ارشيف من :أخبار لبنانية
رعد لـ"السفير": نرفض الإسقاطات المسبقة في الحوار... ولقاء جنبلاط ينتظر ظروفه

كتب عماد مرمل
يسعى حزب الله منذ ان ضُبطت الساعة الداخلية على توقيت اتفاق الدوحة الى الالتزام بأعلى "درجات الانضباط" في سلوكه وخطابه، مدركا ان المرحلة الجديدة التي أصبحت المصالحات عنوانا لها تتطلب تنظيما للايقاع والخلاف.
في الاساس، يشعر الحزب بأنه لم يبق هناك من مبرر لـ"الشد العصبي" بعدما أصبحت المقاومة خارج دائرة التصويب، وفقد أعداؤها القدرة على استهدافها. أما على مستوى الحضور في الحكم، فإن الحزب وحلفاءه حققوا الشراكة ضمن الحدود المتاحة، في انتظار نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي ستعيد إنتاج السلطة. بناء على ذلك، تصبح "المعارك المجانية" في هذه المرحلة الانتقالية نوعا من العبث الذي لا يحمل أي جدوى، فكان قرار الحزب بمد اليد للمصافحة والمصالحة، بعدما أدت دورها في الكباش الشرس خلال السنوات القليلة الماضية.
ولأن الحزب يتصرف بما تقتضيه الحسابات الدقيقة بعيدا عن العواطف الشخصية، فإن رئيس كتلته النيابية محمد رعد الذي كان يصنف من صقور المواجهة خلال احتدام الازمة الداخلية، أصبح الآن سفير الحزب للنيات الحسنة، وتحول من رأس حربة في الصراع الى رأس جسر في المصالحات، ولعل زيارته الشهيرة الى قريطم كانت من أبلغ المؤشرات الى قدرة حزب الله على التكيف مع متطلبات الحقبة الجديدة.
وفي ما يلي، وقائع الحوار الذي أجرته "السفير" مع رعد:
ـ ما هي قراءتك لأجواء الجلسة الثانية من طاولة الحوار. هل أضافت شيئا الى النقاش حول الاستراتيجية الدفاعـية ام انــها راوحت في مكانها؟
* موضوع الحوار حساس ودقيق ويتصل بمستقبل البلاد لأنه يبحث في كيفية حماية لبنان من المخاطر الامنية والعسكرية التي تتهدده باستمرار، وهذا الموضوع يجب ان يُستمع فيه الى كافة الآراء لنرى ما يتقاطع من نقاط بين الافكار المطروحة ونعتمد الخيارات الصحيحة التي تتناسب مع الواقع الجيوسياسي للبنان ومع واقع التركيبة الداخلية، وصولا الى الصيغة التي تستطيع ان تحمي هذا البلد في كافة الظروف. ولأن المسألة تتصل بالامن الوطني، يجب ان تكون التفاصيل بمنأى عن التداول اليومي، ونحن نرى ان الحوار يأخذ المنحى الجدي والعملي، وطبيعته تفرض ان نأخذ الوقت الكافي للوصول الى ما نبتغيه.
ـ بهذا المعنى انت تتوقع حوارا طويل المدى.
* ليس هناك من يتوهم ان مدة الحوار ستستغرق أياما.
ـ هل ترجح استمرار طاولة الحوار الى ما بعد الانتخابات النيابية؟
* الحوار يجري بعد أزمة داخلية وقبل انتخابات نيابية، وهذا يفرض على كل المشاركين فيه ان يعملوا لجعله بمنأى عن تداعيات الازمة وعن تأثيرات الانتخابات المقبلة، وهذه مسؤولية دقيقة تفترض التريث، لكنه التريث المترافق مع التعاطي الجدي.
ـ لكن أنتم متهمون بالسعي الى افتعال قضية من مسألة توسيع طاولة الحوار لتضييع الوقت في جدال جانبي والتهرب من استحقاق مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وترحيــلها الى ما بعد الانتخابات. هل هذه هــي فعلا نيتـكم المضـمرة؟
* نحن أبدينا وجهة نظرنا في هذا الموضوع، إلا اننا لم نطرحه على جدول أعمال طاولة الحوار كما نشر في وسائل الاعلام. والموضوع يعالج بالاسلوب الذي يمكّن المتحاورين من ان يعمقوا ثقة اللبنانيين بالحوار.
ـ هل حصل تقدم في معالجة هذه النقطة الخلافية خلال الجلسة الماضية؟
* أفترض ان هذه النقطة تؤخذ على محمل الجد من قبل كل الاطراف.
ـ في حال لم يلب طلبكم بزيادة عدد المتحاورين، هل ستستمر المعارضة بالمشاركة في جلسات الحوار؟
* صياغة السؤال تفترض ان هناك طلبا، في حين ان هناك موضوعا مطروحا يعالج بالطريقة المناسبة.
ـ أفهم منك ان مطلب التوسيع ليس مطروحا من قبلكم في صيغة شرط.
