ارشيف من :أخبار عالمية

الرئيس الأسد: المقاومة تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام..

الرئيس الأسد: المقاومة تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام..

دمشق ـ راضي محسن

الرئيس الأسد: المقاومة تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام..أشاد الرئيس السوري بشار الأسد بالأجواء التي يشهدها لبنان بعد توقيع اتفاق الدوحة ووصفها بـ"الإيجابية"، وشدد على أهمية المقاومة "التي تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام".

وكان الرئيس الأسد يتحدث في كلمة شاملة ألقاها اليوم الأحد في افتتاح أعمال الدورة العادية الثانية للبرلمان العربي الانتقالي في دمشق، حيث عبر عن ارتياحه "للأجواء الإيجابية في لبنان والتي تلت مؤتمر الدوحة الذي وضع العناوين الأساسية للتوافق الوطني وهيأ الظروف المناسبة لتحقيق الاستقرار في لبنان وتفويت الفرصة على المحاولات التي يبذلها البعض في ضرب وحدته".

وشدد الرئيس الأسد على أهمية المقاومة وقال إن "المقاومة بمعناها الشامل والمتكامل هي التي تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام الذي هو للأقوياء فقط أما الضعفاء فلا سلام ولا أمان واطمئنان لهم فهم في الحرب خاسرون وفى السلم واهمون".

تحذير

وفي أول موقف رسمي سوري من الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين العراق وأميركا، حذر الرئيس الأسد من عواقب هذه الاتفاقية، وقال إن الهدف من توقيعها "تحويل العراق إلى قاعدة (أميركية) لضرب (دول) الجوار بدل أن يكون سنداً لهم".

ويأتي كلام الرئيس السوري هذا بعد أسبوعين من قيام أربع من مروحيات الاحتلال الأميركي العسكرية الموجودة في العراق بانتهاك سيادة سورية والعدوان على مبنى مدني في منطقة البوكمال الحدودية ما أدى إلى استشهاد ثمانية مدنيين، خمسة منهم من أسرة واحدة، وجرح آخرين.

وبررت الولايات المتحدة عدوانها بمزاعم عن وجود نشاطات إرهابية لتنظيم القاعدة على الحدود السورية.

واعتبر الرئيس الأسد أن هذا العدوان "يدلل على أن وجود قوات الاحتلال الأميركى يشكل مصدر تهديد مستمر للدول المجاورة للعراق ويشكل عامل عدم استقرار للمنطقة".

استقرار العراق يكون بإنهاء احتلاله

وإذ شدد الرئيس السوري على أهمية استقرار العراق باعتباره "مسألة حيوية بالنسبة لاستقرار المنطقة" فإنه رأى أن هذا الاستقرار "لن يتحقق إلا بإنهاء الاحتلال الأجنبي ومن خلال إنجاز المصالحة الوطنية بين أبنائه من مختلف انتماءاتهم بما يكفل وحدة العراق واستقلاله بعيداً عن التبعية والارتهان للإرادة الخارجية" قبل أن يجدد "مساندة سورية لكل الجهود المبذولة لإنجاز الحوار الوطني واستعدادها لتقديم كل عون ممكن لإنجاز هذه الغاية".

وأكد الرئيس الأسد على ضرورة أن "يكون الموقف العربي واضحاً موحداً في التأكيد على ضرورة إنهاء الاحتلال والتصدي لأي محاولة لفرض اتفاقات تصادر سيادة العراق وأمنه وتسيء إلى الأمن القومي العربي بكليته".

وانتقد الرئيس السوري الموقف الأميركي القائل بأن انسحاب قواتهم من العراق يخلق الفوضى ورأى فيه "كلام حق يراد به باطل يرمى للإيحاء بأن الشعب العراقي غير قادر على حكم نفسه وإدارة شؤونه ويهدف بالنتيجة لإبقاء الاحتلال"، وتساءل "ما هو الفرق بين انسحابكم وبقائكم إذا كان الانسحاب يخلق الفوضى فماذا يخلق البقاء ؟؟ وهل هناك شيء أسوأ مما نراه الآن (في العراق من اضطراب وفوضى وفقدان للأمن والاستقرار) في أي مكان في العالم"

ودعا الرئيس الأسد إلى "تعزيز الحضور العربي في العراق" ورأى أن هذه الأمر من مسؤولية الدول العربية جميعها "من خلال تدعيم العلاقات الثنائية أو من خلال مؤسسات الجامعة العربية".

