ارشيف من :آراء وتحليلات
لنا "السيد" والجنرال".. ولكم الحمقى

كتب مصطفى خازم
يمتاز أهل بيروت بروح النكتة الناقدة اللاذعة، ولكنها الموصلة للفكرة بالسهل الممتنع من قليل الكلام. ومن بين ما يستخدمونه في مجال الرد على المتحذلق الجاهل بالأمور، والمتنطح لها، سبع كلمات جد مفيدة: "من كثرة معرفته بالصحابة يترضى على عنتر".
والبيّن هنا ان الترضي على الصحابة متعلق بصحابة رسول الله المعاصرين له رضوان الله عليهم أجمعين. وإدخال عنتر في المثل، وهو المعروف بأنه الجاهلي الذي لم يدرك عصر الإسلام، يأتي من خارج السياق، وبالتالي يكون من يُطلق عليه هذا المثل، كمن يأتي بعنتر من تاريخ سابق ليجعله من صحابة رسول الله، ويغدق عليه الرضا من الله.
مناسبة هذا المدخل "النُكَتجي" هي أن أحدهم تنطح بالأمس، وعلى قناة معروفة ومحترمة، ليرد على خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله من دون الاستماع إليه، على قاعدة ذاك القروي الذي سأل عالماً في المدينة عن مسألة فقهية فأجابه: "هي تحتاج لمراجعة لأنها متعددة الأوجه"، فطفق يسب العالم ويقول: "شيخ ضيعتنا شو ما بسألوا بيجاوب".
صاحبنا هذا أراد ان يجيب على ما يسأل عنه وهو لم يشاهده. والمصيبة ليست هنا، بل في تنطحه مجدداً للتعليق على ورقة "الاستراتيجية الدفاعية" التي قدمها "قائد الجيش الأسبق" رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، واختار منها بنداً زعم انه يلغي دور الدولة وقيادتها للأمور في البلد، (يعني كأن هذه الدولة لم تنزل من على الدبابة يوماً، بل تقضي معظم وقتها تتنقل بين المحاور مدافعة عن ثغور لبنان بوجه العدو الاسرائيلي)، متناسياً انه جاء على ظهر الدبابة المقابلة للدولة والمعتدية عليها والغاصبة لأرضها.
ما علينا.. سنقفل المعترضتين هنا ونكمل معه إذ يقول: "كيف لا مركزية في التنفيذ.. يجب أن يكون القرار بيد الدولة والجيش!!!".
نعم، هنا لا بد من العودة إلى شبكة الاتصالات العسكرية للمقاومة، إياها التي أرادوا قطعها وجلب "المسؤولين عنها والمشاركين فيها مخفورين إلى العدالة بتهمة الاعتداء على الدولة والمالية العامة، كائناً من كانوا".
والعودة هنا كذلك ليست لخرق التهدئة الإعلامية، بل للدلالة بالحجة..
فلو أن شبكة اتصالات المقاومة في حرب تموز/ آب 2006 لا قدر الله لم تكن موجودة أو استهدفها العدو وتمكن من عزل مجموعات المقاومة، فماذا كان فعل المجاهدون؟ كانوا ردوا على "صاحبنا ما غيروا تبع الدبابة الاسرائيلية"، وانتظروا العدو ليقولوا له: "لا اتصال مع القيادة، تفضل اشرب ـ كما حصل في ثكنة مرجعيون ـ شاي، وبس يمشي التلفون او الجهاز او اللي هو.. منرجع منكمل المعركة"!! يعني لا فض فوك "أبو العبد"، تستحق التقبيل بين عينيك، كما يقال.
"هيدا مش بيترضى على عنتر.. هيدا ...". ويأتينا من زمن الجاهلية، إن لم نقل "العمالة"، ليعلم قائد جيش ومقاتلاً ومقاومة شرّفته وحررته واستعادت أرضه وأسراه وأمنت له مكاناً تحت الشمس في البلد العزيز، باذلة الغالي والنفيس من أجله, وفي النهاية "يريد ان يترضى على عنتر".
لله درك يا "سيد"، ما أوسع صدرك وما أكبر حلمك!
اما أنت يا "جنرال"، فلك بالمسيح ابن مريم (ع) مثال وقدوة، تغفر لقومك برغم أنهم "يعلمون ما يفعلون".
