ارشيف من :آراء وتحليلات

خلف القناع: التغيير بين أميركا ولبنان

خلف القناع: التغيير بين أميركا ولبنان
كتب مصطفى خازم
هل هي نعمة الديموقراطية التي أوصلت أحد أحفاد "العبيد" إلى المكتب البيضاوي؟ بالطبع لا!!
وإلا لكان المرشحون قبله مثل جيسي جاكسون وغيره وصلوا إلى ما وصل إليه باراك حسين أوباما.
وبالتأكيد هو ليس التعصب لما يعرف بالهوية الأميركية، لأن أوباما هو "متأمرك" حديث، فهو لا يملك قبراً واحداً يضم رفات قريب او نسيب له من ناحية الأب في أميركا، حتى أبوه.
هي النقمة على السياسة التي أوصلت أميركا إلى الحضيض، وكانت الخاتمة مع بوش الابن ونائبه ديك تشيني.
هي النقمة على كل من أراد وضع أميركا في خدمة شركاته النفطية، واجتاح العالم من أفغانستان إلى العراق إلى سوريا قبل أسابيع، ويكاد يرتكب الحماقة الكبرى بالهجوم على إيران.
لن يقف أوباما مع الحق العربي في فلسطين بالتأكيد، فهو في هذه الناحية يسير في سياسة لا يمكنه الذهاب بها الى حيث يريد، لكنه في الوقت نفسه وصل بأصوات من كانوا لا ينتخبون عادة بداعي اللامبالاة.
باراك أوباما لن يعادي الكيان الصهيوني، ولن ينضم إلى منظمة المؤتمر الإسلامي، وإن كانت جذوره إسلامية، ولن يكون في منظمة عدم الانحياز.. بكل بساطة هو أميركي، وهو قال لصحيفة "هآرتس": "أنا لست مسلما, وأنا ضد حماس والعرب, وسأحمي اليهود".
الشباب.. هم كلمة السر
في أميركا انتخب الشباب وقرروا تغيير وجهة أميركا إلى حيث يجدون فرص العمل وليس التوابيت.. إلى حيث يجدون الطبابة المجانية وليس "الموت" برصاصة في شوارع لوس أنجلوس كما حصل قبل أيام.. إلى حيث يجدون المأوى من الكوارث الإنسانية، لا المعسكرات المغلقة والممنوعة عن الإعلام كما يحصل مع متضرري الأعاصير.. يريدون الشوارع والطرق والجسور الآمنة التي لم تحصل على الصيانة بسبب تحويل الأموال إلى ميزانية الحروب على الشعوب والأمم الأخرى..
قد لا يتغير شيء في الخارج مع القادم بشعار التغيير، لكنه حتماً سيقف ليجيب عن أسئلة من انتخبوه بعد فترة.. وعما حقق لهم..
لكنه سيهتم ببلاده وشبابه حتماً، فهذه سيرته في الجامعة، حيث اشترك في جمعيات دعم للفقراء والمشردين..
هذا المولود في 4 آب/ أغسطس 1961 في هونولولو في هاواي، أصبح الرئيس الرابع والأربعون للولايات المتحدة الأميركية وأول رئيس من أصول أفريقية يصل الى البيت الأبيض.
وصول أوباما الى سدة الرئاسة يستدعي منا نحن اللبنانيين التفكير الجدي بالتغيير في خياراتنا الانتخابية القادمة.. لنتعلم بعض مفردات التغيير الفعلي.. وبمقارنة بسيطة، لبنان اليوم كما أميركا قبل انتخاب أوباما..
الطرق تزفت للمرشح الفلاني تمهيداً لإيصاله، ولن يبقى الزفت عليها طويلاً، فالسيول ستجرفه..
المساعدات الاجتماعية والإغاثية توزع على المحسوبيات، دون ان يصل المستحقين منها شيء..
ثروات البلد توضع في أماكن لا حاجة لها الا للاستخدام في الحملات الانتخابية المقبلة..
مصادر التمويل الذاتي المهدورة مياهاً في البحر والكثير الكثير غيرها، ليس من يهتم بها او يفكر في استخدامها لتخليص البلد من مليارات الدولارات من المديونية العامة..
البداية يجب ان تكون مع قانون خفض سن الاقتراع ليصبح 18 عاماً، ليلعب الشباب دورهم الحقيقي في اختيار ممثليهم الى الندوة البرلمانية، من أجل صيانة الوطن وتثبيت دعائمه، ليكون وطناً للمستقبل، وليس طقماً مفصلاً على قياس الزعماء.
التغيير في أميركا انطلق بصوت، فهل نتعلم ونتعظ ونختار بدقة من سننتخب بهذا الصوت؟!
الانتقاد/ العدد1313 ـ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
2008-11-07