو لون البشرة حاضراً بقوة في أدبيات التعامل العربي (وربما العالمي) مع الحدث الأميركي، وقد يكون لون بشرة باراك أوباما السوداء دافعاً للتعاطف معه.. وتفضيل فوزه على جون ماكين.
ولكن وارتباطاً باللونين، ربما من الأجدر تجاوز لون البشرة للمرشحين، الى ما يمكن أن تحمله سياستهما، فهل يمكن لأوباما أن ينهي بفوزه العهد الأسود لجورج بوش وفريقه، والذي امتد لنحو ثماني سنوات، لم ير خلالها العالم غير الأيام السوداء.
ما فعلته إدارة جورج بوش خلال كل تلك الحقبة السوداء، حمل الكثير من الويلات الى العالم تحت حجة ملاحقة ما تسميه الإدارة الأميركية "الإرهاب"، بدءاً من غزو أفغانستان الى غزو العراق.. الى الدعم المفتوح للعدو الصهيوني في مواجهة الشعب الفلسطيني وكل شعوب المنطقة.. الى إفريقيا وأنحاء آسيا وغيرها من مناطق العالم التي لا يمكن أن تصنف الا تحت عنوان "جرائم حرب"، وهو اتهام أميركي المنشأ، من خلال كتاب "الوجه الخفي" الذي أعدته الصحفية جاين ماير، الاختصاصية في الاستقصاء ومكافحة الإرهاب في أسبوعية "نيويوركر" الأميركية.
الوجه الأسود للإدارة الأميركية هو الوجه الذي رآه اللبنانيون خلال ثمانية أعوام من حكم جورج بوش، والتي فضلاً عن التدخلات المباشرة في حكم البلد بالاستناد الى فريق متحالف معها، وسعيها في السنوات الأخيرة لزرع بذور الفتنة والشقاق بين اللبنانيين، الى الحضور المباشر عسكرياً من خلال العدوان الصهيوني في تموز/ يوليو 2006 والذي رعاه وأداره فريق بوش مباشرة.. حتى أنه رسم الآمال الكبيرة في إنقاذ كل أميركا من ولادة مشروع "الشرق الأوسط الجديد".. والذي أجهضته إرادة ومقاومة اللبنانيين.
جورج بوش وعهده الأسود سينتهي.. وهذه بحد ذاتها قد تكون رغبة كل شعوب العالم، هذا لا يعني أن الآتي الى البيت الأبيض سيغير أميركا من قلبها، وسيبدل نظرة العالم السوداء لها، هو ربما ما يأمله الكثيرون من أوباما الذي لا يزال يعيش أبناء المنطقة التي يرجع بالأصل إليها الفقر والقهر بنتيجة سطوة الاستعمار الغربي.
إن أفضل ما قد يفعله أوباما "الفائز" للعالم هو أن يرجع أميركا السوداء الى البيت الأبيض.. لتحكم أميركا.
هكذا فقط ينتهي عهد بوش الأسود.. فهل يرى العرب ذلك؟.
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008