ارشيف من :آراء وتحليلات

باختصار: أي حوار يتحدثون عنه؟

باختصار: أي حوار يتحدثون عنه؟
كتب محمد يونس
هكذا بكل سذاجة يريدون لنا أن نقتنع بأن ما جرى في نيويورك هو مؤتمر لحوار الأديان يجنح للسلم والسلام، فأي حوار هذا الذي يريدوننا أن نصدقه؟
إذا كان المقصود بالأديان الأديان السماوية الثلاثة فهي لا خلاف بينها، لأن أحدها يكمل الآخر أساساً، لأن مصدرها واحد، هو الله تبارك وتعالى.
أما إذا كان المقصود أولئك الذين نصّبوا أنفسهم ناطقين باسم هذه الأديان، فهل المفروض بنا أن نقتنع بأن من قام بغزو بلدين مسلمين يفصل بينه وبينهما بحار ومحيطات وجبال ووديان، ويقوم كل يوم بذبح النساء والأطفال والشيوخ فيهما، أنه ذاهب الى نيويورك ليحاور أصحاب الدين الآخر؟!
 أم من شرد شعبا بأسره وأقام على أرضه كيانا مصطنعا، وبات يعيث فسادا في أرض المقدسات، ولا تغيب شمس يوم إلا ويسطر جريمة أبشع مما سبقها بحق أناس عزل محاصرين، ممنوع عليهم الأكل والشرب والنور، والذي ارتكب مجازر بحق أطفال رضع في مركز للأمم المتحدة، ذاهب إلى المقر الرئيسي لهذه الأمم ليتحاور في الدين؟!!
أم من جعل من الأقليات مواطنين من الدرجة الثانية والثالثة في بلده، ومارس تمييزا دينيا بحق بعض أبناء شعبه، أنه ذاهب باسم الدين ليحاور في نيويورك، بينما أبناء دينه يقتَّلون في غزة وبغداد وكابول؟!!
أين هو هذا الحوار؟ وما هي مقوماته عندما يستخدم منبر المؤتمر المذكور للتحريض على دولة إسلامية تتخذ من أحد الأديان موضوع الحوار دستورا لها ومنهاجا؟
لا.. زمن الاستغباء ولّى، وإن كان بقي من يمكن استغباؤه فهم أولئك الذين ذهبوا إلى عاصمة الأمم المتحدة، وهم يقنعون أنفسهم بأن شعوبهم ستصدقهم.
الانتقاد/ العدد 1315 ـ 14 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
2008-11-14