* قلت ان الموضوع جدي ويُعالج بالطريق المناسبة.
مطالعة عون موضع تقدير
ـ كيف كانت قراءتكم للمطالعة التي قدمها العماد ميشال عون على طاولة الحوار بخصوص الاستراتيجية الدفاعية؟
* أولا، لدينا تقدير للجدية والجهد المبذولين من العماد عون لتقديم ملخص استراتيجية شاملة، يعكس وجهة نظره وخبرته في مسألة الدفاع العسكري عن لبنان. هناك ملاحظات تستلزم توضيحات، وتوجد نقاط مهمة وردت في ما قدمه، لم يتح الوقت لمناقشتها وليس مطلوبا ان نناقشها في هذه الفــترة. ونحن سنستمع الى أوراق أخرى ربما تقدم في ســياق عرض وجهات النظر وسنناقش حين تكـتمل هذه الاوراق.
ـ أوساط ١٤آذار اعتبرت ان طرح العماد عون كارثي...
* انا اعتقد انه من المستحسن ان يدلي كل منهم بما يريد على الطاولة، وليس خارجها، لحساسية الموضوع وبما يساعد في تحقيق الجدية.
ـ متى سيدلو حزب الله بدلوه على طاولة الحوار؟
* حزب الله ليس معنيا الآن بتقديم رؤية لان رؤيته للاستراتيجية الدفاعية قدمها على طاولة الحوار السابقة من خلال امينه العام (السيد حسن نصر الله). وبعد حرب تموز يفترض ان الرؤية التي قُدمت نظريا على الطاولة أثبتت جدواها في الممارسة العملية وحققت نتائج، وأيضا ربما استولدت بعض الافكار الجديدة من خلال الخبرة في مواجهة العدو الاسرائيلي في حرب تموز.
ـ هل من خطوط حمر يضعها حزب الله بخصوص النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية ولا يمكن ان يتراجع عنها؟
* نحن منفتحون على كل الصيغ ما دامت توصل الى الهدف الذي يُطمئن اللبنانيين ويُشعرهم بفخر انتمائهم الى هذا البلد والى الدولة التي تحميهم بخياراتها.
ـ البعض لا يثق بأن لديكم النية الحقيقية للتوصل الى استراتيجية دفاعية تحقق الشراكة في إدارة سلاح المقاومة ضمن منظومة الدولة اللبنانية.
* أعتقد انه ليس مناسبا الاستمرار دائما في التشكيك، وخصوصا ان التشكيك يطال النيات وليس الوقائع. نحن في لبنان ونعرف التنوع الموجود فيه ويجب ان نتفهم الهواجس التي تحيط بشرائح اللبنانيين المختلفة، كما يجب ان يدرك الجميع ان مخاطر العدو هي وجودية وليست طارئة او عابرة وليست مخاطر نزاع حدودي. وفي هذا الاطار، عندنا استعداد كي نقتنع بما يُطمئن اللبنانيين ويحفظ وحدة لبنان وسيادته، لكننا لسنا مستعدين لتلقي إسقاطات مسبقة من أي أحد.
ـ الى أي حد انعكس لقاء المصالحة بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري على مناخ الجلسة الثانية من الحوار؟
* هذا اللقاء ترك بصماته وآثاره الايجابية لحظة شيوع نبأ انعقاده، وهذا يعني ان اللقاء أسهم في تنفيس أجواء الاحتقان وفقأ عين الفتنة، وهو يحتاج الى متابعة هادئة وتواصل مستمر يفضيان الى تعزيز روح المصالحة بين الجمهورين فضلا عن المصالحة على المستوى النفسي بين القيادات. والحوار الســياسي لا يمــكن ان يؤتي ثماره الجدية إلا في أجواء من المصالحة النفسية، وهذا الامــر بدأنــا نشهد مفاعيله على طاولة الحوار وخارجها، وحتى العلاقة بين النواب من الكتـلتين أصبحت أكثر حرارة.
ـ من موقع العارف، كيف تختصر مضامين اللقاء بين الســيد نصـر الله والـنائب الحريري؟
* اللقاء استحضر مخاطر استمرار الاحتقان النفسي والتوتر السائد في الشارع، ومسؤولية كل الاطراف في نقل المواضيع الخلافية من الشارع الى التواصل المباشر والتخاطب المباشر بعيدا عن لغة الاستفزاز والتجريح، ومناقشة المسائل بعقلانية وهدوء وباستحضار المصلحة الوطنية والمصالح المشتركة، على قاعدة طي صفحة الماضي لنبدأ في الاستفادة من عبره وتقييمه بشكل موضوعي لنخلص منه الى تصور للحاضر والمستقبل.
ـ بصراحة، أليست المصالحة بينكم وبين "المستقبل" هشة في ظل افتقارها الى الاتفاق السياسي؟
* المصالحة هي استجابة لحاجة الناس التي تعبت من الاحتقان وهي مصلحة وطنية تدركها قيادتا الطرفين بوضوح. والمصالحة أيضا مسؤولية تقع على عاتق كل من يريد النهوض بهذا البلد وتحصينه.
