ارشيف من :أخبار لبنانية
عضو كتلة المستقبل النائب محمد قباني لـ"الانتقاد": سأوقع الى جانب تخفيض سن الاقتراع

حركة ترطيب الأجواء بدأت تأخذ مكانها على الساحة الداخلية بمفعول قد ينسحب على الملفات الخلافية، طبعاً مع احتفاظ كل فريق بثوابته وتحالفاته السياسية التي تبقى قائمة بكل أبعادها المعروفة. هكذا يصبح "تغليب نقاط التفاهم على نقاط الخلاف سمة المرحلة المقبلة التي ستناقش في جزء منها موضوع الاستراتجية الدفاعية على طاولة الحوار يوم الأربعاء"، بحسب رأي عضو كتلة المستقبل النيابية محمد قباني، الذي طمأن عبر "الانتقاد" الى أن "اللقاء الذي جرى بين الرمزين الكبيرين الممثلين لأكبر شريحة من اللبنانيين سينعكس ايجاباً على طاولة الحوار، بمعنى ان ما كان سائداً قبل اللقاء لن يكون بالضرورة هو نفسه بعده".
وقباني الذي لمّح إلى أن "العقلية الجديدة ستحكم المرحلة القادمة"، نفض الغبار عما بثته بعض الوسائل الإعلامية، ان تيار المستقبل ضد اقتراح قانون تخفيض سن الاقتراع الى 18 سنة، بل شدد على ان "التيار مع تعديل القانون"، الى حد أن تيار المستقبل "مستعد أن يصوت لمصلحته في الهيئة العامة للمجلس النيابي فيما لو جرى التصويت عليه".. لكنه آثر ان "تدرس الأمور من كل جوانبها حرصاً منه على المتوجسين من التغيير الديموغرافي الذي يصيب بعض الفئات اللبنانية".
"الانتقاد" سألت النائب قباني عن بعض القضايا الداخلية المثارة، من طاولة الحوار الى اقتراح كتلة الوفاء للمقاومة تخفيض سن الاقتراع، وعادت بهذه الأجوبة:
جلسة الحوار الثانية التي ستعقد في الخامس من تشرين الثاني الجاري، ستأتي بعد لقاء المصارحة بين السيد نصر الله والنائب الحريري، فأي اثر سيتركه اللقاء على أجواء الحوار؟
ـ حتما سيكون له انعكاسات ايجابية على الحوار، لأن الفرق كبير بين أن تباشر حواراً وأنت تؤسس على مناخ ايجابي، وعلى مناخ فيه الكثير من التفاهم على القواعد ربما لا على التفاصيل. هذا الأمر يساعد كثيراً، وخاصة اننا نتكلم عن تفاهم قائدين أساسيين يمثلان شريحتين كبيرتين من اللبنانيين، وبالتالي نعم سينعكس هذا اللقاء ايجاباً".
كيف سيتعامل "تيار المستقبل" مع طرح الاستراتيجية الدفاعية على طاولة الحوار؟
ـ بالتأكيد عندما يقوم رئيس التيار بإجراء هذه المصالحة، فهذا أمر ملزم لكل التيار قيادات وقواعد، وبالتالي يجب ان يعمل الجميع باتجاه تغليب نقاط التفاهم على نقاط الخلاف، دون ان يعني ذلك التطابق او عدم وجود خلافات.. الخلافات ستستمر، ولكن روحية الحوار ستغلب الايجابيات على السلبيات.
هل تعتقد ان ما قبل اللقاء هو غيره ما بعده؟
ـ نعم، لكن ليس أبيض أو أسود، بمعنى أن ليس كل الأمور كانت سلبية قبل اللقاء وبعدها أصبحت كلها ايجابية. لكن نحن نتكلم عن المناخ الذي حصل في هذا اللقاء، وهو منعطف أساسه النوايا الصادقة والتمسك بالثوابت الوطنية، وأيضا باتفاق الطائف، وهذا أمر ليس بسيطاً، فالطائف ليس مجرد كلمة، له أسس سياسية. وهذا معناه ان هناك اتفاقاً على قواعد العمل السياسي، وبعد ذلك فليحصل اختلاف حول التفاصيل فلا مشكل عندئذ.
كيف سيقنع تيار المستقبل حلفاءه بالتعاطي الجديد؟
ـ بالحوارات طبعاً.. ففي ظل المناخ الديمقراطي فالحسم فيه تكون للكلمة وليس للعنف. فعندما نتكلم عن الاستراتيجية الدفاعية يجب ان نكون متفقين على المبادىء.
أولا: هناك إجماع على ماهية العدو، العدو هو العدو الصهيوني، وبالتالي الاستراتيجية الدفاعية موجهة حتما ضد هذا العدو.
