ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: دعوة بدماء الفلسطينيين

كتب محمد بونس
افتتح العدو قمة حوار الأديان التي ترعاها المملكة العربية السعودية في نيويورك بمجزرة دموية في غزة، فقال كلمته شاكرا الدعوة التي وجهت إلى رئيس كيانه الغاصب شمعون بيريز ووزيرة خارجيته تسيفي ليفني لحضور هذه القمة.
فالدعوة خطت بدماء الفلسطينيين الحارّة والزكية، وغلفت بعذاباتهم وجوعهم وحصارهم، وما يحز في نفوسهم أن من خطط ونفذ وسلم الدعوة أبناء جلدتهم لطالما جاهروا بعدائهم للصهيونية وكيانها، أما العدو فتلقفها بسرعة وإجابته عليها كانت أسرع، توغل وخرق للهدنة في غزة والنتيجة شهداء وجرحى فلسطينيون.
ومن يستغرب حصول الدعوة من أساسها عليه أن يحضّر نفسه غدا لمشاهد المصافحة والتقبيل، فينظر في أيدي ووجوه العرب، هل تلطخت بدماء الفلسطينيين؟ أم أن جربهم سيخفي تلك الدماء في الثنايا فيظنون أن أحدا لم يدر بيد من وضعوا أيديهم وخد من لامست شفاههم.
ولماذا الاستغراب؟!! أليست هذه حالهم منذ نشوء القضية؟ فستون سنة كافية لتسقط عنهم الأقنعة وتعرّيهم وتظهرهم على حقيقتهم، فهم لم يكونوا يوما نصيرا للقضية الفلسطينية ولن يكونوا؟؟ فكل وعاء ينضح بما فيه.
الاستغراب من أولئك الذين ظنوا يوما أن هناك ظهيرا لهم من الذين ينطقون بالضاد، أو الذين يحولون الجيم إلى ياء.
لقد حاروا ماذا يفعلون بكل هذه الدماء المسفوكة وقرروا أن يجعلوا منها حبرا تخط بواسطته الدعوات إلى القمم، لكنهم خسئوا فهذه الدماء ستلاحقهم وتلاحق أسيادهم، وسيكتب التاريخ أن الكلمة الأخيرة كانت لها ولها وحدها.
الانتقاد/ العدد1313 ـ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
افتتح العدو قمة حوار الأديان التي ترعاها المملكة العربية السعودية في نيويورك بمجزرة دموية في غزة، فقال كلمته شاكرا الدعوة التي وجهت إلى رئيس كيانه الغاصب شمعون بيريز ووزيرة خارجيته تسيفي ليفني لحضور هذه القمة.
فالدعوة خطت بدماء الفلسطينيين الحارّة والزكية، وغلفت بعذاباتهم وجوعهم وحصارهم، وما يحز في نفوسهم أن من خطط ونفذ وسلم الدعوة أبناء جلدتهم لطالما جاهروا بعدائهم للصهيونية وكيانها، أما العدو فتلقفها بسرعة وإجابته عليها كانت أسرع، توغل وخرق للهدنة في غزة والنتيجة شهداء وجرحى فلسطينيون.
ومن يستغرب حصول الدعوة من أساسها عليه أن يحضّر نفسه غدا لمشاهد المصافحة والتقبيل، فينظر في أيدي ووجوه العرب، هل تلطخت بدماء الفلسطينيين؟ أم أن جربهم سيخفي تلك الدماء في الثنايا فيظنون أن أحدا لم يدر بيد من وضعوا أيديهم وخد من لامست شفاههم.
ولماذا الاستغراب؟!! أليست هذه حالهم منذ نشوء القضية؟ فستون سنة كافية لتسقط عنهم الأقنعة وتعرّيهم وتظهرهم على حقيقتهم، فهم لم يكونوا يوما نصيرا للقضية الفلسطينية ولن يكونوا؟؟ فكل وعاء ينضح بما فيه.
الاستغراب من أولئك الذين ظنوا يوما أن هناك ظهيرا لهم من الذين ينطقون بالضاد، أو الذين يحولون الجيم إلى ياء.
لقد حاروا ماذا يفعلون بكل هذه الدماء المسفوكة وقرروا أن يجعلوا منها حبرا تخط بواسطته الدعوات إلى القمم، لكنهم خسئوا فهذه الدماء ستلاحقهم وتلاحق أسيادهم، وسيكتب التاريخ أن الكلمة الأخيرة كانت لها ولها وحدها.
الانتقاد/ العدد1313 ـ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008