ارشيف من :أخبار عالمية

المصالحة الفلسطينينة في مهب الريح وتبادل كرة مسؤولية تعطيل حوار القاهرة بين حماس وفتح

المصالحة الفلسطينينة في مهب الريح وتبادل كرة مسؤولية تعطيل حوار القاهرة بين حماس وفتح

كتب علي عوباني

ما ان اطلت وزير الخارجية الاميركية كونداليزا رايس حتى طارت معها المصالحة الفلسطينية الفلسطينية التي كانت مرتقبة عبر جلسات الحوار التي كانت ستعقد الاثنين المقبل في القاهرة .
يذكر ان زيارة رايس كان مهد لها العدو الصهيوني بجولة جديدة من الاعتداءات التي تسببت بمقتل ستة فلسطنيين وجرح اخرين وادت الى وضع حد للتهدئة المستمرة منذ ستة اشهر بين العدو الصهيوني وفصائل المقاومة الفلسطينية .
وفي هذا السياق اعلن عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، عزت الرشق، "إن زيارة وزير الخارجية الأمريكية كوندليزا رايس إلى الكيان الصهيوني ولقائها في رام الله مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ، والمتزامنة مع الخرق الصهيوني للتهدئة في قطاع غزة، وتصاعد حملة الاعتقالات التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة الغربية، تشير كلها إلى وجود نية مبيتة لدى الأطراف المذكورة لإجهاض المصالحة الوطنية".
وأضاف الرشق في تصريح أدلى به إن استمرار حالة الانقسام هي مطلب أمريكي وإسرائيلي على حد سواء، مشيرا الى ان زيارة رايس في هذا الوقت بالذات إلا لقطع الطريق أمام جهود المصالحة ولتأكيد الفيتو الأمريكي الإسرائيلي  أمام هذه المصالحة.
وتابع قائلاً: "ليس هناك ما يوحي بوجود تغير في مواقف عباس المستجيبة والمذعنة  للقرار الأمريكي والإسرائيلي في رفض المصالحة وضرب المقاومة وملاحقة عناصرها"؛ مؤكداً أن عباس ضرب عرض الحائط بكل مساعي  إنجاح الحوار الوطني، ووضع مئات العقبات والعوائق والقنابل الموقوتة في طريقه..، ".
من جهة ثانية أشار الرشق إلى وجود غموض في الموقف المصري فيما يتعلق بالملاحظات التي قدمتها الفصائل حول الورقة المصرية، "خاصة وأن مصر أعربت عن تفهمها لملاحظاتنا فيما يتعلق بتهيئة الأجواء قبل الحوار، وإطلاق سراح معتقلي حركة حماس وفصائل المقاومة من سجون السلطة في الضفة الغربية".
وقال القيادي في حماس: "يبدو أن القاهرة لم تقم بالدور المطلوب منها كراعية للحوار ولم تمارس ضغوطاً كافية على الطرف الآخر (رئاسة السلطة) من أجل التجاوب مع استحقاقات الحوار الجاد والمسؤول، وبالتالي فإن الأجواء المناسبة لحوار مثمر يفضي إلى مصالحة حقيقة ليست مهيئة بعد، خاصة في ظل تصاعد حملات الاعتقال التي تقوم بها الأجهزة الأمنية التابعة لعباس في الضفة الغربية".
ورداً على سؤال حول ما اذا كانت المبادرة المصرية وصلت إلى طريق مسدود، قال الرشق: "لم نقل إن المبادرة المصرية انتهت، ولكن نرى بأنه لم تبذل الجهود الكافية من أجل تهيئة أجواء الحوار، وعلى ضوء ذلك قد يكون من الأنسب تأجيل لقاء القاهرة لإعطاء فرصة أكبر أمام تهيئة الأجواء من أجل نجاح الحوار، ابتداءً من الإفراج عن المعتقلين ووقف حملات الاعتقال في الضفة الغربية".
وكانت قررت الحكومة المصرية اليوم رسميا تأجيل مؤتمر الحوار الفلسطيني الذي كان مقررا أن يبدأ في القاهرة الاثنين المقبل وأبلغت عضو اللجنة المركزية في حركة التحرير الفلسطيني (فتح) نبيل شعث بقرار التأجيل. ولم يعلن الراعي المصري لعملية المصالحة الفلسطينية موعدا جديدا لانعقاد المؤتمر.
وقال عضو في وفد الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إن المصريين أبلغوه بأنه تقرر تأجيل المؤتمر بطلب من حماس.
وقال المتحدث الرسمي باسم حركة حماس في غزة أيمن طه لوكالة نوفوستي للأنباء في وقت سابق إن حركة حماس تشترط للمشاركة في مؤتمر المصالحة إطلاق سراح مئات أنصارها الذين اعتقلتهم قوات الأمن الفلسطينية في الضفة الغربية.
وفي هذا الاطار تبادلت كل من حركة وحماس وحركة فتح رمي كرة المسوؤلية عن تعطيل الحوار كل في ملعب الطرف الاخر ، فقد حملت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" رئيس السلطة محمود عباس وحركة "فتح" المسؤولية الكاملة عن حياة 600 معتقل سياسي في سجون أجهزة الأمن في الضفة الغربية بعد إنكار وجودهم، وحملتهما المسؤولية الكاملة عن إفشال الحوار بسبب رفضها إطلاق سراح هؤلاء المعتقلين.
وقال فوزي برهوم المتحدث باسم "حماس" في تصريح خاص أدلى به اليوم السبت (8/11) لـ "المركز الفلسطيني للإعلام": "نؤكد في حركة حماس أن الحوار هو الطريق الوحيد لحل الأزمة الداخلية ونثمن الجهد المصري والعربي المبذول في هذا الاتجاه".
وأضاف: "تواصلنا مع القاهرة من أجل تذليل كافة العقبات لبدء حوار ناجح ولكن عباس لم يستجب لطلب إطلاق سراح المعتقلين ووقف التصفية والمجزرة الجارية بحق حماس في الضفة". وأكد أنه بناء على هذه المعطيات "اتخذت مصر قراراً بتأجيل هذا الحوار لحين توفر الظروف والأجواء المناسبة لإطلاقه بما يضمن تحقيق النجاح".
وحمل برهوم رئيس السلطة وحركة "فتح" المسؤولية الكاملة عن "إفشال كل الجهود التي بذلك لعقد الحوار وذلك استجابة للضغوط الصهيونية والأمريكية ضارباً عرض الحائط كل الجهود العربية والمصلحة الفلسطينية".
في المقابل انتقد نبيل أبو ردينة المتحدث باسم الرئيس عباس بشدة قرار حماس وحملها "مسؤولية فشل المحادثات وخسارة فرصة استرداد الوحدة الفلسطينية ووقف الانقسام" الداخلي، نافيا اعتقال عناصر من حماس. 
كما صرح رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة سلام فياض أثناء مؤتمر صحفي في جنين مع وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس أن على حركة حماس الابتعاد عن المماطلة والتردد وفرض الشروط المسبقة، وحثها على الذهاب إلى مؤتمر الحوار إذا كانت تريد عودة الوحدة للشعب الفلسطيني.
وكان الرئيس الفلسطيني أكد أمس أثناء مؤتمر صحفي مع رايس من رام الله عدم وجود معتقلين على خلفية سياسية وإنما على خفليات أمنية. 

