ارشيف من :آراء وتحليلات

مجرد كلمة: من أحمد الى عماد.. كل الأيام للشهداء

مجرد كلمة: من أحمد الى عماد.. كل الأيام للشهداء
كتب أمير قانصوه
لا يغيب الشهيد أبداً، كل الأيام له، هو الفجر وضوء الصبح وإشراقة النهار.. هو النهر المتدفق من بين أفناء الأرض، ينسكب كرامة في شرايين وطننا والامة، ويرتفع نصراً يكلل جبين الأمة التواقة الى الحرية.
أحمد قصير، ليس اسماً عابراً لتاريخ، ولا هو شخص مجرد دخل صفحة هذا الوطن وغرس اسمه عنوة في رأسها، انه من شباب لبنان الذين صنعوا بإرادتهم تاريخه الحديث ومجده الخالد أبداً.. فاستحقوا أن يتوجوا ماضيه وحاضره ويكونوا عنواناً لمستقبله.
في 11/11 عام 1982 حين كان الكل يلهون بمشهد الدبابات الصهيونية تستبيح أرضنا، وكان الكل مندهشاً لقدرة العدو على قلب التوازنات وصناعة معادلته "هو"، وحين عزم أرييل شارون على ارساء احتلاله وبناء لبنان المسلوب القوة والودود لـ"إسرائيل"، نزل الشاب أحمد قصير الى الميدان وجهاً لوجه مع شارون ومن خلفه حاييم بيغن وكل "الجيش الذي لا يقهر"، وكل من يدعمه أو يرحب به، نزل الى ساحة القتال مقاوماً يفجر بجسده كل ذلك المشروع، ويثبت بالدليل القاطع أنه جيش أسطورة وقابل للقهر. يسطر أمير الاستشهاديين بدمه عند شواطئ صور بداية نهاية الاحتلال الصهيوني للبنان.
لذلك فإن أحمد قصير هو فاتح عهد سقوط هذا الكيان الذي اهتز كل بنيانه منذ استعدنا إرادتنا وأعطينا بعطاء الشهداء للأمة أرقى الانتصارات.
ولأن عطاء الشهداء هو من أعطى لهذا الوطن الحياة، لا تبدو مصادفة أن يتم تأريخ محطات الصراع بين العدو والمقاومة الاسلامية بأسماء شهدائها، بدءاً من الشهيد الاول سمير نور الدين الذي أرّخ للرصاصات الاولى لهذه المقاومة على صدر الغزاة الصهاينة عند البوابة الجنوبية للعاصمة اللبنانية في خلدة.. ومنذ ذلك الوقت يرتبط كل تاريخ المقاومة في عناوينه الكبيرة بحدث استشهادي من الشيخ راغب حرب عام 1984 الى السيد عباس الموسوي عام 1992 الى الحاج عماد مغنية مطلع العام الحالي، فتبدو مسيرة هذه المقاومة مرتبطة الى الحد الاقصى بعطاء الدم والتضحيات..
من سمير الى أحمد وجواد وأسعد وهيثم حتى قائد الانتصارين الحاج عماد.. الى كل أسماء الشهداء الذين زينوا سماء وطننا وكانوا صناع مجد هذه الامة:
ما صنعتموه بأغلى ما عندكم سيبقى يحرسه رجال "ما بدّلوا تبديلاً".
الانتقاد/ العدد 1314 ـ 11 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
2008-11-11