لا تنازلات سوريَّة لإسرائيل

ورفض الرئيس الأسد تقديم أي تنازلات لإسرائيل فيا يتعلق بعملية السلام وقال إن على الإسرائيليين "أن يقدموا البراهين وأن يعبروا بالأفعال عن استعدادهم للسلام وأن يعملوا على إقناعنا نحن العرب بذلك، فهم الذين يحتلون أرضنا ويعتدون على شعبنا ويشردون الملايين من أهلنا (...) والإسرائيليون يقومون بكل هذه الأشياء ويضعونها كقناع بهدف الحصول على المزيد من التنازلات" قبل أن يؤكد أن الإسرائيليين "لن يحصلوا على أي تنازلات من سورية".

واتهم الرئيس الأسد إسرائيل بأنها تتعامل مع السلام كـ"عمل تكتيكي وليس خياراً استراتيجياً" مستدلاً على ذلك بـ"عدم استجابة إسرائيل حتى الآن لمتطلبات السلام على المسار السوري"، وقال "إن السلام لم يكن الهاجس الأساسي للإسرائيليين بل هاجسهم هو الأمن بالمعنى الضيق والذي لا يتحقق في رؤيتهم إلا على حساب أمننا وحقوقنا نحن العرب".

وقال الرئيس السوري "مازلنا نرى شعار السلام يستخدم كجزء من مفردات اللعبة السياسية الداخلية في إسرائيل ويدخل عنصراً أساسياً في دوامة المناورات السياسية الخارجية التي تخفى من الحقائق أكثر مما تظهر"، ورأى أنه "من الضروري في هذه المرحلة إعادة الأمور إلى نصابها الطبيعي فمن غير المنطقي أو المقبول بعد الآن أن يكون مطلوباً منا نحن العرب أن نستمر في تقديم البراهين والدلائل عن رغبتنا في السلام التي أعلناها وعبرنا عنها في مختلف المناسبات ومنذ عقود طويلة وبصورة خاصة منذ انعقاد مؤتمر مدريد 1991".

وقال الرئيس السوري: إننا حريصون على تحقيق السلام العادل والشامل استنادا إلى حقوقنا الثابتة غير القابلة للمساومة تحت أي ظرف وفى مقدمتها العودة إلى خط الرابع من حزيران عام 1967 دون أي نقصان، مؤكداً في الوقت نفسه أن "إيماننا بالسلام وتفاؤلنا بتحقيقه لا يدفعانا للوقوع في الأوهام أو أحلام اليقظة أو للوقوع في فخ اللعب على المسارات بل يدفعانا للمزيد من التمسك بحقوقنا ولبناء المزيد من قوتنا".

استعادة الحقوق الفلسطينية مرتبط بوحدة الموقف الفلسطيني

الرئيس الأسد: المقاومة تمنح الأمان في وجه العدوان وتضمن تحقيق السلام..وأكد الرئيس الأسد دعم بلاده "لنضال أشقائنا الفلسطينيين في استعادة حقوقهم المتمثلة في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس وضمان عودة اللاجئين الفلسطينيين" منوهاً بأن "تحقيق هذا الهدف مرهون بوحدة الموقف الفلسطيني".

كما جدد دعمه للحوار بين الفصائل الفلسطينية واستعداده لبذل كل الجهود الممكنة لتهيئة الظروف المناسبة لإنجاح الحوار الذي تتحقق فيه وحدة ومصلحة الشعب الفلسطيني.

علينا الوقوف مع السودان بدون تردد

ودعا الرئيس الأسد العرب إلى "الوقوف إلى جانب السودان وقفة حازمة غير مترددة وأن ندين التدخل الأجنبي في شؤونه الداخلية مهما اتخذت من مبررات" مجدداً التأييد لما تقوم به الحكومة السودانية "لإيجاد حل للمعاناة الإنسانية في إقليم دارفور في إطار وحدة السودان الداخلية".

يجب العمل على حل خلافاتنا باستمرار

وشدد الرئيس الأسد على ضرورة "أن نعمل باستمرار على حل خلافاتنا" وقال إن "التباين في المواقف الرسمية العربية لا يعكس تناقضاً في المصالح وإنما هو عائد بالدرجة الأولى إلى تباين التقديرات للدوافع الحقيقية التي تكمن وراء التطورات السياسية خاصة الإقليمية ولأبعاد المخاطر المرتبطة بها أو للقراءات بمعايير متباينة للمشاريع الأجنبية المطروحة على المنطقة وكيفية التعامل معها".

