ارشيف من :آراء وتحليلات

خطاب السيد نصر الله رد على العدو وعلى الحاقدين ...

خطاب السيد نصر الله رد على العدو وعلى الحاقدين ...

كتب المحرر العبري
إحدى تداعيات استراتيجية تدمير تل ابيب، التي اعلن عنها الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله ردا على تهديدات الصهاينة باستهداف البنية التحتية للبنان (عقيدة الضاحية)، انها اسقطت من امام تل ابيب رهانها على اطراف في الداخل اللبناني، تتقاطع معها في المصلحة لضرب حزب الله، بوصفه مقاومة. كانت تهدف "اسرائيل" من خلال تهديداتها، اضافة الى اهداف اخرى ايضا، ايجاد حالة ازعاج واقلاق للمقاومين بواسطة منطلق يبدو جديا وقابلا للترويج امام هؤلاء، كي يبرهنوا عن ان حزب الله وسلاحه ليس قوة دفاع ومنعة للبنان، بل هو مصدرا للدمار والخراب عليه، وعلى بنيته التحتية.. وهذا ما كان يروج له بالفعل خلال الاشهر القليلة الماضية، في اعقاب كل موجة من موجات التهديد الاسرائيلي باستهداف لبنان وبنيته التحتية.

حولت هذه الاطراف، او حاولت، ان تظهر سلاح حزب الله مصدر التهديد الاساسي للبنان، في الوقت الذي اثبت فيه هذا السلاح انه هو مصدر المنعة الاساسية لديه، بل واستطاع ان يحرر الارض ويخرج لبنان من وصفه اصغر البلاد العربية واقلها قدرة امام الصهاينة. وتهديد سماحة السيد نصر الله باستهداف تل ابيب ومطارها ومنشآت الطاقة فيها وغيرها، مقابل تهديدات "اسرائيل"، يفرض على هؤلاء الصمت، من ناحية منطقية، او انه من المفترض ان يفرض عليهم ذلك. لكن هل يلجأ هؤلاء الى الصمت فعلا. من الصعب تصور ذلك، رغم ان الاستراتيجية التي اعلن عنها خطاب السيد نصر الله كانت واضحة جدا، وأوجدت ما يمكن تسميته بتوازن رعب، او عززته اكثر لانه كان قائما بالفعل قبل الخطاب، اي ندية التهديد وندية الخراب، في حال قررت اسرائيل المجازفة في الاعتداء على لبنان.

خطة هؤلاء، والعدو الصهيوني، كتقاطع للمصالح بينهما، ازعاج حزب الله في الساحة الداخلية اللبنانية، ومنعه من استخدام قدراته العسكرية ضد الكيان الغاصب، اما ابتداءا او ردا على اعتداءاته، الامر الذي يتيح لتل ابيب مجالا اوسع وخيارات اكثر في محاولة فرض ارادتها السياسية على لبنان، وهذا ما يمكن العدو، نظريا من تحقيق اطماعه في هذا البلد، وفي نفس الوقت يحقق لبعض الاطراف اللبنانية المشتركة في المصلحة مع تل ابيب ضد حزب الله، إعادة احياء مفهوم قوة لبنان في ضعفه، وهذا يمكّنهم بالتبعية من العودة الى لبنان السابق، وإعادة حضورهم وقوتهم في هذا البلد.

هذه هي احدى التداعيات المباشرة لخطاب السيد نصر الله واعلانه عقيدة تدمير تل ابيب. لقد سحب من امام العدو الصهيوني والحاقدين على المقاومة مجالات الازعاج الداخلي. رغم ان التقدير بان هذا الازعاج سيتواصل، مع وسائل ازعاج اخرى، سيجدونها بالتأكيد.

2010-02-20