ـ هل يمكن ان نراك في قريطم مرة أخرى قريبا؟
* لا شيء يمنع على الاطلاق.
ـ التواصل سيستمر بينك وبين قيادة المستقبل؟
* هذا ما تقرر خلال اللقاء.
ـ ما هي إمكانية حصول تفاهمات انتخابية موضعية مع تيار المستقبل تحت سقف المصالحة؟
* هناك وضوح حكم طبيعة المصالحات واللقاءات، وقوامه ان المصالحات لا تفضي الى تغيير التحالفات ومواقع الاطراف السياسية وخصوصا في هذه المرحلة. عادة المواقع والتحالفات تتغير بتبدل القناعات السياسية، والى ان تتبدل قناعات هذا او ذاك، من المهم ان نعرف كيف ننظم خلافنا السياسي وان نرفع الاحتقان الى طاولة الحوار.
لقاء جنبلاط والظروف المناسبة
ـ هل ستجتمع قريبا الى النائب وليد جنبلاط؟
* أيضا لا شيء يمنع.
ـ لماذا لم يحصل اللقاء الذي حُكي عنه قبل فترة بينك وبينه؟
* لأن محور الدعوة الى اللقاء لم ير ان الظرف قد نضج بعد لمثل هذا اللقاء، وعندما نتبلغ بنضوج الظرف، نحن مستعدون، وربما تكون التطورات قد تجاوزت أصلا الحاجة الى اللقاء. على أي حال، نحن جاهزون للقاء مع من تصالحنا معهم وبدأنا بمحاورتهم.
ـ هل من شروط ومقدمات معينة يجب ان تسبق زيارة النائب جنبلاط الى السيد نصر الله، وبالتالي هل من خصوصية للقاء "السيد" مع الحريري جعلته أكثر سهولة؟
* العلاقة مع الشيخ سعد الحريري وتيار المستقل تفهم ظروفها حتى النائب وليد جنبلاط، كــما يتفهم خصوصيتها كل من يعمل في الشأن العام. نحن خطونا خطوة جادة على طــريق المصالحة، تعبيرا عن قرار متخذ وسنتعاطى مع كل المواقع بحســب الظروف التي تسمح بتطوير مساحة التخاطب والتواصل. نحن خطــونا خطــوات عملية ومعقولة جدا ومناسبة جدا على صعيد ترميم العلاقة مع الحــزب التقــدمي الاشتراكي والنائب وجنبلاط، وقد جرى كسر لحواجز كان يُعــتقد انه من الصعب تجاوزها في فترة قصيرة، لكـن إرادة الطرفــين ســاعدت في اختصار الوقت.
ـ متى تعتقد ان السيد نصر الله سيصبح مهيَّأ للاجتماع مع النائب جنبلاط؟
* اللقاءات ليست هدفا بذاتها، بل هي تتم لتحقيق هدف، وكل هدف يحتاج الى خطوات تمهيدية ومقدمات ضرورية تسهم في إنجاز مرحلة تهيئ للانتقال الى مرحلة أخرى. نحن نخطو في هذا السياق وعندما تحين الظروف المناسبة فإنها هي التي تعبر عن ذاتها.
ـ كيف كان شعورك وأنت تقبّل النائب جنبلاط خلال افتتاح مجمع الامام الصادق بعد فترة طويلة من القطيعة؟
* في السياسة، إذا كانت العداوات الشخصية هي التي تحكم العلاقات، فهذا يعني اننا لا نمارس العمل لسياسي المطلوب. نحن ليست لدينا خلافات شخصية مع أحد من اللبنانيين، بل هناك تباينات في الفهم السياسي والقراءات السياسية وفي الرؤى الاستراتيجية الحاكمة. ومن شأن الانفتاح والتواصل المباشر والحوار الجدي واستحضار المصلحة الوطنية العليا والمصالح المشتركة ان يؤدي الى تنمية روح التفهم والتفاهم بين الاطراف.
ـ هل تجزم بان العودة الى الحلف الرباعي الشهير ليست واردة بأي شكل من الأشكال؟
* التحالفات القائمة الآن ثابتة، وهذه ليست مرحلة تبديلها. وأريد ان أؤكد ان تحالفنا على أساس وثيقة التفاهم مع التيار الوطني الحر وتفاهمنا الكامل مع حركة أمل وقوى المعارضة، تمليه قناعات ورؤى ومصلحة مشتركة، وأيضا تحيطه صدقية مشتركة، ولا أجد ان هناك داعيا للبحث في هذه التحالفات، وإنما إذا كان مرادا إضافة قوى جديدة اليها، فان الامر مرهون بتطور الموقف السياسي.
