ارشيف من :آراء وتحليلات
محاولات مكشوفة لإعادة تشكيل صورة كيان العدو المتوثبة ضد إيران عسكرياً

حسان ابراهيم
بدت "اسرائيل" في الفترة الاخيرة مكشوفة امام اعدائها. توقفت فجأة مخططاتها التي كانت في طور التنفيذ، التي بدت وكأنها تعطي نتائج على صعيد المواجهة القائمة بينها وبين الجمهورية الاسلامية، اقله بالنسبة الى الاسرائيليين انفسهم، كمحاولة في ظل تقلص الخيارات الحقيقية. اذ جهدت تل ابيب في الاونة الاخيرة كي تظهر بمظهر الجهة المتوثبة بالفعل لتوجيه ضربة عسكرية لايران، وانها قادرة بالفعل على القيام بذلك، برغم ان الولايات المتحدة تعارض هذا التوجه، وبرغم ان واشنطن تعمل على الضغط باتجاه الحيلولة دونه.
جاءت زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق، وما تخللها من مواقف رادعة لاسرائيل، واظهار للقدرة واللحمة في محور الممانعة والمقاومة، وتحديدا في المحور الرباعي الذي جمع كلاً من ايران وسوريا وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، لتشير الى الاسرائيليين، من ضمن اهداف اخرى، بوجود وترسخ ما كانوا يخشونه: رابطة وترابط ما بين الساحات، تمنع عن العدو تنفيذ مخططاته ضدها، وضد كل واحدة منها، انطلاقا من ان الرد سيكون مشتركا وحازما ومؤكدا وجديا، إن اقدمت اسرائيل على توجيه ضربة لاي منها، واحداها بالطبع الساحة الايرانية، برغم استبعاد ذلك من ناحية فعلية، تجاه ايران تحديدا.
وبرغم ان التوجهات والقدرات الاسرائيلية كانت بالفعل معروفة، وان هناك تعارضا ما بين واقع "اسرائيل" وقدراتها، وأن ما تحاول ان تظهره كان واضحا حيال ايران، الا ان الحركة الاسرائيلية كانت تعبيرا عن موقع اليائس والباحث عن فرصة باتجاه الضغط على طهران، في ظل تقلص فرصها الواقعية امام الايرانيين. والمخطط الاسرائيلي الذي كان في طور التبلور، حاول ان يكون على الشكل الآتي:
بثت "اسرائيل" والولايات المتحدة منسوبا مرتفعا من الانباء والمواقف، سواء من الاسرائيليين انفسهم او من قبل الاميركيين، ان ليس بمقدور تل ابيب القيام بحرب ضد ايران، لكن بمقدروها ان تنفذ ضربة ما ضد المنشآت النووية الايرانية، يعقبها بطبيعة الحال انجرار للولايات المتحدة نحو حرب معها، سواء كانت واشنطن موافقة او غير موافقة على اصل الضربة، ومعنى ذلك ان هناك نافذة ما، عسكرية، ما زالت متاحة امام اسرائيل، برغم انها غير قادرة فعليا على مواجهة ايران، وشن حرب شاملة ضدها، اي التسبب بحرب من خلال ضربة ابتدائية للمنشآت النووية الايرانية.
في اعقاب زيارة الرئيس نجاد الى دمشق، تحوّل الموقف الاسرائيلي من موقف يريد ان يظهر بانه متوثب ضد ايران ويوازن خيارات حقيقية لديه لتوجيه ضربة، بالمعنى المذكور اعلاه، الى موقف دفاعي يبحث عن خيارات دفاعية حيال المشهد الدمشقي. في هذا الاطار، وضعت ايران تل ابيب في زاوية دفاعية بحتة.. وحديث المسؤولين الاسرائيليين عن "ارادة" ايرانية لتوريط دمشق وحزب الله نحو مواجهة ابتدائية ضد اسرائيل، وجر المنطقة الى حرب على خلفية البرنامج النووي الايراني، منعا لاقرار عقوبات حقيقية على طهران، كانت احد تداعيات الزيارة، وأحد تمظهرات التحول في الخطاب الاسرائيلي، وانكشاف امكاناتها الحقيقية ضدها.
تأتي زيارة رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، السيناتور جون كيري، الى اسرائيل، اضافة الى زيارات لعدد اخر من المسؤولين السياسيين والعسكريين الاميركيين في الاونة الاخيرة، ضمن هذا الاطار، اي محاولة اعادة تصويب الامور باتجاه الحديث من جديد عن "وجود ضغط على اسرائيل كي لا تقدم على توجيه ضربة الى ايران". وكان لافتا في هذا المقام ان تصف وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذه الزيارات تأتي كضغط على اسرائيل كي تمنح تل ابيب، واشنطن الفرصة لنجاح الدبلوماسية وفرض عقوبات على طهران. وبحسب مصادر اعلامية اسرائيلية، فان زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدين، الى تل ابيب نهاية الشهر الحالي، ستكون في هذا الاطار ايضا.
اذاً، في المرحلة المقبلة، ستشهد المواجهة اعادة احياء لصورة "اسرائيل" بانها متوثبة ضد ايران، عسكريا، لعلها تشكل ضغطا على الايرانيين، في ظل تراجع القدرة الفعلية على مواجهة ايران من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي، اي الولايات المتحدة الاميركية.. برغم ان هذه الصورة لا تعني تغييرا حقيقيا في توازن القدرات، او تغيرا في حدود القدرة الاسرائيلية وعجزها المثبت، عن مواجهة ايران عسكريا.