ونوه الرئيس الأسد بأن سورية حرصت دائماً على "التوافق مع الأشقاء العرب على أرضية الحفاظ على الحد الأدنى الممكن من التضامن بيننا".

وتحدث الرئيس السوري عن تعرض بلاده "لحملات منظمة واضحة الأهداف من جانب أوساط معادية ردد أصداءها البعض من الأصوات العربية بهدف التشكيك في مواقفنا والتعريض بدوافعنا تحت عناوين الواقعية والمرونة والعقلانية" مؤكداً في الوقت نفسه أنه برغم كل ذلك "لم يتزعزع إيماننا بقدرة العرب جميعاً على استعادة زمام المبادرة والتأثير الفعلي في مجرى الأحداث".

وحذر الرئيس الأسد من خطورة "زرع الخلاف بيننا وبين الشعوب الأخرى في منطقتنا وقال إن التضامن العربي "لا يكتمل من دون علاقات عربية سليمة منفتحة مع دول وشعوب وثقافات المنطقة خاصة المجاورة لنا جغرافيا والتي تداخل تاريخها مع تاريخنا وتمازجنا معها بشرياً وثقافياً لقرون طويلة".

ودعا الرئيس الأسد العرب لأن يكونوا "أكثر انفتاحاً وأن نتجنب الانغلاق على أنفسنا أو الانعزال عن الآخرين في أي ظرف وتحت أي عنوان" ورأى أن اختلاف وجهات النظر هو الدافع الأكبر للانفتاح على الغير والتواصل معه لكي نبنى معه حواراً صادقاً تراكمياً يعيد التوافق التاريخي بديلاً عن التنافر المصطنع".

وشدد الرئيس الأسد على أهمية "الحذر من المصطلحات البراقة ذات المضامين المشوهة والى تصحيحها وقال: السرب العربي قيادته حتماً عربية وقراره يُصنع هنا في بلداننا من قناعاتنا ولمصالحنا أما الفَلَك العربي فلا يمكن لشمسه أن تكون إسرائيلية ونحن كواكب تدور حولها وإلا التصادم فالفناء".

إدارة بوش لا تعرف سوى قعقعة السيوف

وانتقد الرئيس الأسد "الإدارة الأميركية الراحلة" برئاسة جورج بوش وقال إنه "كان يفترض أن تهتم بالسلام لكنها لم تعرف شيئاً عن الحضارات الإنسانية سوى قعقعة السيوف ولم تقدم للإنسان من حقوقه التي وضعتها شعاراً زائفاً سوى حقه في العيش خائفاً في أحسن الأحوال وميتاً في أسوئها ".

كما انتقد "نهج الهيمنة وسيطرة القطب الواحد" وقال إنه "لم يأت للعالم إلا بويلات الحروب وتغذية عوامل العنف والإرهاب بدلاً من أن يساهم في معالجتها" ودعا إلى "بناء نظام سياسي دولي قائم على أسس التفاهم والحوار بين شعوب العالم".

وأشار الرئيس الأسد إلى أن "العالم بدأ يفكر بجد في أسس مختلفة للعلاقات الدولية حيث أثبتت العولمة التي تتجاهل حضارات ومصائر الشعوب فشلها وبدأت العودة للوطن والإقليم والمنطقة الجغرافية الواحدة"، واعتبر أن "هذه المرحلة تشكل فرصة تاريخية للعرب إذا ما استطاعوا أن ينسقوا مواقفهم ويوحدوا جهودهم لكي يصبحوا إحدى القوى الإقليمية وخاصة في ضوء ما يتمتعون به من إمكانات اقتصادية وعوامل تاريخية وثقافية مشتركة تيسر فرص إقامة تكتل عربي إذا ما أحسن استخدامه".

وقال الرئيس الأسد "إنه من الواضح اليوم أن الدول التي لا يجمعها قارب واحد تحاول صناعته وآن الأوان أن لا نترك قاربنا مهجوراً دون استخدام كي لا تفوتنا فرصة استخدامه أو يسبقنا إليه الآخرون". 

2008-11-10