ارشيف من :أخبار عالمية

الأزمة بين أنقرة وواشنطن الى أين ؟

الأزمة بين أنقرة وواشنطن الى أين ؟

حسن الطهراوى – انقرة


بوادر أزمة أطلت براسها بين تركيا والولايات المتحدة الامريكية بعد موافقة لجنة الشوؤن الخارجية فى الكونغرس الامريكى على مشروع القرار الذى يصف ما تعرض له الأرمن فترة الحرب العالمية الأولى عام 1915 فى عهد  الامبراطورية العثمانية بالابادة الجماعية، فالمسؤلؤن الأتراك لم ينتظروا  كثيرا للرد على هذه الخطوة من خلال بيانات احتجاج شديدة اللهجة واستدعاء للسفير التركى في واشنطن للتشاور وأخرى للسفير الأميركى فى انقرة وابلاغه استياء وغضب تركيا تجاه مشروع القرار من جهة ومن جهة أخرى تجاه الادارة الأميركية التى لم تضع ثقلها للحيلولة دون صدور الموافقة على الرغم من التطمينات التى أرسلتها ادارة الرئيس باراك اوباما الى المسؤلين الأتراك قبل عملية التصويت.

لاشك ان تركيا قد خسرت جولة لكنها ليست الحاسمة بالتأكيد فمشروع القرار ليس ملزما للادارة الأميركية وهناك جولة ثانية هي الأصعب فى حال انتقل مشروع القرار الى الكونغرس، ومن هنا يمكن  فهم اللهجة الحادة فى خطاب المسؤولين الأتراك حيث يبدو أنه " تصعيد احترازى " ان جاز التعبير لتلافي الخطوات القادمة مع اقتراب 24 ابريل – نيسان  وهو اليوم الذى يحيي فيه الأرمن ذكرى المذابح التى جرت فى تركيا، وكذلك ايصال رسالة قوية الى واشنطن تدعوها الى تغليب المصالح المشتركة للبلدين على المصالح الانتخابية وحسابات السياسة الداخلية.

حدود الرد التركى

تعتبر العلاقات التركية الأميركية علاقات ذات طابع استراتيجى، خصوصا وأن تركيا تحظى بمكانة مهمة ومميزة فى اطار الاستراتيجية الأميركية الجديدة فى منطقة الشرق الاوسط، وبالنظر الى التصريحات الرسمية فاننا نلحظ تأكيدا على أهمية هذه العلاقات وضرورة انتهاج سياسات تعزز من صلابتها، ومن غير المتوقع فى ظل المعطيات الحالية أن تذهب أنقرة بعيدا أكثر مما ذهبت اليه وستكتفي بالرد الدبلوماسى تاركة الأبواب مفتوحة لكل الاحتمالات واتباع سياسة الرد المتدرج بناء على الخطوات الأخرى القادمة من واشنطن والتذكير بأوراق القوة التى تملكها أنقرة ويمكن أن تشهرها فى وجهة واشنطن فى حال تفاقمت الأزمة وأهمها :

- الدعم الذى تقدمه تركيا للولايات المتحدة فى افغانستان حيث تتولى القوات التركية مسؤولية الأمن فى العاصمة كابول وتشارك بقوة عسكرية يصل قوامها الى  1750 عسكري.   

- التعاون القائم بين البلدين فى العراق ورغبة واشنطن فى استخدام الاراضى التركية كممر آمن اثناء عملية سحب قواتها العاملة فى العراق العام المقبل .

- التسهيلات الكبيرة التى تقدمها تركيا للجيش الاميركى فى قاعدة انجيرلك الواقعة فى جنوب البلاد وقريبة من ايرن والعراق وسوريا، هذا بالاضافة الى العلاقات الاقتصادية والشركات الاميركية المتعددة العاملة فى تركيا وحجم كبير من التبادل التجارى يميل لصالح الامريكيين.


2010-03-06