ارشيف من :آراء وتحليلات
السنيورة يسوّق مجددا للحياد وللهدنة مع اسرائيل ويكرر الحديث عن "ذرائع" : عندما يستحيل الحوار نسخة عن بلد معطّل!

سركيس أبو زيد
تكاد حال هيئة الحوار الوطني ان تكون انعكاسا طبق الاصل عن حال البلد والقوى السياسية فيه، وكذلك نسخة مطابقة عن الخلاف السياسي العامودي في البلد بين معسكرين باتت رسوماتهما محددة وواضحة، وبينهما قلة تقف في الوسط حائرة ومحتارة، محشورة في مكان ضيق منعها الاصطفاف المكتمل من التموضع في مكان مريح.
وكرّست الحلَقات على انعقاد هيئة الحوار في نسختها الثالثة، هذه الحال الكاريكاتوية، اذ شهدت قاعة الاستقلال في القصر الرئاسي 3 حلقات: واحدة لقوى الرابع عشر من آذار، وثانية لقوى الثامن من آذار حرص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الانضمام اليها فور دخوله القاعة، مبتعدا عن حلقة تجمّعت فيها شخصيات من قوى الرابع عشر من آذار (لا بل ذهب جنبلاط حد الطلب من البروتوكول الرئاسي ابعاده عن الجلوس على طاولة الحوار قرب رئيس حزب الكتائب امين الجميل غير ان ضرورات لوجستية حالت دون تحقيق طلبه)، وبين الحلقتين وقف، بحياء، وسطيون قليلون، قلقون على موقعهم .. ومستقبلهم.
ويخشى مراقبون سياسيون في بيروت ان يستحيل الحوار نسخة عن البلد، فينقل اليه فيروسات التعطيل والشلل والفشل في البدء من مكان ما، واذ ذاك يصير الحوار لفن الحوار والنقاش لا اكثر.
وكانت جلسة الحوار شهدت اشتباكا سياسيا وكلاميا نتج من تفاجؤ الحضور المشاركين في الهيئة باصرار الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الذي كلف صوغ البيان الختامي لاجتماع الهيئة، على شطب عبارة تتعلق باحترام لبنان القرارات الدولية وحق لبنان وشعبه ومقاومته بمواجهة العدو، وهي عبارة مقتبسة من البيان الوزاري للحكومة، بذريعة ان لا اجماع وطنيا على هذه العبارة، فحصل جدال سأل فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موجبات حذف الفقرة، تبعه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بنبرة فيها شيء من الحدة حيال المبادر الى هذا التصرّف، سائلاً "وهل ممارسة هذا الحق تحتاج إلى استئذان؟"، مضيفا بالعامية: "حاجي تربْحوا المقاومة جميلة".
وذكرت تقارير ان اجتماع هيئة الحوار كان اقرب الى مجموعة فتائل سياسية قابلة للاشتعال بناء على الخلفيات والتناقضات التي تحكم العلاقات في ما بينها. وتبدى ذلك في فرز الطاولة الى جبهتين، وظهر مثلث يضم السنيورة ورئيس حزب الكتائب امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ومن خلفهم مسيحيو قوى 14 آذار، تمسك بالخطاب السياسي ذاته حيال الاستراتيجية الدفاعية وحصرية قرار الحرب والسلم ومرجعية الدولة ودور لبنان وموقعه المحايد في الصراع، ، في مقابل مثلث آخر ضم زعيم تيار "المردة" النائب سليمان سليمان فرنجية ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، ومن خلفه الرئيس بري والنائب رعد وزعيم تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون.
ولاحظت اوساط مراقبة ان السنيورة لا يزال رأس الحربة في المشاريع المناهضة للمقاومة، ويؤدي دوار استمراريا لما كان عليه دأبه زمن حكومتيه، وخصوصا في العام 2006، عندما كان له الباع الاطول في روما في تسويق النقاط السبعة الشهيرة اتلتي تحوّلت عمدة القرار الدولي 1701. وهو كرر في اجتماع هيئة الحوار كل مواقفه السابقة في هذا الخصوص ولا سيما دعوته الى ابعاد لبنان عما سماه "سياسة المحاور"، في اشارة الى احياء "بروباغندا" الحياد واحترام اتفاق الهدنة الموقع في العام 1948، وكذلك دعوته حزب الله الى "عدم تقديم ذرائع للاسرائيليين"، مكررا بذلك اتهامه الحزب بأنه هو من قدم الذريعة للحرب الاسرائيلية في العام 2006، على رغم وضوح تقرير فينوغراد واعتراف الاسرائيليين انفسهم بأن تلك الحرب حضّروا لها قبل عام واكثر من حصولها، وانهم لم يكن ينتظرون خطف حزب الله جنودهم لشنّ عدوانهم.