ـ هل انتصار المعارضة في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس يحمل مؤشرات معينة تتجاوز البعد النقابي؟
* نتيجة المعركة تثير جملة أمور، منها ان ساحة الشمال هي ساحة لا تؤخذ بالعواصف الى ما لا نهاية، بل تملك من القدرة على الثبات ما يؤهلها لتحديد الاتجاه الذي تحفظ من خلاله خياراتها. أعتقد ان الانتخابات قدمت نموذجا للمزاج العام الذي يسود في طرابلس والذي لا تغيره عاصفة عابرة.
ـ هل انتم مطمئنون الى قدرة المعارضة على انتزاع الاكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة؟
* أي طرف يمكن ان يطمئن عليه ان يجلس في منزله وينتظر النتائج. في السياسة المطلوب عمل دؤوب لتحقيق الهدف الذي ترسمه. نحن مرتاحون، وبرغم ذلك يجب ان نستمر في اندفاعنا وجهدنا لتحقيق النتائج المرضية في الانتخابات.
ـ الى أي حد تعتقد ان العماد ميشال عون سيكون قادرا على الصمود الانتخابي في الساحة المسيحية بمواجهة الضغوط المتنوعة وأعباء التحالف مع حزب الله؟
* العماد عون يملك من الامكانات وأوراق القوة السياسية والشعبية ما يعينه على تحقيق إنجازات ربما تكون غير متوقعة في الانتخابات النيابية.
ـ ما صحة الكلام القائل بان هناك مالا انتخابيا يتدفق على بعض خصومكم في الجنوب؟
* هناك معطيات تفيد بان إنفاقا ماليا بدأ يظهر بكثافة لافتة في بعض المناطق الانتخابية.
ـ يقال ان المعركة الانتخابية ستدور بين البترودولار السعودي والبترودولار الايراني.
* إذا قُسم ما أنفقته الحملات الانتخابية للجمهوريين والديموقراطيين خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية، على ١٣٥مليون ناخب شاركوا فيها، يكون معدل الانفاق على الناخــب الواحد ٨ دولارات والانفاق الاجمالي مليار دولار. بناء عليه، أظن انه من المعـيب جدا ان ينــفق مليار دولار في لبنان على العملية الانتخابية.
هكذا ننظر إلى أوباما
ـ كيف قرأ حزب الله فوز باراك أوباما بالرئاسة الاميركية، وهل صحيح انه كان المرشح الضمني لفريق واسع في قوى ٨ آذار؟
* نحن لا نصنف اللبنانيين وفق مقاييس الساحة الاميركية وتجاذباتها. الادارة سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية هي ملتزمة بأمن الكيان الصهيوني، وإذا كانت هناك من فوارق بين رئيس جمهوري وآخر ديموقراطي فهي فوارق في الشخصية والآليات والخطاب المعتمد، لكن الاهداف الاستراتيجية للادارتين في أساسها هي حفظ الكيان الصهيوني وضمان تفوقه على كل العالم العربي إضافة الى تأمين استمرار تدفق النفط.
ـ لكن أوباما يدعو الى الحوار مع إيران وسوريا والخروج من العراق، والبعض اعتبر ان انقلابا جذريا حصل في أميركا بعد فوزه.
* هناك ملفات تتباين النظرة اليها بين الديموقراطيين والجمهوريين، منها ملف التعاطي مع إيران ووتيرة التسوية في الشرق الاوسط، وهو تباين لا يتجاوز آليات خدمة الثوابت.
ـ هذا يعني ان حزب الله سيبقى معاديا للادارة الاميركية الجديدة ولن يعطيها "فترة سماح"؟
* وهل تفترض ان العدائية الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة ستتبدل في المرحلة المقبلة؟ على كل، نحن سمعنا من أوباما خطابا وُصف بانه خطاب واقعي وأطلق شعارات يجب ان يلتزم بها خارج الولايات المتحدة الاميركية ليمتلك صدقية في ما يلتزمه داخل بلاده. أوباما رفع شعار "أنا التغيير وهو الامر الواقع"، فهل سيتعاطى مع قوى التغيير في العالم على أساس انها قوى تحررية ناشطة لتبديل الامر الواقع المفروض عليها في بلدانها، ام انه سيتعامل معها كما تعامل معه بعض المتحمسين للجمهوريين وأطلقوا عليه انه "صديق الارهابيين".
ـ ما مدى دقة المعلومات المتداولة حول تغييرات تنظيمية تجري داخل حزب الله. هل من ورشة داخلية تخوضون فيها هذه الايام بعيدا عن الاضواء؟
* أنا تابعت كل ما نشر في هذا الصدد في بعض الصحف والمجلات المحلية، ورأيت ان كله لا يعبر بدقة عن حقيقة ما يتناوله حزب الله في هذه المرحلة. طبيعي ان الحزب لديه مؤتمر دوري، بين فترة وأخرى، يعيد خلاله قراءة مواقفه ورؤيته الاستراتيجية ويضع أولويات للمرحلة المقبلة، ويشكل الكادر المناسب الذي يستطيع ان يحقق عبره تلك الاولويات، وربما نحن نقترب من هذه الممارسة.
