ارشيف من :أخبار عالمية

زيباري في دمشق لإصلاح ما أفسده الأميركان

زيباري في دمشق لإصلاح ما أفسده الأميركان
دمشق ـ راضي محسن
بدأ وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري زيارة رسمية إلى دمشق لم يعلن عنها من قبل، وتأتي بعد نحو أسبوعين على التوتر الذي شاب العلاقة السورية العراقية إثر قيام أربع من مروحيات القوات الأميركية الموجودة في العراق بالاعتداء على قرية في مدينة البوكمال السورية على الحدود مع العراق ما أدى إلى مقتل ثمانية مدنيين وجرح آخرين.
ويتوقع المراقبون أن يطلع زيباري المسؤولين السوريين على توضيحات طلبتها الحكومة السورية بشكل رسمي من الحكومة العراقية بشأن العدوان الأميركي الذي جاء انطلاقاً من أراضيها.
كما يُتوقع أن تتطرق مباحثات زيباري في دمشق إلى الاتفاقية الأمنية المزمع توقيعها بين العراق والولايات المتحدة الأميركية وخاصة أن أحد بنودها يسمح لقوات الاحتلال الأميركي بشن عدوان على الآخرين انطلاقاً من الأراضي العراقية.
ووضع المراقبون هذه الزيارة في سياق "سعي الجانبين إلى إزالة التوتر" الذي شاب علاقتهما بعد العدوان الأميركي.
وقبل يومين، انتقد الرئيس بشار الأسد هذه الاتفاقية وحذر في خطاب له من عواقبها وقال إنها  تهدف إلى "تحويل العراق إلى قاعدة (أميركية) لضرب (دول) الجوار بدل أن يكون سنداً لهم".
وقررت الحكومة السورية بعد العدوان الأميركي على البوكمال في 26 تشرين الأول الماضي تأجيل موعد اجتماع اللجنة العليا السورية العراقية التي كانت مقررة في بغداد في 12 و13 تشرين الثاني القادم إلى أجل غير مسمى.
كما استدعت الخارجية السورية القائم بالأعمال في السفارة الأمريكية بدمشق والقائم بالأعمال  العراقي وأبلغتهما احتجاج وإدانة سورية لهذا الاعتداء الخطير وحملت الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عنه".
وبعد العدوان أدلى المُتحدث باسم الحكومة العراقية على الدباغ بتصريحات برر خلالها الاعتداء الأميركي زاعماً أنه استهدف منطقة تؤوي إرهابيين ونشاطات لتنظيم القاعدة وهو ما أدانته الحكومة السورية واستنكره وزير الخارجية وليد المعلم ورد عليه بشده نائبه فيصل المقداد الذي وصف الدباغ دون أن يسميه بـ(المعتوه).
ولاحقاً عادت الحكومة العراقية وأعلنت رفضها استخدام أراضي العراق لضرب الأراضي السورية.
وقال بيان رسمي لوزارة الخارجية السورية إن زيباري سيجري خلال زيارته "محادثات مع المسؤولين السوريين حول العلاقات الثنائية بين البلدين".
وتوقعت مصادر متابعة أن يلتقي الوزير العراقي بالرئيس بشار الأسد غداً قبل أن يعقد مؤتمراً صحفياً مع نظيره الوزير المعلم.
وكان الوزيران المعلم وزيباري بحثا في اتصال هاتفي في وقت سابق من هذا الشهر سبل تطويق واحتواء تداعيات الغارة العسكرية الأمريكية على منطقة البوكمال، وتعزيز وتدعيم العلاقات الثنائية بين البلدين والشعبين الشقيقين وتجاوز التوتر الذي ساد العلاقات في أعقاب الغارة.
وشدد المقداد مؤخرا على أهمية أن تكون العلاقة السورية العراقية "جيدة على الرغم من هذه الإساءة الكبرى من الجانب الأمريكي الذي شن هذا العدوان على سورية"، معرباً عن ثقته بأن العراق سيقوم باتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وقف مثل هذه الاعتداءات".
وقامت سورية منتصف شهر أيلول الماضي بتعيين سفير لها في بغداد في أول خطوة بين البلدين منذ ثلاثين عاماًَ.
2008-11-12