ثانيا: يجب أن توظف كل امكانات القوى في لبنان لمواجهة هذا العدو، والممثلة بالجيش اللبناني والقوات المسلحة الأخرى، والقوى الشعبية في طليعتها. وأيضاً الوحدة الوطنية التي تساند الجيش والمقاومة، هذه الصورة تجعل الاتفاق ممكنا.
.. لكن أنت تعلم، هناك من يرفض هذه المقاربة، وتحديداً جعجع؟
ـ آمل أن لا يحصل.. إذا سلمت النوايا فكل الأمور تعالج.. وجعجع جزء من الشريحة اللبنانية، ولا بد من أن يتأثر بما يجري حوله، وبالتالي الحوار الايجابي بين مختلف القوى باعتقادي سيصب في الصورة التي رسمتها، وهي الاستراتيجية الدفاعية.
البعض في فريق 14 آذار أبدى بخفر انزعاجه من اللقاء الأخير؟
ـ لا أعتقد، خاصة ان هناك تطمينات أطلقها الشيخ سعد الحريري، وهي انه ما زال على نفس التحالفات. وهذا الكلام نفسه أطلقه أيضا سماحة السيد حسن نصر الله بالنسبة للحلفاء من (8 آذار)، وبالتالي لا أعتقد أن هناك نتائج سلبية لهذا اللقاء، بل العكس.
توسيع طاولة الحوار
في موضوع طاولة الحوار نفسها، لماذا رفض النائب سعد الحريري توسيعها؟
ـ من ناحية المبدأ اتفاق الدوحة نص على أن تستأنف طاولة الحوار بنفس الأعضاء الـ(14)، ومن الناحية العملية إذا ما بدأت بنقاش حول توسيع الحوار باعتقادي انها ستنتهي بإلغاء طاولة الحوار او تعثرها، فلماذا الدخول في أمور خلافية، وخاصة ان الأسماء الـ(14) جرى الاتفاق عليها. وقد تقول لي ان هناك قوى خارج الطاولة، هذا صحيح، ولكن القوى الأساسية في المجلس النيابي ما زالت هي الممثلة على الطاولة. وكما قال الشيخ سعد الحريري: بعد الانتخابات نستطيع ان نرى إذا كان هناك متغيرات سياسية تؤدي الى توسيع طاولة الحوار.
ألا تعتقد ان توسيع طاولة الحوار من شأنه ان يثبّت ما جرى التوافق عليه، وبالتالي يضع الجميع أمام مسؤولياته؟
ـ أعتقد ان كل فريق من 8 و14 آذار يستطيع ان يقنع حلفاءه بأن هذا الاتفاق الذي يتم التوصل إليه هو لمصلحة جميع اللبنانيين، ومن كان مستعجلاً لإثبات قوته فبإمكانه انتظار بضعة اشهر، ويظهر بالتالي أي تعديل على ضوء الانتخابات النيابية. وكما قلت، أي توسيع سيؤدي الى خلاف، وهذا الخلاف نتيجته وقف الطاولة لا تفعيلها.
تخفيض سن الاقتراع
في موضوع اقتراح قانون تخفيض سن الاقتراع إلى 18 سنة، لماذا تيار المستقبل رفض التوقيع على الاقتراح؟
ـ لم يرفض، ثم انه لم يطلب منا التوقيع، ولو طلب مني تحديداً لوقعت. ثم لا احد يستطيع من حيث المبدأ رفض أن يكون سن الاقتراع 18 سنة، لكن إذا تكلمنا بصراحة، هناك بعض الهواجس لدى بعض الشرائح اللبنانية متعلقة ببعض تغيرات الأحجام البشرية الناخبة اذا حصل التعديل، وبكل صدق يجب ان يتم حوار صريح بعيداً عن الاعلام حول هذا الموضوع، وأن لا يكون في مجال المزايدات. وأنا أقترح ان يجري الحوار الرئيس بري لأن له صفة رئيس المجلس النيابي.
لماذا صور في الاعلام على أنكم امتنعتم؟
ـ لا، كل ما هنالك ان زميلنا سمير الجسر صرح للاعلام أنه معه، وأنا أقول الآن نحن معه.
اذا طُرح على الهيئة العامة للمجلس النيابي فهل تصوتون؟
ـ نعم، نصوت.
ماذا عن حلفائكم الرافضين؟
ـ تُبحث معهم، لذلك أدعو أن يكون هناك حوار صريح وشفاف حول هذه الهواجس، ولا يمكن الهروب من هذا الموضوع.
الانتقاد/ العدد1312 ـ 4 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008