يسعى حزب الله منذ ان ضُبطت الساعة الداخلية على توقيت اتفاق الدوحة الى الالتزام بأعلى "درجات الانضباط" في سلوكه وخطابه، مدركا ان المرحلة الجديدة التي أصبحت المصالحات عنوانا لها تتطلب تنظيما للايقاع والخلاف.
في الاساس، يشعر الحزب بأنه لم يبق هناك من مبرر لـ"الشد العصبي" بعدما أصبحت المقاومة خارج دائرة التصويب، وفقد أعداؤها القدرة على استهدافها. أما على مستوى الحضور في الحكم، فإن الحزب وحلفاءه حققوا الشراكة ضمن الحدود المتاحة، في انتظار نتائج الانتخابات النيابية المقبلة التي ستعيد إنتاج السلطة. بناء على ذلك، تصبح "المعارك المجانية" في هذه المرحلة الانتقالية نوعا من العبث الذي لا يحمل أي جدوى، فكان قرار الحزب بمد اليد للمصافحة والمصالحة، بعدما أدت دورها في الكباش الشرس خلال السنوات القليلة الماضية.
ولأن الحزب يتصرف بما تقتضيه الحسابات الدقيقة بعيدا عن العواطف الشخصية، فإن رئيس كتلته النيابية محمد رعد الذي كان يصنف من صقور المواجهة خلال احتدام الازمة الداخلية، أصبح الآن سفير الحزب للنيات الحسنة، وتحول من رأس حربة في الصراع الى رأس جسر في المصالحات، ولعل زيارته الشهيرة الى قريطم كانت من أبلغ المؤشرات الى قدرة حزب الله على التكيف مع متطلبات الحقبة الجديدة.
وفي ما يلي، وقائع الحوار الذي أجرته "السفير" مع رعد:
ـ ما هي قراءتك لأجواء الجلسة الثانية من طاولة الحوار. هل أضافت شيئا الى النقاش حول الاستراتيجية الدفاعـية ام انــها راوحت في مكانها؟
* موضوع الحوار حساس ودقيق ويتصل بمستقبل البلاد لأنه يبحث في كيفية حماية لبنان من المخاطر الامنية والعسكرية التي تتهدده باستمرار، وهذا الموضوع يجب ان يُستمع فيه الى كافة الآراء لنرى ما يتقاطع من نقاط بين الافكار المطروحة ونعتمد الخيارات الصحيحة التي تتناسب مع الواقع الجيوسياسي للبنان ومع واقع التركيبة الداخلية، وصولا الى الصيغة التي تستطيع ان تحمي هذا البلد في كافة الظروف. ولأن المسألة تتصل بالامن الوطني، يجب ان تكون التفاصيل بمنأى عن التداول اليومي، ونحن نرى ان الحوار يأخذ المنحى الجدي والعملي، وطبيعته تفرض ان نأخذ الوقت الكافي للوصول الى ما نبتغيه.
ـ بهذا المعنى انت تتوقع حوارا طويل المدى.
* ليس هناك من يتوهم ان مدة الحوار ستستغرق أياما.
ـ هل ترجح استمرار طاولة الحوار الى ما بعد الانتخابات النيابية؟
* الحوار يجري بعد أزمة داخلية وقبل انتخابات نيابية، وهذا يفرض على كل المشاركين فيه ان يعملوا لجعله بمنأى عن تداعيات الازمة وعن تأثيرات الانتخابات المقبلة، وهذه مسؤولية دقيقة تفترض التريث، لكنه التريث المترافق مع التعاطي الجدي.
ـ لكن أنتم متهمون بالسعي الى افتعال قضية من مسألة توسيع طاولة الحوار لتضييع الوقت في جدال جانبي والتهرب من استحقاق مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وترحيــلها الى ما بعد الانتخابات. هل هذه هــي فعلا نيتـكم المضـمرة؟
* نحن أبدينا وجهة نظرنا في هذا الموضوع، إلا اننا لم نطرحه على جدول أعمال طاولة الحوار كما نشر في وسائل الاعلام. والموضوع يعالج بالاسلوب الذي يمكّن المتحاورين من ان يعمقوا ثقة اللبنانيين بالحوار.
ـ هل حصل تقدم في معالجة هذه النقطة الخلافية خلال الجلسة الماضية؟
* أفترض ان هذه النقطة تؤخذ على محمل الجد من قبل كل الاطراف.
ـ في حال لم يلب طلبكم بزيادة عدد المتحاورين، هل ستستمر المعارضة بالمشاركة في جلسات الحوار؟
* صياغة السؤال تفترض ان هناك طلبا، في حين ان هناك موضوعا مطروحا يعالج بالطريقة المناسبة.
ـ أفهم منك ان مطلب التوسيع ليس مطروحا من قبلكم في صيغة شرط.
* قلت ان الموضوع جدي ويُعالج بالطريق المناسبة.
