ارشيف من :آراء وتحليلات
العدو في دائرة مفرغة حيال حزب الله

حسان ابراهيم
بما يمكن اعتباره اخر التصورات الاسرائيلية حيال حزب الله وكيفية مواجهته، كتب العقيد في الاحتياط في الجيش الاسرائيلي، غبريال سيبوني، مقالا تحليليا في صحيفة "هآرتس"، ضمنه رؤيته لما يمكن ان تكون عليه الحرب المقبلة على حزب الله، في حال قدّر لهذه الحرب ان تقوم. وبحسب سيبوني، الذي يشغل حاليا برنامج بناء قوة الجيش الاسرائيلي في مركز دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب (مركز جافي سابقا)، والذي خدم في الجيش الاسرائيلي في السابق كقائد للواء غولاني، فان مقاربة "اسرائيل" العسكرية في الحرب المقبلة ستقوم على ثلاث ارجل، الاولى هي ضرب الاهداف ذات القيمة المرتفعة لدى حزب الله، والتي تهدد بشكل مباشر حياة المستوطنين الاسرائيليين، ويقصد بذلك السلاح الثقيل الموجود لدى الحزب، والثاني هو تحذير السكان المدنيين اللبنانيين بضرورة ترك منازلهم، اما القدم الثالثة والاخيرة فهي هجوم واسع على اهداف حزب الله، في المنطقة الآهلة، بعد تحذير السكان فيها.
ويستند سيبوني في مقاربته هذه للحرب المقبلة، كإستراتيجية يراها مجدية، الى اخر ندوة نظمها مركز دراسات الامن القومي، قبل اسبوعين، وتحدث فيها اضافة الى سيبوني نفسه، قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، غادي ايزنكوت، وقائد الفيلق الشمالي في الجيش، اللواء غيرشين هاكوهن، ورئيس مجلس الامن القومي السابق، اللواء غيورا ايلاند، وغيرهم.
وما يمكن ان يُطلق عليه تهكما، "وصفة" سيبوني، ليست الى اجتراراً لسيناريوهات سابقة خبرتها "اسرائيل" في الماضي، بل خبرتها في الماضي القريب جدا مع حزب الله، وكل "الارجل" التي تحدث عنها ليست الا تكرارا لتجربة الجيش الاسرائيلي في حرب تموز/ يوليو 2006، التي يقر هو وغيره، ومركز دراسات الامن القومي ايضا، بانها كانت فاشلة، وفاشلة جدا.
نسي سيبوني، ان يذكر قارئي صحيفة "هآرتس"، التي نشرت مقالته، انه ورد في الندوة المشار اليها، وعلى لسان اهم المتحدثين فيها، وهو اللواء غيورا ايلاند، ان من يتحدث عن إمكان الانتصار على حزب الله في مواجهة عسكرية فانه واهم، "اذ لا يمكن ان ننتصر في مواجهة مع حزب الله، وليس لاسرائيل القدرة على ذلك"، الامر الذي يعني بالنسبة لايلاند ان تتبع اسرائيل استراتيجية مغايرة غير عسكرية، تتعلق اساسا بتخويف حزب الله واللبنانيين من خلال الحديث المتكرر والتهديد بضرب البنية التحتية اللبنانية، لانها اهم ما يمكن لاسرائيل ان تقوم به كي تؤجل الحرب او تمنعها، وبالطبع ينبع ذلك من تشخيصه، كرئيس سابق لمجلس الامن القومي، ورئيس سابق لشعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي، ان لدى "اسرائيل" حدود قدرة مع حزب الله لا يجب عليها ان تختبرها ميدانيا.
على اي حال، لم يقدم سيبوني اي جديد على صعيد المواجهة العسكرية بين "اسرائيل" وحزب الله، في حال حصلت في المستقبل، ولم يشر الى كيفية ان تصل اسرائيل الى السلاح النوعي لدى حزب الله، وان تنهيه فورا في حال حصول المواجهة، برغم وجود عمى الوان استخباراتي اسرائيلي حيال حزب الله، تبين واضحا في حرب تموز 2006، وزاد منه اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان في اعقاب الحرب.
يؤكد سيبوني، بصورة غير مباشرة، ان الكيان الاسرائيلي لم يصل بعد، وقد لا يصل الى حلول ناجعة للمعضلة التي يمثلها الحزب عسكريا حيال "اسرائيل"، والتي قد لا يجد حلا لها، ودليل ذلك انه اعاد اجترار استراتيجية عام 2006، برغم ثبوت فشلها.. مع العلم ان هذا يأتي بعد يوم دراسي كامل شارك فيها "كبار القوم العسكريين"، ونعوا فيه إمكان الانتصار في هذه المواجهة.