 السفينة الأوروبية هي الثالثة التي تصل إلى غزة
في غضون ذلك وصلت إلى غزة سفينة أوروبية أخرى قادمة من ميناء مدينة لارنكا القبرصي في إطار محاولات كسر الحصار الإسرائيلي المفروض على القطاع ، تعد هذه السفينة الثالثة التي تصل إلى القطاع في محاولة لكسر الحصار الذي تفرضة إسرائيل عليه منذ يونيو/ حزيران.
وشارك في الرحلة وزيرة بريطانية سابقة وأعضاء في برلمانات أوروبية. وتأمل الهيئة المنظمة لرحلة سفينة "الكرامة" تثبيت خط لارنكا-غزة ليكون طريقا بحريا بين سكان القطاع والعالم.
وذكر مراسل قناة الجزيرة في غزة أن زيارة الوفد للقطاع ستستغرق ثلاثة أيام يزورون فيها عددا من المستشفيات والمعابر، كما سيلتقون رئيس الحكومة الفلسطينية المقالة إسماعيل هنية وعددا من السياسيين الفلسطينيين في إطار برنامج حافل للوفد الذي يرغب بنقل صورة واقعية عما يجري إلى مختلف برلمانات العالم.
كما يعتزم المشاركون في هذه الرحلة توزيع كميات من الأدوية والمعدات الطبية ولقاء مئات الطلبة الذين حرموا من متابعة دراستهم بالخارج.

2008-11-08