مطالعة عون موضع تقدير
ـ كيف كانت قراءتكم للمطالعة التي قدمها العماد ميشال عون على طاولة الحوار بخصوص الاستراتيجية الدفاعية؟
* أولا، لدينا تقدير للجدية والجهد المبذولين من العماد عون لتقديم ملخص استراتيجية شاملة، يعكس وجهة نظره وخبرته في مسألة الدفاع العسكري عن لبنان. هناك ملاحظات تستلزم توضيحات، وتوجد نقاط مهمة وردت في ما قدمه، لم يتح الوقت لمناقشتها وليس مطلوبا ان نناقشها في هذه الفــترة. ونحن سنستمع الى أوراق أخرى ربما تقدم في ســياق عرض وجهات النظر وسنناقش حين تكـتمل هذه الاوراق.
ـ أوساط ١٤آذار اعتبرت ان طرح العماد عون كارثي...
* انا اعتقد انه من المستحسن ان يدلي كل منهم بما يريد على الطاولة، وليس خارجها، لحساسية الموضوع وبما يساعد في تحقيق الجدية.
ـ متى سيدلو حزب الله بدلوه على طاولة الحوار؟
* حزب الله ليس معنيا الآن بتقديم رؤية لان رؤيته للاستراتيجية الدفاعية قدمها على طاولة الحوار السابقة من خلال امينه العام (السيد حسن نصر الله). وبعد حرب تموز يفترض ان الرؤية التي قُدمت نظريا على الطاولة أثبتت جدواها في الممارسة العملية وحققت نتائج، وأيضا ربما استولدت بعض الافكار الجديدة من خلال الخبرة في مواجهة العدو الاسرائيلي في حرب تموز.
ـ هل من خطوط حمر يضعها حزب الله بخصوص النقاش حول الاستراتيجية الدفاعية ولا يمكن ان يتراجع عنها؟
* نحن منفتحون على كل الصيغ ما دامت توصل الى الهدف الذي يُطمئن اللبنانيين ويُشعرهم بفخر انتمائهم الى هذا البلد والى الدولة التي تحميهم بخياراتها.
ـ البعض لا يثق بأن لديكم النية الحقيقية للتوصل الى استراتيجية دفاعية تحقق الشراكة في إدارة سلاح المقاومة ضمن منظومة الدولة اللبنانية.
* أعتقد انه ليس مناسبا الاستمرار دائما في التشكيك، وخصوصا ان التشكيك يطال النيات وليس الوقائع. نحن في لبنان ونعرف التنوع الموجود فيه ويجب ان نتفهم الهواجس التي تحيط بشرائح اللبنانيين المختلفة، كما يجب ان يدرك الجميع ان مخاطر العدو هي وجودية وليست طارئة او عابرة وليست مخاطر نزاع حدودي. وفي هذا الاطار، عندنا استعداد كي نقتنع بما يُطمئن اللبنانيين ويحفظ وحدة لبنان وسيادته، لكننا لسنا مستعدين لتلقي إسقاطات مسبقة من أي أحد.
ـ الى أي حد انعكس لقاء المصالحة بين السيد حسن نصر الله والنائب سعد الحريري على مناخ الجلسة الثانية من الحوار؟
* هذا اللقاء ترك بصماته وآثاره الايجابية لحظة شيوع نبأ انعقاده، وهذا يعني ان اللقاء أسهم في تنفيس أجواء الاحتقان وفقأ عين الفتنة، وهو يحتاج الى متابعة هادئة وتواصل مستمر يفضيان الى تعزيز روح المصالحة بين الجمهورين فضلا عن المصالحة على المستوى النفسي بين القيادات. والحوار الســياسي لا يمــكن ان يؤتي ثماره الجدية إلا في أجواء من المصالحة النفسية، وهذا الامــر بدأنــا نشهد مفاعيله على طاولة الحوار وخارجها، وحتى العلاقة بين النواب من الكتـلتين أصبحت أكثر حرارة.
ـ من موقع العارف، كيف تختصر مضامين اللقاء بين الســيد نصـر الله والـنائب الحريري؟
* اللقاء استحضر مخاطر استمرار الاحتقان النفسي والتوتر السائد في الشارع، ومسؤولية كل الاطراف في نقل المواضيع الخلافية من الشارع الى التواصل المباشر والتخاطب المباشر بعيدا عن لغة الاستفزاز والتجريح، ومناقشة المسائل بعقلانية وهدوء وباستحضار المصلحة الوطنية والمصالح المشتركة، على قاعدة طي صفحة الماضي لنبدأ في الاستفادة من عبره وتقييمه بشكل موضوعي لنخلص منه الى تصور للحاضر والمستقبل.
ـ بصراحة، أليست المصالحة بينكم وبين "المستقبل" هشة في ظل افتقارها الى الاتفاق السياسي؟
* المصالحة هي استجابة لحاجة الناس التي تعبت من الاحتقان وهي مصلحة وطنية تدركها قيادتا الطرفين بوضوح. والمصالحة أيضا مسؤولية تقع على عاتق كل من يريد النهوض بهذا البلد وتحصينه.