بدت "اسرائيل" في الفترة الاخيرة مكشوفة امام اعدائها. توقفت فجأة مخططاتها التي كانت في طور التنفيذ، التي بدت وكأنها تعطي نتائج على صعيد المواجهة القائمة بينها وبين الجمهورية الاسلامية، اقله بالنسبة الى الاسرائيليين انفسهم، كمحاولة في ظل تقلص الخيارات الحقيقية. اذ جهدت تل ابيب في الاونة الاخيرة كي تظهر بمظهر الجهة المتوثبة بالفعل لتوجيه ضربة عسكرية لايران، وانها قادرة بالفعل على القيام بذلك، برغم ان الولايات المتحدة تعارض هذا التوجه، وبرغم ان واشنطن تعمل على الضغط باتجاه الحيلولة دونه.
جاءت زيارة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد الى دمشق، وما تخللها من مواقف رادعة لاسرائيل، واظهار للقدرة واللحمة في محور الممانعة والمقاومة، وتحديدا في المحور الرباعي الذي جمع كلاً من ايران وسوريا وحزب الله وفصائل المقاومة الفلسطينية، لتشير الى الاسرائيليين، من ضمن اهداف اخرى، بوجود وترسخ ما كانوا يخشونه: رابطة وترابط ما بين الساحات، تمنع عن العدو تنفيذ مخططاته ضدها، وضد كل واحدة منها، انطلاقا من ان الرد سيكون مشتركا وحازما ومؤكدا وجديا، إن اقدمت اسرائيل على توجيه ضربة لاي منها، واحداها بالطبع الساحة الايرانية، برغم استبعاد ذلك من ناحية فعلية، تجاه ايران تحديدا.
وبرغم ان التوجهات والقدرات الاسرائيلية كانت بالفعل معروفة، وان هناك تعارضا ما بين واقع "اسرائيل" وقدراتها، وأن ما تحاول ان تظهره كان واضحا حيال ايران، الا ان الحركة الاسرائيلية كانت تعبيرا عن موقع اليائس والباحث عن فرصة باتجاه الضغط على طهران، في ظل تقلص فرصها الواقعية امام الايرانيين. والمخطط الاسرائيلي الذي كان في طور التبلور، حاول ان يكون على الشكل الآتي:
بثت "اسرائيل" والولايات المتحدة منسوبا مرتفعا من الانباء والمواقف، سواء من الاسرائيليين انفسهم او من قبل الاميركيين، ان ليس بمقدور تل ابيب القيام بحرب ضد ايران، لكن بمقدروها ان تنفذ ضربة ما ضد المنشآت النووية الايرانية، يعقبها بطبيعة الحال انجرار للولايات المتحدة نحو حرب معها، سواء كانت واشنطن موافقة او غير موافقة على اصل الضربة، ومعنى ذلك ان هناك نافذة ما، عسكرية، ما زالت متاحة امام اسرائيل، برغم انها غير قادرة فعليا على مواجهة ايران، وشن حرب شاملة ضدها، اي التسبب بحرب من خلال ضربة ابتدائية للمنشآت النووية الايرانية.
في اعقاب زيارة الرئيس نجاد الى دمشق، تحوّل الموقف الاسرائيلي من موقف يريد ان يظهر بانه متوثب ضد ايران ويوازن خيارات حقيقية لديه لتوجيه ضربة، بالمعنى المذكور اعلاه، الى موقف دفاعي يبحث عن خيارات دفاعية حيال المشهد الدمشقي. في هذا الاطار، وضعت ايران تل ابيب في زاوية دفاعية بحتة.. وحديث المسؤولين الاسرائيليين عن "ارادة" ايرانية لتوريط دمشق وحزب الله نحو مواجهة ابتدائية ضد اسرائيل، وجر المنطقة الى حرب على خلفية البرنامج النووي الايراني، منعا لاقرار عقوبات حقيقية على طهران، كانت احد تداعيات الزيارة، وأحد تمظهرات التحول في الخطاب الاسرائيلي، وانكشاف امكاناتها الحقيقية ضدها.
تأتي زيارة رئيس لجنة الخارجية في مجلس الشيوخ الاميركي، السيناتور جون كيري، الى اسرائيل، اضافة الى زيارات لعدد اخر من المسؤولين السياسيين والعسكريين الاميركيين في الاونة الاخيرة، ضمن هذا الاطار، اي محاولة اعادة تصويب الامور باتجاه الحديث من جديد عن "وجود ضغط على اسرائيل كي لا تقدم على توجيه ضربة الى ايران". وكان لافتا في هذا المقام ان تصف وسائل الاعلام الاسرائيلية ان هذه الزيارات تأتي كضغط على اسرائيل كي تمنح تل ابيب، واشنطن الفرصة لنجاح الدبلوماسية وفرض عقوبات على طهران. وبحسب مصادر اعلامية اسرائيلية، فان زيارة نائب الرئيس الأميركي، جو بايدين، الى تل ابيب نهاية الشهر الحالي، ستكون في هذا الاطار ايضا.
اذاً، في المرحلة المقبلة، ستشهد المواجهة اعادة احياء لصورة "اسرائيل" بانها متوثبة ضد ايران، عسكريا، لعلها تشكل ضغطا على الايرانيين، في ظل تراجع القدرة الفعلية على مواجهة ايران من قبل ما يسمى بالمجتمع الدولي، اي الولايات المتحدة الاميركية.. برغم ان هذه الصورة لا تعني تغييرا حقيقيا في توازن القدرات، او تغيرا في حدود القدرة الاسرائيلية وعجزها المثبت، عن مواجهة ايران عسكريا.