تكاد حال هيئة الحوار الوطني ان تكون انعكاسا طبق الاصل عن حال البلد والقوى السياسية فيه، وكذلك نسخة مطابقة عن الخلاف السياسي العامودي في البلد بين معسكرين باتت رسوماتهما محددة وواضحة، وبينهما قلة تقف في الوسط حائرة ومحتارة، محشورة في مكان ضيق منعها الاصطفاف المكتمل من التموضع في مكان مريح.
وكرّست الحلَقات على انعقاد هيئة الحوار في نسختها الثالثة، هذه الحال الكاريكاتوية، اذ شهدت قاعة الاستقلال في القصر الرئاسي 3 حلقات: واحدة لقوى الرابع عشر من آذار، وثانية لقوى الثامن من آذار حرص رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط الانضمام اليها فور دخوله القاعة، مبتعدا عن حلقة تجمّعت فيها شخصيات من قوى الرابع عشر من آذار (لا بل ذهب جنبلاط حد الطلب من البروتوكول الرئاسي ابعاده عن الجلوس على طاولة الحوار قرب رئيس حزب الكتائب امين الجميل غير ان ضرورات لوجستية حالت دون تحقيق طلبه)، وبين الحلقتين وقف، بحياء، وسطيون قليلون، قلقون على موقعهم .. ومستقبلهم.
ويخشى مراقبون سياسيون في بيروت ان يستحيل الحوار نسخة عن البلد، فينقل اليه فيروسات التعطيل والشلل والفشل في البدء من مكان ما، واذ ذاك يصير الحوار لفن الحوار والنقاش لا اكثر.
وكانت جلسة الحوار شهدت اشتباكا سياسيا وكلاميا نتج من تفاجؤ الحضور المشاركين في الهيئة باصرار الرئيس السابق للحكومة فؤاد السنيورة الذي كلف صوغ البيان الختامي لاجتماع الهيئة، على شطب عبارة تتعلق باحترام لبنان القرارات الدولية وحق لبنان وشعبه ومقاومته بمواجهة العدو، وهي عبارة مقتبسة من البيان الوزاري للحكومة، بذريعة ان لا اجماع وطنيا على هذه العبارة، فحصل جدال سأل فيه رئيس مجلس النواب نبيه بري عن موجبات حذف الفقرة، تبعه رئيس كتلة "الوفاء للمقاومة" النائب محمد رعد بنبرة فيها شيء من الحدة حيال المبادر الى هذا التصرّف، سائلاً "وهل ممارسة هذا الحق تحتاج إلى استئذان؟"، مضيفا بالعامية: "حاجي تربْحوا المقاومة جميلة".
وذكرت تقارير ان اجتماع هيئة الحوار كان اقرب الى مجموعة فتائل سياسية قابلة للاشتعال بناء على الخلفيات والتناقضات التي تحكم العلاقات في ما بينها. وتبدى ذلك في فرز الطاولة الى جبهتين، وظهر مثلث يضم السنيورة ورئيس حزب الكتائب امين الجميل ورئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ومن خلفهم مسيحيو قوى 14 آذار، تمسك بالخطاب السياسي ذاته حيال الاستراتيجية الدفاعية وحصرية قرار الحرب والسلم ومرجعية الدولة ودور لبنان وموقعه المحايد في الصراع، ، في مقابل مثلث آخر ضم زعيم تيار "المردة" النائب سليمان سليمان فرنجية ورئيس الحزب الديمقراطي النائب طلال ارسلان ورئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب اسعد حردان، ومن خلفه الرئيس بري والنائب رعد وزعيم تكتل "الإصلاح والتغيير" النائب العماد ميشال عون.
ولاحظت اوساط مراقبة ان السنيورة لا يزال رأس الحربة في المشاريع المناهضة للمقاومة، ويؤدي دوار استمراريا لما كان عليه دأبه زمن حكومتيه، وخصوصا في العام 2006، عندما كان له الباع الاطول في روما في تسويق النقاط السبعة الشهيرة اتلتي تحوّلت عمدة القرار الدولي 1701. وهو كرر في اجتماع هيئة الحوار كل مواقفه السابقة في هذا الخصوص ولا سيما دعوته الى ابعاد لبنان عما سماه "سياسة المحاور"، في اشارة الى احياء "بروباغندا" الحياد واحترام اتفاق الهدنة الموقع في العام 1948، وكذلك دعوته حزب الله الى "عدم تقديم ذرائع للاسرائيليين"، مكررا بذلك اتهامه الحزب بأنه هو من قدم الذريعة للحرب الاسرائيلية في العام 2006، على رغم وضوح تقرير فينوغراد واعتراف الاسرائيليين انفسهم بأن تلك الحرب حضّروا لها قبل عام واكثر من حصولها، وانهم لم يكن ينتظرون خطف حزب الله جنودهم لشنّ عدوانهم.