ـ هل يمكن ان نراك في قريطم مرة أخرى قريبا؟
* لا شيء يمنع على الاطلاق.
ـ التواصل سيستمر بينك وبين قيادة المستقبل؟
* هذا ما تقرر خلال اللقاء.
ـ ما هي إمكانية حصول تفاهمات انتخابية موضعية مع تيار المستقبل تحت سقف المصالحة؟
* هناك وضوح حكم طبيعة المصالحات واللقاءات، وقوامه ان المصالحات لا تفضي الى تغيير التحالفات ومواقع الاطراف السياسية وخصوصا في هذه المرحلة. عادة المواقع والتحالفات تتغير بتبدل القناعات السياسية، والى ان تتبدل قناعات هذا او ذاك، من المهم ان نعرف كيف ننظم خلافنا السياسي وان نرفع الاحتقان الى طاولة الحوار.
لقاء جنبلاط والظروف المناسبة
ـ هل ستجتمع قريبا الى النائب وليد جنبلاط؟
* أيضا لا شيء يمنع.
ـ لماذا لم يحصل اللقاء الذي حُكي عنه قبل فترة بينك وبينه؟
* لأن محور الدعوة الى اللقاء لم ير ان الظرف قد نضج بعد لمثل هذا اللقاء، وعندما نتبلغ بنضوج الظرف، نحن مستعدون، وربما تكون التطورات قد تجاوزت أصلا الحاجة الى اللقاء. على أي حال، نحن جاهزون للقاء مع من تصالحنا معهم وبدأنا بمحاورتهم.
ـ هل من شروط ومقدمات معينة يجب ان تسبق زيارة النائب جنبلاط الى السيد نصر الله، وبالتالي هل من خصوصية للقاء "السيد" مع الحريري جعلته أكثر سهولة؟
* العلاقة مع الشيخ سعد الحريري وتيار المستقل تفهم ظروفها حتى النائب وليد جنبلاط، كــما يتفهم خصوصيتها كل من يعمل في الشأن العام. نحن خطونا خطوة جادة على طــريق المصالحة، تعبيرا عن قرار متخذ وسنتعاطى مع كل المواقع بحســب الظروف التي تسمح بتطوير مساحة التخاطب والتواصل. نحن خطــونا خطــوات عملية ومعقولة جدا ومناسبة جدا على صعيد ترميم العلاقة مع الحــزب التقــدمي الاشتراكي والنائب وجنبلاط، وقد جرى كسر لحواجز كان يُعــتقد انه من الصعب تجاوزها في فترة قصيرة، لكـن إرادة الطرفــين ســاعدت في اختصار الوقت.
ـ متى تعتقد ان السيد نصر الله سيصبح مهيَّأ للاجتماع مع النائب جنبلاط؟
* اللقاءات ليست هدفا بذاتها، بل هي تتم لتحقيق هدف، وكل هدف يحتاج الى خطوات تمهيدية ومقدمات ضرورية تسهم في إنجاز مرحلة تهيئ للانتقال الى مرحلة أخرى. نحن نخطو في هذا السياق وعندما تحين الظروف المناسبة فإنها هي التي تعبر عن ذاتها.
ـ كيف كان شعورك وأنت تقبّل النائب جنبلاط خلال افتتاح مجمع الامام الصادق بعد فترة طويلة من القطيعة؟
* في السياسة، إذا كانت العداوات الشخصية هي التي تحكم العلاقات، فهذا يعني اننا لا نمارس العمل لسياسي المطلوب. نحن ليست لدينا خلافات شخصية مع أحد من اللبنانيين، بل هناك تباينات في الفهم السياسي والقراءات السياسية وفي الرؤى الاستراتيجية الحاكمة. ومن شأن الانفتاح والتواصل المباشر والحوار الجدي واستحضار المصلحة الوطنية العليا والمصالح المشتركة ان يؤدي الى تنمية روح التفهم والتفاهم بين الاطراف.
ـ هل تجزم بان العودة الى الحلف الرباعي الشهير ليست واردة بأي شكل من الأشكال؟
* التحالفات القائمة الآن ثابتة، وهذه ليست مرحلة تبديلها. وأريد ان أؤكد ان تحالفنا على أساس وثيقة التفاهم مع التيار الوطني الحر وتفاهمنا الكامل مع حركة أمل وقوى المعارضة، تمليه قناعات ورؤى ومصلحة مشتركة، وأيضا تحيطه صدقية مشتركة، ولا أجد ان هناك داعيا للبحث في هذه التحالفات، وإنما إذا كان مرادا إضافة قوى جديدة اليها، فان الامر مرهون بتطور الموقف السياسي.
ـ هل انتصار المعارضة في انتخابات نقابة المحامين في طرابلس يحمل مؤشرات معينة تتجاوز البعد النقابي؟
* نتيجة المعركة تثير جملة أمور، منها ان ساحة الشمال هي ساحة لا تؤخذ بالعواصف الى ما لا نهاية، بل تملك من القدرة على الثبات ما يؤهلها لتحديد الاتجاه الذي تحفظ من خلاله خياراتها. أعتقد ان الانتخابات قدمت نموذجا للمزاج العام الذي يسود في طرابلس والذي لا تغيره عاصفة عابرة.
