ارشيف من :آراء وتحليلات

خاص الانتقاد.نت: لماذا يصر باراك على تكرار تهديداته باستهداف البنى التحتية للبنان؟

خاص الانتقاد.نت: لماذا يصر باراك على تكرار تهديداته باستهداف البنى التحتية للبنان؟
كتب المحرر العبري
كرر وزير الحرب في كيان العدو، ايهود باراك تهديداته باستهداف البنية التحتية اللبنانية "في حال تدهور الأوضاع الأمنية مع لبنان" مشيرا الى فشل القرار 1701 في منع حزب الله من استمرار التزود بالصواريخ التي يملك منها أعدادا كبيرة جدا ويصل جزء منها الى كل نقطة في "إسرائيل" والى امتلاكه قرار الفيتو على اي قرار يمكن ان يصدر عن الحكومة اللبنانية. وتناول باراك ايضا الموقف من التسوية واصفا عدم التوصل الى اتفاق اشد خطرا على "اسرائيل" من امتلاك ايران قنبلة نووية.

أن يكرر باراك مرارا إطلاق نفس التهديدات للبنان وبنفس الصيغة وفي كل مناسبة، يؤكد على وجود سياسة مدروسة وهادفة تم تحديدها بناء على قراءة لمعادلات القوة القائمة مع حزب الله والخيارات المتاحة أمام العدو.

ولا نحتاج إلى الكثير من الجهد للتوصل إلى حقيقة ان من الاهداف الاساسية لتكرار مثل هذه التهديدات يتمثل بإيجاد وتعزيز الردع الاسرائيلي لحزب الله عن المبادرة لاي عمل ضد الكيان الغاصب، سواء فيما يتعلق بالرد على اغتيال الشهيد القائد الحاج عماد مغنية او في مواجهة أي تطور آخر.

وما حديث باراك عن الوضع الداخلي المريح للمقاومة في لبنان، الا تعبير عن قراءة إسرائيلية تفيد بأن المستجدات السياسية المحلية والاقليمية حررت حزب الله من بعض الاعتبارات التي كان مضطرا إلى اخذها بعين الاعتبار. (على الاقل وفق التقدير الاسرائيلي).

ولا يخفى أن العدو يهدف من تكرار هذه التهديدات ايضا إلى تهيئة الاجواء الدولية للمبادرة لتنفيذ مثل هذا الخيار في مرحلة لاحقة، اضافة الى تهيئة الارضية الشعبية اللبنانية لتحميل حزب الله المسؤولية عن اي تصعيد قد تبادر اليه حكومة العدو.

لكن، من الأهمية بمكان الإشارة إلى أن مضمون هذه التهديدات (استهداف البنى التحتية كخيار استراتيجي إسرائيلي) تنطوي على اقرار ضمني بأن العدو الصهيوني لا يملك القدرة على ردع حزب الله من المبادرة... عبر التهديد باستهدافه. كما تؤشر الى تسليم ما بعدم إمكانية القضاء عليه، لذلك ترى (إسرائيل) نفسها مضطرة للجوء إلى خيار إثارة الرعب وسط الجمهور اللبناني للضغط على حزب الله.

اما فيما يخص اعتبار باراك عدم التوصل الى اتفاق تسوية انه اشد خطرا على كيانه من القنبلة النووية الايرانية، يمكن الاشارة الى النقاط التالية:

لا يخفى ان جزء من دوافع باراك لاطلاق مثل هذه التصريحات مرتبط بالسجال السياسي الداخلي المتصل بعملية التسوية، خاصة وانه تزامن مع فشل المبعوث الاميركي جورج ميتشل في مهمته الاخيرة. لكن ذلك لا يعني بالضرورة انها لا تعكس جانبا من رؤية باراك وجزء من التيارات السياسية الاسرائيلية ازاء تأثير التسوية على الأمن القومي الإسرائيلي (مع تجاوز المقارنة مع القنبلة النووية الإيرانية) والتي ترى أن استمرار حالة اللاحرب واللاسلم بين إسرائيل وأطراف عربية يعزز من توسيع دائرة العداء لـ"إسرائيل" في المنطقة اضافة الى الابقاء على اولوية العداء لها وسط الجمهور العربي والاسلامي. في حين ان التوصل الى تسوية سياسية اقليمية قد يمهد الارضية لحرف اولويات الصراع والعداء باتجاه الجمهورية الاسلامية في ايران.

هذا الى جانب حقيقة ان التوصل الى تسوية سياسية على اساس الانسحاب من الضفة الغربية (وعدم الانسحاب من قطاع غزة) هي الخيار الوحيد الذي يجنب الكيان الغاصب لاحقا بلورة اغلبية فلسطينية (في فلسطين التاريخية) سوف تؤثر تالياً على هوية الدولة العبرية وواقعها والمسارات السياسية الداخلية فضلا عن امنها القومي.
2010-01-30