الانتقاد/ العدد 1315 ـ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
يمتاز أهل بيروت بروح النكتة الناقدة اللاذعة، ولكنها الموصلة للفكرة بالسهل الممتنع من قليل الكلام. ومن بين ما يستخدمونه في مجال الرد على المتحذلق الجاهل بالأمور، والمتنطح لها، سبع كلمات جد مفيدة: "من كثرة معرفته بالصحابة يترضى على عنتر".
والبيّن هنا ان الترضي على الصحابة متعلق بصحابة رسول الله المعاصرين له رضوان الله عليهم أجمعين. وإدخال عنتر في المثل، وهو المعروف بأنه الجاهلي الذي لم يدرك عصر الإسلام، يأتي من خارج السياق، وبالتالي يكون من يُطلق عليه هذا المثل، كمن يأتي بعنتر من تاريخ سابق ليجعله من صحابة رسول الله، ويغدق عليه الرضا من الله.
مناسبة هذا المدخل "النُكَتجي" هي أن أحدهم تنطح بالأمس، وعلى قناة معروفة ومحترمة، ليرد على خطاب سماحة الأمين العام لحزب الله من دون الاستماع إليه، على قاعدة ذاك القروي الذي سأل عالماً في المدينة عن مسألة فقهية فأجابه: "هي تحتاج لمراجعة لأنها متعددة الأوجه"، فطفق يسب العالم ويقول: "شيخ ضيعتنا شو ما بسألوا بيجاوب".
صاحبنا هذا أراد ان يجيب على ما يسأل عنه وهو لم يشاهده. والمصيبة ليست هنا، بل في تنطحه مجدداً للتعليق على ورقة "الاستراتيجية الدفاعية" التي قدمها "قائد الجيش الأسبق" رئيس تكتل التغيير والإصلاح النائب العماد ميشال عون، واختار منها بنداً زعم انه يلغي دور الدولة وقيادتها للأمور في البلد، (يعني كأن هذه الدولة لم تنزل من على الدبابة يوماً، بل تقضي معظم وقتها تتنقل بين المحاور مدافعة عن ثغور لبنان بوجه العدو الاسرائيلي)، متناسياً انه جاء على ظهر الدبابة المقابلة للدولة والمعتدية عليها والغاصبة لأرضها.
ما علينا.. سنقفل المعترضتين هنا ونكمل معه إذ يقول: "كيف لا مركزية في التنفيذ.. يجب أن يكون القرار بيد الدولة والجيش!!!".
نعم، هنا لا بد من العودة إلى شبكة الاتصالات العسكرية للمقاومة، إياها التي أرادوا قطعها وجلب "المسؤولين عنها والمشاركين فيها مخفورين إلى العدالة بتهمة الاعتداء على الدولة والمالية العامة، كائناً من كانوا".
والعودة هنا كذلك ليست لخرق التهدئة الإعلامية، بل للدلالة بالحجة..
فلو أن شبكة اتصالات المقاومة في حرب تموز/ آب 2006 لا قدر الله لم تكن موجودة أو استهدفها العدو وتمكن من عزل مجموعات المقاومة، فماذا كان فعل المجاهدون؟ كانوا ردوا على "صاحبنا ما غيروا تبع الدبابة الاسرائيلية"، وانتظروا العدو ليقولوا له: "لا اتصال مع القيادة، تفضل اشرب ـ كما حصل في ثكنة مرجعيون ـ شاي، وبس يمشي التلفون او الجهاز او اللي هو.. منرجع منكمل المعركة"!! يعني لا فض فوك "أبو العبد"، تستحق التقبيل بين عينيك، كما يقال.
"هيدا مش بيترضى على عنتر.. هيدا ...". ويأتينا من زمن الجاهلية، إن لم نقل "العمالة"، ليعلم قائد جيش ومقاتلاً ومقاومة شرّفته وحررته واستعادت أرضه وأسراه وأمنت له مكاناً تحت الشمس في البلد العزيز، باذلة الغالي والنفيس من أجله, وفي النهاية "يريد ان يترضى على عنتر".
لله درك يا "سيد"، ما أوسع صدرك وما أكبر حلمك!
اما أنت يا "جنرال"، فلك بالمسيح ابن مريم (ع) مثال وقدوة، تغفر لقومك برغم أنهم "يعلمون ما يفعلون".
الانتقاد/ العدد 1315 ـ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008