ارشيف من :آراء وتحليلات
باختصار: حوار بين غزة ونيويورك

كتب محمد يونس
هنا في غزة الأطفال يتحلقون حول نور شمعة ليروا بعضهم ليلاً أو ليكملوا واجباً مدرسياً، وهناك في نيويورك يتهافت الناس على محلات النظّارات ليقوا أعينهم أنوار الكهرباء المشعشعة ليلا.
هنا في غزة يقف الناس في طوابير أمام الأفران للحصول على رغيف خبز يسد رمق عيالهم، وهناك في نيويورك يقفون صفوفا امام العيادات الطبية لإنقاص أوزانهم من شدة التخمة والبطر.
هنا في غزة تتوق المدارس والجامعات لطلابها، وهناك في نيويورك لا تنفك المدارس والجامعات تسأل متى العطلة الصيفية.
هنا في غزة يخترعون الطرق والأساليب ليدخلوا سوق العمل، وهناك في نيويورك من يخترع الحيل للتهرب من العمل.
هنا في غزة ترتعد فرائص الأطفال رعبا وتبلغ قلوب النساء الحناجر كلما سمعوا هدير طائرة، وهناك في نيويورك يأخذهم هدير الطائرات إلى أحلامهم الوردية والاستجمامية.
هنا في غزة يقف الرجال بصدور عالية أمام أعدائهم ويحاورونهم بالسلاح، وهناك في نيويورك يقفون إلى جانب أعدائهم ويحاورونهم بالابتسامات العريضة وتراشق نظرات الإعجاب والاستسلام.
هنا في غزة تعقد المؤتمرات فيكون حبرها الرصاص وورقها المدافع، وهناك في نيويورك تقوم مؤتمراتهم على حبر المؤامرات وأوراق العبودية والاستزلام.
هنا في غزة يصافح المقاومون أرضهم بأيديهم المضرجة بدماء العزة والحرية، وهناك في نيويورك يصافح المستسلمون أسيادهم ـ المفترض أنهم أعداؤهم ـ بأيديهم الملوثة بالخيانة والمهانة.
هنا في غزة الكلمة الأخيرة لنا، وهناك في نيويورك خسئتم لا كلام لكم.
الانتقاد/ العدد 1314 ـ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
هنا في غزة الأطفال يتحلقون حول نور شمعة ليروا بعضهم ليلاً أو ليكملوا واجباً مدرسياً، وهناك في نيويورك يتهافت الناس على محلات النظّارات ليقوا أعينهم أنوار الكهرباء المشعشعة ليلا.
هنا في غزة يقف الناس في طوابير أمام الأفران للحصول على رغيف خبز يسد رمق عيالهم، وهناك في نيويورك يقفون صفوفا امام العيادات الطبية لإنقاص أوزانهم من شدة التخمة والبطر.
هنا في غزة تتوق المدارس والجامعات لطلابها، وهناك في نيويورك لا تنفك المدارس والجامعات تسأل متى العطلة الصيفية.
هنا في غزة يخترعون الطرق والأساليب ليدخلوا سوق العمل، وهناك في نيويورك من يخترع الحيل للتهرب من العمل.
هنا في غزة ترتعد فرائص الأطفال رعبا وتبلغ قلوب النساء الحناجر كلما سمعوا هدير طائرة، وهناك في نيويورك يأخذهم هدير الطائرات إلى أحلامهم الوردية والاستجمامية.
هنا في غزة يقف الرجال بصدور عالية أمام أعدائهم ويحاورونهم بالسلاح، وهناك في نيويورك يقفون إلى جانب أعدائهم ويحاورونهم بالابتسامات العريضة وتراشق نظرات الإعجاب والاستسلام.
هنا في غزة تعقد المؤتمرات فيكون حبرها الرصاص وورقها المدافع، وهناك في نيويورك تقوم مؤتمراتهم على حبر المؤامرات وأوراق العبودية والاستزلام.
هنا في غزة يصافح المقاومون أرضهم بأيديهم المضرجة بدماء العزة والحرية، وهناك في نيويورك يصافح المستسلمون أسيادهم ـ المفترض أنهم أعداؤهم ـ بأيديهم الملوثة بالخيانة والمهانة.
هنا في غزة الكلمة الأخيرة لنا، وهناك في نيويورك خسئتم لا كلام لكم.
الانتقاد/ العدد 1314 ـ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008