ارشيف من :تشكيلات

عبد المنعم رياض حامل وسام الأرز الوطني.. وقائد العبور وشهيد ساحات الشرف في مواجهة الصهاينة

عبد المنعم رياض حامل وسام الأرز الوطني.. وقائد العبور وشهيد ساحات الشرف في مواجهة الصهاينة
ليست المناصب ولا الألقاب ولا النجوم التي تعلق على الأكتاف تصنع القادة أو تجلب النصر، "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز، وهيأنا لها الظروف المؤاتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه".
هكذا تكلم عبد المنعم رياض... أحد أبرز المجلين العرب في العلوم العسكرية، وقائد العبور وتحطيم أسطورة خط بارليف، وشهيد الواجب على الجبهة.
يسجل التاريخ المصري صفحات ناصعة وإشراقات لا تزال تتردد على طول خط العبور الذي خط أبناء مصر المحروسة على ترابه أقدس معارك الشرف في مواجهة قطعان المستوطنين وأعداء الدين والوطن.
حرب العبور هي واحدة من نماذج المقاومة في تاريخنا المعاصر، التي تثبت يوماً بعد يوم جدواها في مواجهة عدو "لا يفهم إلا لغة القوة.."، والتي سطر فيها قادة فرق العبور ملاحم لا تزال تحفر عميقاً في الذاكرة..
يعتبر الفريق أول الشهيد عبد المنعم رياض واحدا من أشهر العسكريين العرب في النصف الثاني من القرن العشرين.
عبد المنعم رياض حامل وسام الأرز الوطني.. وقائد العبور وشهيد ساحات الشرف في مواجهة الصهاينةففي سجله شرف المشاركة في العديد من المعارك الكبرى، ومنها: الحرب العالمية الثانية ضد الألمان والإيطاليين بين عامي 1941 و1942، حرب فلسطين عام 1948 والعدوان الثلاثي عام 1956، ونكسة 1967 وحرب الاستنزاف.
ياتي الفريق أول محمد عبد المنعم محمد رياض عبد الله من قرية سبرباي إحدى ضواحى مدينة طنطا محافظة الغربية في 22 تشرين الاول/ أكتوبر 1919، درس البدايات في القرية والتحق بعد الثانوية العامة بكلية الطب خلاف رغبته التي عاد ونفذها فالتحق بالكلية الحربية حيث تخرج في العام 1938 برتبة ملازم ثان، ونال شهادة الماجستير في العلوم العسكرية عام 1944 وكان ترتيبه الأول، وأتم دراسته مدرب مدفعية مضادة للطائرات بامتياز في إنكلترا عامي 1945 و1946. أجاد عدة لغات منها الإنجليزية والفرنسية والألمانية والروسية.
تدرج في العديد من المناصب، وعمل في سلاح المدفعية وضد الدروع وضد الطائرات، وشارك في التنسيق مع قيادات المقاومة الفلسطينية في أرض الميدان.
حصل على العديد من الأنواط والأوسمة ومنها ميدالية الخدمة الطويلة والقدوة الحسنة ووسام الجدارة الذهبي ووسام الأرز الوطني بدرجة ضابط كبير من لبنان، ووسام الكوكب الأردني طبقة أولى، ووسام نجمة الشرف.
تنقل في العديد من المواقع بينها الدبلوماسية في الجامعة العربية.
على لائحة إنجازاته انتصارات عسكرية في المعارك التي خاضتها القوات المسلحة المصرية خلال حرب الاستنزاف مثل معركة رأس العش التي منعت فيها قوة صغيرة من المشاة سيطرة القوات الإسرائيلية على مدينة بور فؤاد المصرية الواقعة على قناة السويس وذلك في آخر حزيران/ يونيو 1967، وتدمير المدمرة الإسرائيلية إيلات في 21 تشرين الأول/ أكتوبر 1967 وإسقاط بعض الطائرات الحربية الإسرائيلية خلال عامي 1967 و 1968.
آمن بحتمية الحرب ضد العدو الصهيوني، وأسس لنظرية ان العرب لن يحققوا نصرا عليه إلا في إطار استراتيجية شاملة، وكان يؤمن بأنه "إذا وفرنا للمعركة القدرات القتالية المناسبة وأتحنا لها الوقت الكافي للإعداد والتجهيز وهيأنا لها الظروف المؤاتية فليس ثمة شك في النصر الذي وعدنا الله إياه".
أشرف على تنفيذ الخطة المصرية لتدمير خط بارليف، والتي استكملت فصولها بعد جمع المعلومات حول مميزاته، وكبد العدو خسائر كبيرة قبل بدء المعركة والعبور، ولكنه ككل القادة الكبار أبى أن يجلس خلف مكتبه ليدير الجبهة، فكان في الصفوف الأمامية للعابرين، يتنقل بين الدشم ويدير المواجهات العنيفة إلى أن حانت لحظة الشهادة وكان عندها في الموقع رقم 6 الذي كان أول موقع يفتح نيرانه في بداية المعركة..
انهالت نيران العدو الذي أذهله ما جرى من مواجهات وانفجرت إحدى قذائف المدفعية بالقرب من الحفرة التي كان يقود المعركة منها، ونتيجة للشظايا القاتلة وكثرة جراحه استشهد عبد المنعم رياض.. قائداً في ميدان الشرف، محققاً لمصر وللعرب فوزاً تاريخياً في معركة كان من نتيجته ربح المعركة على النفس الجبانة أولاً وعلى العدو الأوهن من بيت العنكبوت ثانياً..
2010-03-08