ارشيف من :أخبار لبنانية
يوم شهيد حزب الله : بداية مسيرة انتصار الدم على السيف وصولاً إلى النصر الإلهي وبشارة النصر الحاسم

ياتي يوم شهيد حزب الله واليد على الزناد تحمي الوطن وتدافع عن الكرامة والعزة والسيادة والاستقلال، يأتي يوم فاتح عهد الاستشهاديين مكملاً للنصر الإلهي وليعيد من أضاع البوصلة إلى جادة الطريق..
هنا كان الموت من نصيب العدو وجنوده وضباطه..
هنا ما زال الاثير يعبق بأريج دمك يا فخر الامة وعزها..
هنا من جنوبي الجنوب.. من تاريخ يعبق بالمقاومة وحكايا البطولات..
سنبقى وسيبقى الموقف.. السلاح ومهما تراجع الكل فجمعنا يمتلك العزيمة والشهامة ويمتشق الحسام..
سلسلة نوارنية تنير دروب الدساكر والقرى.. انطلقت من فجرك والحكاية كانت من هنا:
فعند ساعات الصباح الاولى من فجر يوم الحادي عشر من تشرين الثاني/ نوفمبر 1982 وبعد تحديد المكان والزمان المناسب، نفذت المقاومة الاسلامية اولى عملياتها الاستشهادية على أكبر واهم مركز عسكري اسرائيلي في الجنوب لتقضي على جميع من كان في داخله وتوقعهم بين قتيل وجريح، بينهم كبار ضباط الاحتلال ليبدء يومها عهد العمليات الاستشهادية.
بداية جرى تحديد الموعد يوم العاشر من تشرين الثاني/نوفمبر 1982 ... لكن طروف طارئة حالت دون التنفيذ ذاك اليوم فاستعيض عنه باليوم التالي.. وكان التوقيت عند الساعة السابعة صباحا.
الطقس في ذاك اليوم كان ماطر اضطر خلاله جنود العدو للالتجاء الى المبنى بعكس اليوم الاول الذي كانت فيه السماء صافية والجنود منتشرين في المخيم المجاور،ما رفع عديد الجنود في المبنى واضيف اليهم مسؤول في المخابرات بات ليلته في المكان، بينما نقل في ذلك اليوم عدد كبير من المعتقلين الى مبنى اخر.
كان مبنى الحاكم العسكري في صور يتألف من ثماني طبقات ويضم مكاتب تابعة مباشرة للمخابرات الاسرائيلية، بينما خصص احد الطوابق كمقر لوحدة المساعدة التابعة للقيادة الاسرائيلية في المنطقة، فيما حول الطابق الرابع الى مقر يبيت فيه عدد من الضباط والرتباء ممن يكلفون بمهمات محددة كالمخابرات واللوجستيك والارتباط.
ماذا حصل ذاك الصباح
بعد خمسة اشهر وسبعة ايام على بداية الاجتياح الاسرائيلي للبنان وبعد ارتكاب المجازر بحق الابرياء، بسقوط الاف الشهداء والجرحى والمصابين .. يقود فتى لم يتجاوز عمره الثمانية عشر عاما سيارة من نوع "بيجو" مفخخة بكميات كبيرة من المتفجرات وبقذائف غير منفجرة من مخلفات الاحتلال، يقتحم مقر الحاكم العسكري الاسرائيلي لمنطقة صور "بناية عزمي" والذي يضم القيادة العسكرية وبقربها معسكر للجيش ويضغط على زر التفجير.
مع حدوث الانفجار سرعان ما هوى المقر على من فيه وشب حريق هائل وارتفعت سحب الدخان في لحظات مرعبة امتزج فيها صراخ الجنود مع طلقات نارية متقطعة، وتحول المكان الى ساحة من الجثث المتناثرة تصل اليها تباعا الجنرالات والقادة بعضهم بواسطة السيارات والبعض الاخر اقلته مروحيات وعلى راسهم قائد المنطقة الشمالية يومها الجنرال امير داروري.
الناطق العسكري الاسرائيلي اعترف بمقتل 74 ضابطا وجنديا بمن فيهم الحاكم العسكري واعتبر 27 منهم في عداد المفقودين، وفي محصلة اوردتها الصحف الاسرائيلية بعد بضعة ايام ان هناك 141قتيلا وعشرة اعتبروا مفقودين.
احتار الاسرائيليون في تفسير العملية ودفعهم ذلك الى القول حينا ان ماجرى "بسبب خلل في البناء" وحينا اخر باستبعاد تفجير سيارة مفخخة، "فالانفجار تم بعبوات ناسفة زرعت تحت اعمدة المبنى وادت الى انهياره كليا" ... هكذا كانت تحليلات الضباط الصهاينة ومنهم رافائيل اتيان رئيس الاركان وضابط كبير اخر.
مجلس الوزراء الاسرائيلي اعلن الحداد في يوم 15/11/1982، حيث اطلقت صفارة في جميع انحاء الكيان الصهيوني تلتها دقيقة من الهدوء التام، ففيما واصلت وسائل الاعلام قطع برامجها وبث الموسيقى الحزينة، في حين خصصت المدارس ساعة من حصصها للحديث عن العملية.
بقي اسم احمد قصير مجهولا كذلك الجهة التي نفذت العملية حتى 19/5/1985 عندما اقامت المقاومةالاسلامية احتفالا بذكرى شهدلئها في بلدة ديرقانون النهر كشفت فيه النقاب عن بطل العملية الاستشهادية الاولى ضد قوات الاحتلال وذلك خلال كلمة القاها سماحة السيد حسن نصر الله.
كانت اللحضة تقضي بعمليتين متشابهتين في ان واحد ليكون وقعهما اكبر، واختير المركز الثاني في مدينة صيدا حيث يوجد مركز قيادة اسرائيلي، لكن ظروف ميدانية طرأت في اللحظات الاخيرة صرفت النظر عن تنفيذ العملية واكتفي بعملية احمد قصير الذي تقدم بسيارته نحو المبنى بينما انتظر رفيقان له في سيارة اخرى قريبا من المكان بعدما ودعاه بحرارة قبل ان تلتهب حرارة المنطقة بأكملها بدوي انفجار سيارة فاتح عهد الاستشهاديين الشهيد احمد قصير في اهم مركز عسكري اسرائيلي في الجنوب، ليفتح بذلك عهدا جديدا في الصراع المسلح بين العرب والكيان الصهيوني.
فمن جل البحر عام 1982 الى فجر ايار/مايو 2000 الى وعد تموز/يوليو وصدق الانتصار، وتخليدا لفاتح عهد الاستشهادين واميرهم الاول، يقيم حزب الله بهذه المناسبة سلسلة من الاحتفالات الخطابية والمسيرات الكشفية، احياء ليوم الشهيد ووفاء للشهداء في زمن الوعد الصادق تتوج مساء اليوم بكلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله في مجمع سيد الشهداء (ع).