ارشيف من :آراء وتحليلات
بقلم الرصاص: رسالة إليّ

كتب نصري الصايغ
أحببت هذه المرة أن أخاطب نفسي بصوت عالٍ، لعلّي أسمع صوتي ويسمعني الأصدقاء، ليساعدوني في خياراتي السياسية. كنت أظن أنني لست بحاجة إلى أحد، يكفيني أن أتلو ما اعتدته، وأسلك الطريق ذاته، حتى لو لم تؤدِّ إلى أيّ أين.
سأقول لنفسي ما يلي: أخطأتَ في الحسابات السياسية، راهنتّ على وطنّشت، اقتنعت ولم تناقش، ميولك خانتك عندما تبعتها، وعقلك خذلتَه عندما أقلته. سأقول لنصري: نظرت لأخطائك، ضخّمت تفاؤلك، وثمّنت رهانات خاسرة، فأنت يا نصري لم تسأل مسؤولاً عنك، لماذا وكيف وهل.. حتى بلغت الهاوية.
لم تسأل واحداً: من أين لك هذا؟ أمن عرقه، أم من عرق الناس، أم من سرقة أموال اليتامى والأرامل والفقراء؟ رأيت قصورهم وطنشت، دعيت إلى موائدهم وأكلت، وحضرت احتفالات التبريك بالأعراس الفخمة أو السوبر فخمة، ودافعت الإنفاق المليوني..
أنت، لم تسأل أحداً، لماذا كان يوماً مع ويوماً ضد المسألة ذاتها! ولماذا علا صراخه ثم خرس؟ ولماذا حالف وخالف في يوم واحد، حليفاً وصديقاً وأخصاماً؟
أنت يا نصري حسبت السياسة ساسة، فيما هي سياسة أمور الناس للأفضل، لم نسألهم: لماذا بلغت ديونك وديون أولادك ومواطنيك 47 مليار دولار؟ ولم تحصل منهم على شروى نقير، أو على فلس واحد؟ لم تسألهم لماذا أقفر سهل البقاع من أهله، وأفقر سهل عكار بزراعته، وخربت طرابلس من قيمتها، وفوّض الجنوب للإهمال؟ لم تسأل عن الصناديق ومزاريبها، عن الوزارات وخسائرها، والإدارات ولصوصها والمافيات المنتشرة مع شهادات حسن سلوك دولية وإقليمية وروحية.
لقد اخترت أن تكون تابعاً يا نصري، فأخذوك إلى الجحيم.. انك تستحق ذلك، فالإنسان لا يقاس فقط بنواياه، بل بما آلت اليه أعماله.. الجحيم مبلّطة بالنوايا الحسنة.
أما الآن، فإنه مطلوب منك أن تسأل فقط، وقت الحساب لم يحن بعد.. فقط اسأل: في موسم الانتخابات القادم من تراه أمامك في لوائح المرشحين، أكان صديقاً تعرفه أو عديقاً تجهله.. اسأله فقط:
أولاً: هل أنت مستعد لتنفيذ اتفاق الطائف لجهة:
أ - انشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية، خصوصاً أن اتفاق الطائف "مطلب الجميع"، والكل يطالب بتنفيذه، وخصوصاً ان الطائفية مسلخ اللبنانيين ودمهم المسفوك، وخصوصاً أنه مرّ على هذا البند عشرون عاماً نقداً وعداً ويوماً بعد يوم.
ب ـ اقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، خصوصاً أنه نص صريح ترافق مع مجلس شيوخ نمثل فيه الطوائف، وخصوصاً أن اللبنانيين جربوا قوانين انتخابية تبارت في رعاية الفساد والمفسدين والطائفيين.
ج ـ إلغاء الطائفية في الإدارات أو طائفية الوظيفة، باستثناء الفئة الأولى، خصوصاً أن الفساد في الإدارات، ينبت من خلال استزلام الموظفين لمرجعياتهم السياسية الفاسدة، وليس للقوانين التي تصون حقوق الناس، وليس إلى الضمير الذي يعصم الإنسان من الظلم.
ثانياً: هل أنت مستعد لدعم هذه الحقوق الوطنية بالطلب إلى الحكومة ادراج هذه البنود في بيانها الوزاري، وعدم منحها الثقة إذا امتنعت أو تخلفت عن ذلك؟
ثالثاً: اذا كنت غير قادر على المطالبة بذلك، فاعذرني لأنني لن أعطي صوتي لك، لن أقترع ولن أهتم.. لن ثم لن.
ولن أطالبك أيها المرشح بحماية المقاومة، لأن للمقاومة سواعد تحميها.
أخيراً.. هل فهمت يا نصري، لا تضعف أمام إغراءات العدالة والميول، وهلم جرا.
باحترام.
