ارشيف من :أخبار عالمية
الشعب الاميركي يوجه الضربة القاضية لمشروع الادارة الاميركية السابقة معلنا انهيار امبراطورية بوش وهزيمة سياستها
كتب علي عوباني
شهدت الانتخابات الرئاسية الاميركية نعوتا كثيرة بين من وصفها بالثورة البيضاء او ثورة التغيير ، وبين من علق الآمال الكبيرة على اوباما القادم على صهوة الرئاسة الى البيت الابيض ، وهو ما حاول اوباما نفسه طمأنة ناخبيه به عندما قال في أول خطاب له بعد فوزه في الانتخابات إن التغيير آت إلى أمريكا مضيفا ان من يتساءل هل حلم مؤسسينا ما زال حيا حتى الان قد سمع الجواب اليوم. وقال أوباما إن الطريق امامنا ستكون طويلة و أنا أحمل أملاً كبيراً الليلة لامريكا باننا سنتجاوز ذلك وسنصل الى هدفنا .
اوباما الذي وسم نفسه برجل التغيير معلنا امام ناخبيه ان التغيير وصل الى امريكا ، اشار الى ضخامة المهمة ملقاة على عاتقه بالقول :" نعلم ما هي التحديات التي امامنا فهناك حربان وأسوأ ازمة مالية في هذا القرن وان هناك اباء وأمهات لأبناء في العراق وافغانستان يبقون مستيقظين بعد نوم أطفالهم ليفكروا بطريقة تسديد الرهن العقاري او تسديد اجور الاطباء وأجور الدراسة الجامعية لابنائهم وهناك وظائف كثيرة يجب أن نحققها ومدارس كثيرة نبنيها وطاقة جديدة يجب ان نخلقها.
هذه العبارات البسيطة للرئيس الجديد للولايات المتحدة الاميركية تظهر حجم التحديات الداخلية والدولية التي ورثها من سلفه جورج بوش ، فما بين
ازمات اقتصادية ومالية وتداعيات حروب كثيرة والوجود الاميركي في العراق وافغانستان وازمة الشرق الاوسط ، وجه الشعب الاميركي في الانتخابات الاخيرة الضربة القاضية لمشروع الادارة الاميركية السابقة معلنا انهيار امبراطورية بوش وكل سياستها على صعيد المنطقة والعالم .
الخطوط العريضة لبرنامج أوباما الانتخابي
الرئيس الجديد كان وعد في سياق حملته الانتخابية بانهاء الحرب على العراق والبدء بسحب القوات الاميركية منه فورا على ان يتم الابقاء على قوة اميركية في العراق للقيام بمهمات مثل حماية الاميركيين.
كما انتقد اوباما الذي سيتولى في 20 كانون الثاني المقبل مهامه رئيسا للولايات المتحدة انتقد في برنامجه الانتخابي الاستيطان الصهيوني في الاراضي الفلسطينية المحتلة كونها لا تساعد عملية السلام ، لكنه جدد التاكيد على التزام واشنطن ازاء "اسرائيل" وقال انه غير قابل للنقاش واشار الى انه لاضرورة لعزل حركة المقاومة الوطنية الفلسطينية حماساذا رفضت التخلي عما اسماه الارهاب.
وأيد أوباما بدء حوار مع ايران بدون شروط مسبقة وقال ان الولايات المتحدة ستقدم لها حوافز مثل انضمامها الى منظمة التجارة العالمية واستثمارات اقتصادية والتحرك نحو اقامة علاقات دبلوماسية طبيعية بين البلدين في حال تخلت عن برنامجها النووي.
فيما لم تشهد السياسة الخارجية للولايات المتحدة حيال روسيا اي تغيير فقد دعا أوباما في برنامجه الانتخابي الى مواصلة الضغط على موسكو وقال انه سيعالج ما سماه التحديات التي تمثلها روسيا باستراتيجية تشمل المنطقة باكملها.
كما يأمل أوباما في اغلاق معتقل غوانتانامو.
وعلى الصعيد الاقتصادي وعد أوباما في برنامجه الانتخابي بخفض الضرائب لـ 95 بالمئة من العائلات الاميركية وزيادة الضرائب على العائلات التي يزيد دخلها على 250 الف دولار سنويا واقترح خفضا ضريبيا سنويا يبلغ 500 دولار للموظف والف دولار للاسرة كما سيلغي الضرائب المفروضة على المتقاعدين الذين لا يتجاوز دخلهم خمسة آلاف دولار. واقترح انشاء صندوق بقيمة 50 مليار دولار لتحفيز الاقتصاد والحيلولة دون فقدان اكثر من مليون اميركي وظائفهم.
ودعا الى تبني خطة ثانية لانعاش الاقتصاد قيمتها 60 مليار دولار.
وبخصوص التجارة العالمية اقترح أوباما اعادة التفاوض حول اتفاقية التجارة الحرة مع كندا والمكسيك ويريد التأكد من ان اتفاقيات "التجارة الحرة" يجب ان تشمل حماية للعاملين والبيئة.
ومن جهته اعترف ماكين بهزيمته على الفور واتصل هاتفيا باوباما لتهنئته بفوزه بالانتخابات. كما اتصل الرئيس الامريكي جورج بوش بأوباما لتهنئته بالفوز في انتخابات الرئاسة ودعاه وأسرته لزيارة البيت الابيض قريبا.
واعلنت التلفزيونات الاميركية "سي بي اس" و"سي ان ان" و"ايه بي سي" و"فوكسنيوز" ان اوباما حصل على الحد الادني المطلوب من اصوات كبار الناخبين وهو 270 صوتا لانتخابه رئيسا للولايات المتحدة.
