ارشيف من :أخبار لبنانية

آية الله فضل الله: دور اتحاد علماء الإسلام أن يوحّد كلمة المسلمين ويواجه التحديات المفروضة على الأمة

آية الله فضل الله: دور اتحاد علماء الإسلام أن يوحّد كلمة المسلمين ويواجه التحديات المفروضة على الأمة
آية الله فضل الله: دور اتحاد علماء الإسلام أن يوحّد كلمة المسلمين ويواجه التحديات المفروضة على الأمةشدد آية الله السيد محمد حسين فضل الله، على أن يلتقي علماء الأمة من السنة والشيعة، وخصوصاً أولئك الذين يمثلون الواجهة في الأمور العلمية والفقهية في لقاءات حوارية وحدوية بعيدة عن الأضواء لحسم الجدل في كثير من الأمور التي يسودها سوء التفاهم، ولقطع الطريق على الأعداء والمتربصين بالأمة.
وأكد سماحته ضرورة أن تتضافر جهود الجميع في نطاق إسلامي وحدوي جامع يطلق الفتاوى الحاسمة وينطلق ضمن آلية عملية متحركة في مسألة التأكيد على احترام صحابة رسول الله(ص) وأهل بيته(ع) وأمهات المؤمنين وتحريم الإساءة لهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات.
ورأى سماحته أن دور الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام ينبغي أن يتركز على توحيد المسلمين ومواجهة التحديات المفروضة عليهم ومحاولات الإساءة للإسلام واحتلال بلاد المسلمين بعيداً عن إثارة التراكمات التاريخية التي قد يختلف حولها أهل المذهب الواحد.
كلام السيد فضل الله جاء في استقبال الأمين العام لاتحاد علماء الإسلام، الدكتور محمد سليم العوا، حيث جرى التداول في الأوضاع الإسلامية العامة وقضايا الوحدة الإسلامية، وما تواجهه في هذه الأيام من تحديات من خلال سعي القوى الاستكبارية لتفريق الصفوف الإسلامية، وذلك في ضوء السجالات الأخيرة التي تركت تأثيراتها السلبية في أكثر من ساحة إسلامية.
وأشار سماحة السيد فضل الله إلى أن إنشاء الاتحاد العالمي لعلماء الإسلام انطلق على أساس إيجاد خط إسلامي وحدوي ثقافي حواري يجمع بين المذاهب الإسلامية على مستوى دراسته لنقاط الضعف والقوة هنا وهناك، وتوحيد المسلمين في نطاق إسلامي جامع يحفظ قوتهم ومنعتهم في مواجهة القوى العالمية الظالمة الساعية لتفريق المسلمين واحتلال بلادهم ونهب ثرواتهم.
وأكد سماحته أهمية استمرار الاتحاد في تأدية رسالته ومن خلال ما أكده ميثاقه ووثيقته الأساسية في رفض تكفير المسلمين وتضليلهم لمجرد الاختلاف في الرأي أو في بعض الآراء الكلامية الفقهية والتي لا تتنافى مع الثوابت الأساسية في الإسلام.
وشدد سماحته على أن تتوافر للأمة طاقات ثقافية وعلمائية مبدعة تعمل على تصحيح الأخطاء التي قد يقع فيها أتباع هذا المذهب أو ذاك، ولكن في نطاق المؤسسات الوحدوية، ومن خلال آلية عملية ترفض مسألة التشهير ولا تتوخى تسجيل النقاط والأخطاء على هذا أو ذاك، بل تصحيحها والعمل على منع تكرارها، وتوفير كل المناخات الإسلامية والسياسية على مستوى الخطاب والحركة للوصول إلى ذلك بأقل الجهود وبما يقطع الطريق على كل محاولات الأعداء للعبث بالأمة وتمزيق صفوفها وتشتيت كلمتها.
وأكد سماحته ضرورة أن تتضافر جهود علماء الأمة جميعاً في نطاق إسلامي وحدوي جامع، ومن خلال فتاوى حاسمة وآلية عملية يتابع الجميع حركتها في مسألة التأكيد على احترام صحابة رسول الله(ص) وأمهات المؤمنين وأهل بيت النبي(ص) وتحريم الإساءة لهم تحت أي اعتبار من الاعتبارات، مشيراً إلى أنه من المعيب أن تبقى هذه الأمور محل إثارة وأن يتم التداول بها من طريق الحساسيات، وخصوصاً في ظل الفتاوى القاطعة والحاسمة التي أكدت هذه الثوابت غير القابلة للمسّ في أي ظرف وتحت أية حجة.
ورأى سماحته أن الشغل الشاغل لاتحاد علماء الإسلام ينبغي أن يتركّز أيضاً على دراسة الأولويات في مسألة التصدي للهجمات الإعلامية والسياسية والثقافية الموجهة للجسم الإسلامي برمّته وللمفاهيم الإسلامية بكلها، ولمواجهة التحديات الكبرى التي فرضها المستكبرون على الواقع الإسلامي من خلال استهدافهم للإسلام كدين وللمسلمين كفريق يمثل التحدي لأطماعهم ومشاريعهم، لأن ذلك يمثل المسؤولية الإسلامية الكبرى بعيداً عن الاستغراق في التراكمات التاريخية التي قد يثور الجدل حولها داخل المذهب الواحد والتي يمكن لعلماء الأمة الذين يتحلون بالحكمة والوعي والدراية أن يسعوا لتوضيحها في نطاق الحوار الداخلي الذي يمنع الأعداء من استغلال نقاط الضعف التي قد تنشأ داخل الواقع الإسلامي من خلال إثارة هذه الأمور في وسائل الإعلام أو في المنتديات العامة.
وأكد سماحته أننا نرفض كل الأساليب التي تتوخى الإثارة أو التي تصنع اهتزازات وتوترات داخل العالم الإسلامي، فقد بات من المعيب حقاً أن ننشغل بسجالات تتكرر عناوينها وتفاصيلها مع توالي القرون والعقود، وينشغل الآخرون في كيفية الانقضاض علينا وعلى ثرواتنا ومواقعنا ومفاهيمنا وقيمنا حتى في الوقت الذي يضرب الوهن فيهم وينال الضعف منهم.
ودعا سماحته علماء الأمة من السنة والشيعة، وخصوصاً أولئك الذين يمثلون الواجهة في الأمور العلمية والفقهية والشرعية، إلى لقاءات إسلامية حوارية وحدوية بعيداً من الأضواء لحسم الجدل في كثير من الأمور التي يسودها سوء التفاهم ويغلب عليها الانفعال، والتي لا تمثل التزامات وثوابت كما قد يتوهم المتوهمون.
2008-11-06