ارشيف من :آراء وتحليلات

بانتظار اعلان وثيقتها السياسية الجديدة في منتصف نيسان المقبل: الجماعة الاسلامية وتحديات المرحلة المقبلة

بانتظار اعلان وثيقتها السياسية الجديدة في منتصف نيسان المقبل: الجماعة الاسلامية وتحديات المرحلة المقبلة
قاسم قصير

أنهت الجماعة الاسلامية في لبنان في الأيام القليلة الماضية ترتيب أوضاعها الداخلية من خلال انتخاب مسؤولي المناطق واللجان، بعد أن كانت قد انتخبت سابقا أمينها العام الجديد ابراهيم المصري ونائبه الشيخ محمد علي عمار (أبو آمنة)، ورئيس المكتب السياسي عزام الأيوبي، واعضاء المكتب والهيئات القيادية، في وقت تستعد فيه الجماعة لاصدار وثيقتها السياسية الجديدة في منتصف شهر نيسان/ أبريل المقبل بعد انتهاء المناقشات الداخلية.

وتوضح مصادر قيادية في الجماعة أن الوثيقة الجديدة ستحدد رؤية الجماعة حول الأوضاع الداخلية والاقليمية وطبيعة العلاقات مع كل القوى والأطراف اللبنانية.

وتعمل الجماعة حاليا لاعادة ترتيب علاقاتها مع الأطراف السياسية حيث جرى عقد لقاءين مركزيين، الأول بين قيادة الجماعة ووفد من حزب الله، والثاني بين قيادة الجماعة ووفد من تيار المستقبل، حيث جرى التأكيد خلال اللقاءين على حرص الجماعة على فتح صفحة جديدة في العلاقة، وتحديد قنوات محددة للتواصل، ومعالجة أية اشكالات حدثت أو قد تحدث في المستقبل. وتحرص الجماعة حاليا على تأكيد موقعها الاستقلالي وابتعادها عن أية تحالفات سياسية بعد أن كانت قد عمدت في السنوات الماضية الى التحالف مع " تيار المستقبل " وقوى 14 آذار.

كما ستعمد الجماعة الى اعادة ترتيب علاقاتها مع القوى الاسلامية في الساحة السنية، فهي تعد لمشروع تعاون مع هذه القوى من أجل اعادة تنظيم هذه الساحة والتوافق على نقاط مشتركة.

أما على صعيد دور الجماعة في المقاومة فتوضح المصادر القيادية "أن الجماعة تتبنى خيار المقاومة في مواجهة الاحتلال، وأي عدوان اسرائيلي وهي تدعو لتعميم خيار المقاومة لدى جميع اللبنانيين مع العمل لكي يكون العمل المقاوم بالتعاون والتنسيق مع الجيش اللبناني. وأن الجماعة مستمرة في العمل المقاوم وفقا للامكانيات والقدرات التي تمتلكها، وهي تنسّق مع المقاومة الاسلامية وحزب الله وخصوصا في المناطق التي توجد فيها في الجنوب".

ويبدو أن الجماعة الإسلامية ستكون معنية في المرحلة المقبلة باعادة تنشيط دورها وموقعها السياسي على الصعيدين اللبناني والاسلامي بعد أن اعتمدت خيارات سياسية في السنوات الماضية جعلتها أقرب الى 14 آذار وتيار المستقبل، وأدت الى ابتعادها العملي عن حزب الله والمقاومة.

وستشكل المتغيّرات السياسية في لبنان والمنطقة أحد أبرز التحديات التي ينبغي على الجماعة أخذها بعين الاعتبار على صعيد دورها المستقبلي في ظل الصراع الحاد بين المشروع الأميركي ـ الاسرائيلي، والمتبنى من بعض الدول العربية، والمشروع المقاوم الذي يلقى دعما قويا من ايران وسوريا، اضافة الى التغيّر الهام على صعيد الدور التركي في المنطقة، وخصوصا أن حزب العدالة والتنمية الذي يقود تركيا له جذور اسلامية ليست بعيدة من فكر الاخوان المسلمين.

كما أن الجماعة معنية باعادة تفعيل دورها السياسي والميداني لإبراز دور القوى الاسلامية المستقلة بعد أن التحقت بعض القوى الاسلامية بتيار المستقبل واضطرت الجماعة للانكفاء خلف تيار المستقبل.

فهل ستنجح الجماعة في اعادة تفعيل دورها وموقعها السياسي والمقاوم؟ ام أنها ستظل تعاني من حالة الانكفاء والتراجع التي واجهتها في السنوات الماضية؟
2010-03-20