وانتخاب اوباما حدث تاريخي في بلد لم يكن للسود الحق في التصويت فيه حتى نصف قرن مضى.
وكان اوباما نفسه قال عقب فوزه بترشيح الحزب الديموقراطي قبل اشهر "من كان يتصور ان اسود في العقد الخامس من عمره اسمه باراك اوباما سيصبح يوما مرشح الحزب الديموقراطي".
ويأتي فوزه المنتظر في العديد من الدول بعد ثماني سنوات من ادارة جورج بوش التي اثارت غضب الراي العام الاجنبي بسبب سياستها الموصوفة بالعدوانية والاحادية.
وسيرث اوباما وضعا اقتصاديا صعبا اذ تمر الولايات المتحدة ومعها العالم باثره باسوا ازمة اقتصادية منذ الكساد الكبير في العام 1929.
كما انه سيرث حربين تخوضهما بلاه في وقت واحد في العراق وافغانستان.
ورغم أنه كان بحاجة إلى 270 صوتاً فقط للفوز بالرئاسة الأمريكية، إلا أن المرشح الديمقراطي باراك أوباما نجح في حصد 306 أصوات مقابل 145 صوتا ذهبت لمنافسه الجمهوري، جون ماكين.
ووبات أوباما الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة الأمريكية، وبذلك يصنع أوباما التاريخ بكونه أول أميركي من أصل أفريقي يفوز بالرئاسة الأمريكية.
حقائق عن باراك أوباما الرئيس الاميركي المنتخب .
نبذة عن حياة الرئيس الجديد باراك اوباما
ولد باراك أوباما الرئيس الاميركي المنتخب في هونولولو بهاواي عام 1961 لأب كيني وأم أميركية بيضاء.. تلقى تعليمه في جامعة كولومبيا وكلية الحقوق بهارفارد.. لديه سبعة أخوة وأخوات غير أشقاء.
أنهى اوباما دراسته الجامعية عام 1983 وعمل في شركة للاستشارات المالية في نيويورك ومؤسسة لحماية حقوق المستهلك ثم شغل وظيفة صيفية في شركة سيدلي اوستن القانونية في شيكاغو حيث التقى بزوجته المستقبلية ميشيل وبعد التخرج في جامعة هارفارد عام 1991 اشتغل أوباما بالقانون المدني في شركة صغيرة بشيكاغو ثم أصبح محاضرا في القانون الدستوري بجامعة شيكاغو عام 1993.
وفاز أوباما بمقعد في مجلس شيوخ ولاية ايلينوي عام 1996 وخلال فترة عمله التشريعي عمل في التشريعات الخاصة بالرعاية الاجتماعية والأخلاقيات
بالإضافة إلى تشريع يقضي بالتسجيل الالكتروني لاستجوابات الشرطة والاعترافات في تحقيقات جرائم القتل.
كما فاز أوباما عام 2004 بمقعد في مجلس الشيوخ كانت عليه منافسة شديدة وحصل على 53 من الأصوات في الانتخابات الأولية الديمقراطية في سباق خاضه ثمانية مرشحين ثم فاز بسهولة في الانتخابات العامة.
وفي مجلس الشيوخ الأميركي كان سجله ليبراليا لكنه كان من بين قلة من الديمقراطيين أيدت إجراء لتقييد الدعاوى التي يرفعها شخص باسم مجموعة من الافراد.
وكانت مجلة ناشونال جورنال غير الحزبية اختارت أوباما كأكثر عضو ليبرالي في مجلس الشيوخ اوائل هذا العام استنادا إلى سجله في التصويت عام 2007 وكان قد شغل المرتبة العاشرة عام 2006 والمرتبة السادسة عشرة عام 2005.
مكاسب للديمقراطيين في الكونغرس وانتزاع مقاعد من الجمهوريين
إلى ذلك حقق الحزب الديمقراطي انتصارات في انتخابات الكونغرس الأميركي بمجلسيه النواب والشيوخ وفق النتائج الأولية وانتزعوا عددا من المقاعد من الحزب الجمهوري معززين بذلك أغلبيتهم في المجلسين.
وعزز الديمقراطيون سيطرتهم على مجلس الشيوخ بانتزاعهم أربعة مقاعد من منافسيهم في ولايات فرجينيا وكارولينا الشمالية ونيوهامبشير ونيومكسيكو ليصبح مجموع ما يسيطر عليه الديمقراطيون 55 مقعدا من أصل مقاعد المجلس البالغة 100.
يشار إلى أن الانتخابات تشمل ثلث أعضاء مجلس الشيوخ وعددهم 35 كان يسيطر الجمهوريون على 23 مقعدا مقابل 12 للديمقراطيين.
أما في مجلس النواب البالغ عدد مقاعده 435 فيسيطر الديمقراطيون حاليا على 235 مقعدا مقابل 199 للجمهوريين، وهناك مقعد فارغ بسبب موت أحد النواب.
وتتوقع الاستطلاعات أن يعزز الديمقراطيون سيطرتهم بأكثر من عشرين مقعدا جديدا، إذ إن 29 نائبا جمهوريا اختاروا التقاعد وعدم الترشح.
وتظهر آخر النتائج وفق وسائل إعلام أميركية، تقدم الديمقراطيين بحصولهم على 158 مقعدا مقابل 95 للجمهوريين.
وإلى جانب تصويتهم لاختيار الرئيس ال44 للولايات المتحدة واختيار أعضاء النواب وثلث أعضاء الشيوخ، يختار الناخبون الأميركيون حكام 11 ولاية.