ـ هل انتم مطمئنون الى قدرة المعارضة على انتزاع الاكثرية في الانتخابات النيابية المقبلة؟
* أي طرف يمكن ان يطمئن عليه ان يجلس في منزله وينتظر النتائج. في السياسة المطلوب عمل دؤوب لتحقيق الهدف الذي ترسمه. نحن مرتاحون، وبرغم ذلك يجب ان نستمر في اندفاعنا وجهدنا لتحقيق النتائج المرضية في الانتخابات.
ـ الى أي حد تعتقد ان العماد ميشال عون سيكون قادرا على الصمود الانتخابي في الساحة المسيحية بمواجهة الضغوط المتنوعة وأعباء التحالف مع حزب الله؟
* العماد عون يملك من الامكانات وأوراق القوة السياسية والشعبية ما يعينه على تحقيق إنجازات ربما تكون غير متوقعة في الانتخابات النيابية.
ـ ما صحة الكلام القائل بان هناك مالا انتخابيا يتدفق على بعض خصومكم في الجنوب؟
* هناك معطيات تفيد بان إنفاقا ماليا بدأ يظهر بكثافة لافتة في بعض المناطق الانتخابية.
ـ يقال ان المعركة الانتخابية ستدور بين البترودولار السعودي والبترودولار الايراني.
* إذا قُسم ما أنفقته الحملات الانتخابية للجمهوريين والديموقراطيين خلال الانتخابات الرئاسية الاميركية، على ١٣٥مليون ناخب شاركوا فيها، يكون معدل الانفاق على الناخــب الواحد ٨ دولارات والانفاق الاجمالي مليار دولار. بناء عليه، أظن انه من المعـيب جدا ان ينــفق مليار دولار في لبنان على العملية الانتخابية.
هكذا ننظر إلى أوباما
ـ كيف قرأ حزب الله فوز باراك أوباما بالرئاسة الاميركية، وهل صحيح انه كان المرشح الضمني لفريق واسع في قوى ٨ آذار؟
* نحن لا نصنف اللبنانيين وفق مقاييس الساحة الاميركية وتجاذباتها. الادارة سواء كانت جمهورية أو ديموقراطية هي ملتزمة بأمن الكيان الصهيوني، وإذا كانت هناك من فوارق بين رئيس جمهوري وآخر ديموقراطي فهي فوارق في الشخصية والآليات والخطاب المعتمد، لكن الاهداف الاستراتيجية للادارتين في أساسها هي حفظ الكيان الصهيوني وضمان تفوقه على كل العالم العربي إضافة الى تأمين استمرار تدفق النفط.
ـ لكن أوباما يدعو الى الحوار مع إيران وسوريا والخروج من العراق، والبعض اعتبر ان انقلابا جذريا حصل في أميركا بعد فوزه.
* هناك ملفات تتباين النظرة اليها بين الديموقراطيين والجمهوريين، منها ملف التعاطي مع إيران ووتيرة التسوية في الشرق الاوسط، وهو تباين لا يتجاوز آليات خدمة الثوابت.
ـ هذا يعني ان حزب الله سيبقى معاديا للادارة الاميركية الجديدة ولن يعطيها "فترة سماح"؟
* وهل تفترض ان العدائية الاسرائيلية المدعومة من الولايات المتحدة ستتبدل في المرحلة المقبلة؟ على كل، نحن سمعنا من أوباما خطابا وُصف بانه خطاب واقعي وأطلق شعارات يجب ان يلتزم بها خارج الولايات المتحدة الاميركية ليمتلك صدقية في ما يلتزمه داخل بلاده. أوباما رفع شعار "أنا التغيير وهو الامر الواقع"، فهل سيتعاطى مع قوى التغيير في العالم على أساس انها قوى تحررية ناشطة لتبديل الامر الواقع المفروض عليها في بلدانها، ام انه سيتعامل معها كما تعامل معه بعض المتحمسين للجمهوريين وأطلقوا عليه انه "صديق الارهابيين".
ـ ما مدى دقة المعلومات المتداولة حول تغييرات تنظيمية تجري داخل حزب الله. هل من ورشة داخلية تخوضون فيها هذه الايام بعيدا عن الاضواء؟
* أنا تابعت كل ما نشر في هذا الصدد في بعض الصحف والمجلات المحلية، ورأيت ان كله لا يعبر بدقة عن حقيقة ما يتناوله حزب الله في هذه المرحلة. طبيعي ان الحزب لديه مؤتمر دوري، بين فترة وأخرى، يعيد خلاله قراءة مواقفه ورؤيته الاستراتيجية ويضع أولويات للمرحلة المقبلة، ويشكل الكادر المناسب الذي يستطيع ان يحقق عبره تلك الاولويات، وربما نحن نقترب من هذه الممارسة.