بما يمكن اعتباره اخر التصورات الاسرائيلية حيال حزب الله وكيفية مواجهته، كتب العقيد في الاحتياط في الجيش الاسرائيلي، غبريال سيبوني، مقالا تحليليا في صحيفة "هآرتس"، ضمنه رؤيته لما يمكن ان تكون عليه الحرب المقبلة على حزب الله، في حال قدّر لهذه الحرب ان تقوم. وبحسب سيبوني، الذي يشغل حاليا برنامج بناء قوة الجيش الاسرائيلي في مركز دراسات الامن القومي التابع لجامعة تل ابيب (مركز جافي سابقا)، والذي خدم في الجيش الاسرائيلي في السابق كقائد للواء غولاني، فان مقاربة "اسرائيل" العسكرية في الحرب المقبلة ستقوم على ثلاث ارجل، الاولى هي ضرب الاهداف ذات القيمة المرتفعة لدى حزب الله، والتي تهدد بشكل مباشر حياة المستوطنين الاسرائيليين، ويقصد بذلك السلاح الثقيل الموجود لدى الحزب، والثاني هو تحذير السكان المدنيين اللبنانيين بضرورة ترك منازلهم، اما القدم الثالثة والاخيرة فهي هجوم واسع على اهداف حزب الله، في المنطقة الآهلة، بعد تحذير السكان فيها.
ويستند سيبوني في مقاربته هذه للحرب المقبلة، كإستراتيجية يراها مجدية، الى اخر ندوة نظمها مركز دراسات الامن القومي، قبل اسبوعين، وتحدث فيها اضافة الى سيبوني نفسه، قائد المنطقة الشمالية في الجيش الاسرائيلي، غادي ايزنكوت، وقائد الفيلق الشمالي في الجيش، اللواء غيرشين هاكوهن، ورئيس مجلس الامن القومي السابق، اللواء غيورا ايلاند، وغيرهم.
الكيان الاسرائيلي لم يصل بعد، وقد لا يصل الى حلول ناجعة للمعضلة التي يمثلها الحزب عسكريا
|
نسي سيبوني، ان يذكر قارئي صحيفة "هآرتس"، التي نشرت مقالته، انه ورد في الندوة المشار اليها، وعلى لسان اهم المتحدثين فيها، وهو اللواء غيورا ايلاند، ان من يتحدث عن إمكان الانتصار على حزب الله في مواجهة عسكرية فانه واهم، "اذ لا يمكن ان ننتصر في مواجهة مع حزب الله، وليس لاسرائيل القدرة على ذلك"، الامر الذي يعني بالنسبة لايلاند ان تتبع اسرائيل استراتيجية مغايرة غير عسكرية، تتعلق اساسا بتخويف حزب الله واللبنانيين من خلال الحديث المتكرر والتهديد بضرب البنية التحتية اللبنانية، لانها اهم ما يمكن لاسرائيل ان تقوم به كي تؤجل الحرب او تمنعها، وبالطبع ينبع ذلك من تشخيصه، كرئيس سابق لمجلس الامن القومي، ورئيس سابق لشعبة العمليات في الجيش الاسرائيلي، ان لدى "اسرائيل" حدود قدرة مع حزب الله لا يجب عليها ان تختبرها ميدانيا.
على اي حال، لم يقدم سيبوني اي جديد على صعيد المواجهة العسكرية بين "اسرائيل" وحزب الله، في حال حصلت في المستقبل، ولم يشر الى كيفية ان تصل اسرائيل الى السلاح النوعي لدى حزب الله، وان تنهيه فورا في حال حصول المواجهة، برغم وجود عمى الوان استخباراتي اسرائيلي حيال حزب الله، تبين واضحا في حرب تموز 2006، وزاد منه اكتشاف شبكات التجسس الاسرائيلية في لبنان في اعقاب الحرب.
يؤكد سيبوني، بصورة غير مباشرة، ان الكيان الاسرائيلي لم يصل بعد، وقد لا يصل الى حلول ناجعة للمعضلة التي يمثلها الحزب عسكريا حيال "اسرائيل"، والتي قد لا يجد حلا لها، ودليل ذلك انه اعاد اجترار استراتيجية عام 2006، برغم ثبوت فشلها.. مع العلم ان هذا يأتي بعد يوم دراسي كامل شارك فيها "كبار القوم العسكريين"، ونعوا فيه إمكان الانتصار في هذه المواجهة.