ارشيف من :آراء وتحليلات

تهديدات إسرائيل بضرب إيران: حرب نفسية لابتزاز العرب!!

تهديدات إسرائيل بضرب إيران: حرب نفسية لابتزاز العرب!!
لؤي توفيق حسن(*)
استطاعت الولايات المتحدة الأميركية أن تزرع داخل رؤوس الكثير من (حلفائها) في العالم العرب. بأن إيران تمثل (الخطر الأكبر) على مصالحهم أو بلدانهم. وبالتالي فإن مواجهته تستدعي منظومة دفاعية لا بد أن تكون (إسرائيل) شريكاً فيها.
ولعل هذا الاستدراج وصل بالعديد من هؤلاء (الأصدقاء) لأمريكا لعقد علاقات وتفاهمات مع العدو الصهيوني ـ من تحت الطاولة ـ. يؤشر إلى هذا ما تردد عن حضور عسكري (عربي) للمناورات الامريكية ـ الإسرائيلية لتعقب الصواريخ التي قد تستهدف الكيان الصهيوني من إيران. ومناورات أخرى من نفس الطبيعة وبذات التوقيت في إحدى الدول العربية الخليجية!!.
غير أن التحول الأمريكي عن سياسة العصا الغليظة التي سارت عليها على مدى عهد الرئيس السابق جورج دبليو بوش طرح واقعاً جديداً. هذا التحول الذي جاء نتيجة لتراكم معطيات عدة منها. سقوط الخيار العسكري ضد إيران من حساباتها بعدما تحققت من تكاليفه الباهظة دون تحقيق نتائج سياسية ملموسة منه. ثم سلسلة الخيبات في العراق وافغانستان. وعدم خضوع سوريا لكل أشكال الضغط والترغيب. هذا فضلاً عن الانتصار التاريخي للمقاومة صيف 2006 والذي شكل ضربة قاصمة لآخر الآمال الأمريكية في مشروع : "الشرق الأوسط الجديد" .
لعل الواقع الجديد هو بكل بساطة تراجع المشروع الأمريكي وميل واشنطن للدبلوماسية للملمة خسائرها. فمع إيران تستخدم الآن سياسة مركبة من الحرب النفسية مع تقديم العروض عبر أقنية عديدة. والغاية الحقيقية ليس من العنوان المعلن أي "المشروع النووي الإيراني". بل إلزام إيران بوضعٍ يتيح لها عدم جني أية مكاسب أو نقاط جراء (الفراغ!) الذي سيخلفه الانسحاب الأمريكي من العراق. الشيء ذاته مطلوب من سوريا. وهذا ليس وحسب بحكم الموقع الجغرافي للبلدين. وإنما لصلاتهم بالعديد من القوى السياسية النافذة في العراق.
أمام هذه الانعطافة أدرك العرب من (حلفاء) أمريكا. أن الأجدى بات وصل ما انقطع مع سوريا. وعودة الحرارة إلى الحوار مع إيران. الأمر الذي يشكل ضربة في الصميم لما بنت عليه أمريكا ـ و"اسرائيل" حملتهما النفسية كما سبق وذكرنا. والذي جنت منه هذه الأخيرة المكاسب.
وانطلاقاً من هذا يأتي تهديد تل أبيب بضرب إيران، في إطار حرب نفسية تستهدف البعض من العرب وليس إيران التي تدرك عجز من هو أكبر من كيان العدو عن ضربها. أما هذا البعض الذي يخشى من تداعيات المواجهة مع إيران على بلدانهم. فتأتي البروباغندا الإسرائيلية وسياسة التهويل نوعاً من اللعب على هذه المخاوف أو العزف على الأعصاب المهزوزة للبعض من الساسة العرب. بحيث يكون سقف تحركهم هو في (إقناع!) "إسرائيل" بالكف عن أية مغامرة عسكرية طلباً للسلامة!!!.
طبعاً في آخر المطاف ستستجيب "إسرائيل" !!!.. بعد (تمثيلية) من (الضغط) الأميركي عليها ولكن مقابل شرط واحد هو أن يمر تهويد القدس والأماكن المقدسة الأخرى بأقل قدر من الضجيج العربي!!!..
في معمعان هذه (الملهاة) صدح أحدهم بأعلى الصوت مطالباً بإعلان الجهاد المقدس ضد سويسرا.. ضد سويسرا ؟؟!!.
أية مهزلة.. بل أي خبث!!
(*) كاتب من لبنان
2010-02-27