الانتقاد/ العدد1313 ـ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
أحببت هذه المرة أن أخاطب نفسي بصوت عالٍ، لعلّي أسمع صوتي ويسمعني الأصدقاء، ليساعدوني في خياراتي السياسية. كنت أظن أنني لست بحاجة إلى أحد، يكفيني أن أتلو ما اعتدته، وأسلك الطريق ذاته، حتى لو لم تؤدِّ إلى أيّ أين.
سأقول لنفسي ما يلي: أخطأتَ في الحسابات السياسية، راهنتّ على وطنّشت، اقتنعت ولم تناقش، ميولك خانتك عندما تبعتها، وعقلك خذلتَه عندما أقلته. سأقول لنصري: نظرت لأخطائك، ضخّمت تفاؤلك، وثمّنت رهانات خاسرة، فأنت يا نصري لم تسأل مسؤولاً عنك، لماذا وكيف وهل.. حتى بلغت الهاوية.
لم تسأل واحداً: من أين لك هذا؟ أمن عرقه، أم من عرق الناس، أم من سرقة أموال اليتامى والأرامل والفقراء؟ رأيت قصورهم وطنشت، دعيت إلى موائدهم وأكلت، وحضرت احتفالات التبريك بالأعراس الفخمة أو السوبر فخمة، ودافعت الإنفاق المليوني..
أنت، لم تسأل أحداً، لماذا كان يوماً مع ويوماً ضد المسألة ذاتها! ولماذا علا صراخه ثم خرس؟ ولماذا حالف وخالف في يوم واحد، حليفاً وصديقاً وأخصاماً؟
أنت يا نصري حسبت السياسة ساسة، فيما هي سياسة أمور الناس للأفضل، لم نسألهم: لماذا بلغت ديونك وديون أولادك ومواطنيك 47 مليار دولار؟ ولم تحصل منهم على شروى نقير، أو على فلس واحد؟ لم تسألهم لماذا أقفر سهل البقاع من أهله، وأفقر سهل عكار بزراعته، وخربت طرابلس من قيمتها، وفوّض الجنوب للإهمال؟ لم تسأل عن الصناديق ومزاريبها، عن الوزارات وخسائرها، والإدارات ولصوصها والمافيات المنتشرة مع شهادات حسن سلوك دولية وإقليمية وروحية.
لقد اخترت أن تكون تابعاً يا نصري، فأخذوك إلى الجحيم.. انك تستحق ذلك، فالإنسان لا يقاس فقط بنواياه، بل بما آلت اليه أعماله.. الجحيم مبلّطة بالنوايا الحسنة.
أما الآن، فإنه مطلوب منك أن تسأل فقط، وقت الحساب لم يحن بعد.. فقط اسأل: في موسم الانتخابات القادم من تراه أمامك في لوائح المرشحين، أكان صديقاً تعرفه أو عديقاً تجهله.. اسأله فقط:
أولاً: هل أنت مستعد لتنفيذ اتفاق الطائف لجهة:
أ - انشاء الهيئة العليا لإلغاء الطائفية السياسية، خصوصاً أن اتفاق الطائف "مطلب الجميع"، والكل يطالب بتنفيذه، وخصوصاً ان الطائفية مسلخ اللبنانيين ودمهم المسفوك، وخصوصاً أنه مرّ على هذا البند عشرون عاماً نقداً وعداً ويوماً بعد يوم.
ب ـ اقرار قانون انتخابي خارج القيد الطائفي، خصوصاً أنه نص صريح ترافق مع مجلس شيوخ نمثل فيه الطوائف، وخصوصاً أن اللبنانيين جربوا قوانين انتخابية تبارت في رعاية الفساد والمفسدين والطائفيين.
ج ـ إلغاء الطائفية في الإدارات أو طائفية الوظيفة، باستثناء الفئة الأولى، خصوصاً أن الفساد في الإدارات، ينبت من خلال استزلام الموظفين لمرجعياتهم السياسية الفاسدة، وليس للقوانين التي تصون حقوق الناس، وليس إلى الضمير الذي يعصم الإنسان من الظلم.
ثانياً: هل أنت مستعد لدعم هذه الحقوق الوطنية بالطلب إلى الحكومة ادراج هذه البنود في بيانها الوزاري، وعدم منحها الثقة إذا امتنعت أو تخلفت عن ذلك؟
ثالثاً: اذا كنت غير قادر على المطالبة بذلك، فاعذرني لأنني لن أعطي صوتي لك، لن أقترع ولن أهتم.. لن ثم لن.
ولن أطالبك أيها المرشح بحماية المقاومة، لأن للمقاومة سواعد تحميها.
أخيراً.. هل فهمت يا نصري، لا تضعف أمام إغراءات العدالة والميول، وهلم جرا.
باحترام.
الانتقاد/ العدد1313 ـ 7 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008