ارشيف من :أخبار عالمية
الوزير متري في دمشق: الجواب على قدَّ السؤال !!!!

دمشق ـ راضي محسن
يستحق وزير الإعلام طارق متري وصفه بأنه كان "نجم الإعلام دون منازع" في الاجتماع المشترك لمجلس وزراء الإعلام والاتصالات العرب الذي انعقد في دمشق أمس وشارك فيه.
فالتأزم الذي سيطر على أجواء العلاقة السورية اللبنانية انعكس بشكل واضح على كيفية تعاطي الإعلاميين السوريين مع زيارة متري لدمشق وكأنها حدثٌ خارج سياق التاريخ، كما انعكس هذا التأزم على ردود متري على أسئلة الإعلاميين.
وفي دمشق اجتمع أمس أكثر من عشرين من وزراء الإعلام العرب ومثلهم تقريباً من وزراء الاتصالات للبحث في شؤون هذين المجالين وشجونهما، وكان هناك أيضاً عشرات الإعلاميين والمصورين لتغطية الحدث.
الصورة غريبة ومفاجئة: فهؤلاء الإعلاميين كانت قبلتهم بالأمس طاولة الوزير طارق متري التي تقاطروا إليها يسألونه ويستصرحونه ويصورونه فيما أنظار الموجودين ترقبهم بحيرة واستغراب.
منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005 وما تلا ذلك من تدهور في العلاقة بين دمشق وبيروت، لم يعد مألوفاً أن يسمع الإعلامي السوري بوجود مسؤول لبناني في دمشق بعدما كان أهل هذه المدينة يرون بينهم العديد منهم من وقت لآخر في أسواق الحميدية والصالحية ومطاعم دمشق القديمة و....
كل ذلك جعل أسئلة الإعلاميين لمتري تنصب على العلاقة السورية اللبنانية في شقها السياسي وما يمت إليها بصلة، أما متري نفسه فربما لم يكن يتوقع كل هذا (الصخب) الإعلامي السوري الذي أحاط به، وقد يكون توقعه فهيأ له نفسه ولسانه ، إلا أن المؤكد أن إجابته ترضي على حد كبير فريق 14 آذار الذي لن يستطيع أحد منه تسجيل أي (مأخذ) عليه فيما أدلى به من تصريحات وما أظهره من مواقف تتعلق بالعلاقة السورية اللبنانية ومعنى وجوده بدمشق.
وهكذا فقد عمل الوزير متري، على تنبيه كل سائل وتذكير كل صحفي أنه يزور دمشق "ضمن اجتماع وزاري عربي" وبالتالي فإن مجرد التفكير في الخوض في موضوع العلاقات الثنائية مكانه ليس هنا.
حتى السؤال الموجه له والنابع من صميم عمله كوزير للإعلام رد عليه بشكل غير متوقع، فحين سألته "الانتقاد.نت" عن وجود آفاق جديدة للعلاقة بين سورية ولبنان من الناحية الإعلامية قال متري "هذا اجتماع عربي وليس اجتماعاً للبحث في القضايا اللبنانية السورية (...) نحن هنا لنضع إطاراً للعمل العربي المشترك في مجالي الإعلام والاتصال".
أما الصحفي الذي سأله عن تقييمه لواقع العلاقات السورية اللبنانية حالياً فإنه سيُمنى بخيبة أمل إذا ما توقع منه أن يدعو إلى إصلاح هذه العلاقات أو يؤكد على ضرورة أن تعود المياه إلى مجاريها بين البلدين، لأن جواب متري الجاهز هو "أنا هنا في اجتماع عربي حول الإعلام والاتصالات ولست هنا للبحث في هذا الموضوع" وذلك تماشياً على ما يبدو مع قاعدة أن "التخصص ضروري".
وعن توقعاته بوجود انعكاسات إيجابية لزيارته إلى دمشق اكتفى متري بالقول: "زيارتي لدمشق هي للمشاركة في اجتماع وزاري عربي وإنشاء الله ينجح هذا الاجتماع وتكون زيارتي بإذن الله ناجحة".
وحول (حرية) الإعلام في لبنان وقيام هذا الفضائية أو تلك بالسب والشتم والتشهير دون مساءلة رأى متري أنه "في اجتماعنا هذا لا نتحدث عن ضوابط على الإطلاق، (...) واجتماعنا ليس حول حرية الإعلام بل التعاون بين العرب في مجالي الإعلام والاتصال".
أما دمشق فكان لها أيضاً نصيبها من ردود الوزير متري وأصبحت مجرد مكان يحضر فيه اجتماعاً دُعي إليه، فعن أبعاد انعقاد هذا المؤتمر بدمشق، قال متري: "دمشق عاصمة عربية وتستضيف اجتماعاً عربياً وهذا أمر طبيعي".
لقطات من المؤتمر:
ـ بدا واضحاً اهتمام وزير الإعلام السوري محسن بلال بالوزير طارق متري الذي شارك في اجتماعات مجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب أمس في دمشق، فقد دخلا سوياً قصر إيبلا للمؤتمرات مكان انعقاد الاجتماع وكذلك كان الأمر عند خروجهما من الجلسات ودخولهما إليها.
ـ عند دخولهما قصر المؤتمرات، طلب بلال من متري الوقوف بجانبه لأخذ الصور أمام عدسات المصورين وقال له: "وقف نتصور سوا ليكون يفكروا الأخوان اللبنانيين إنوا في شي".
ـ عند بدء الوزراء بمداولاتهم حول البيان الختامي، سأل وزير الاتصالات السعودي محمد جميل الملا: "هل هناك صحفيون في القاعة ؟ فأجابه معاون وزير الإعلام السوري طالب قاض أمين: نعم فقرارات الجامعة العربية تسمح بوجودهم".
فرد الملا: "وجودهم مسموح في اجتماعات وزراء الإعلام وليس في اجتماعات وزراء الاتصالات، ونحن هنا في اجتماع مشترك للإعلام والاتصالات وما ينطبق على اجتماعات وزراء الإعلام لا ينطبق على اجتماعات وزراء الاتصالات فبعض النقاشات قد لا يستحسن أن تكون مفتوحة".
فسأل رئيس الجلسة وزير الإعلام السوري محسن بلال نظيره السعودي: "هل تقترح أن يُدعى الصحفيون للخروج ويفعلون ذلك فوراً ؟".
فرد الملا: "نريد أن نكون ملتزمين في الإجراءات المرعية".
وهنا تدخل رئيس الوفد اليمني وقال: "يمكن أن نجتمع بعد هذه الجلسة اجتماعاً مغلقاً ونناقش فيه ما نريد لكن لندع هذه الجلسة تمر كما هي".
وبعد أن تم الاتفاق على إبقاء وسائل الإعلام قال الوزير السعودي: "أعتذر فأنا لا أود المشاكسة ولا أغرد خارج السرب وأينما يغرد السرب فأنا مغرد معه".
ـ كانت كلمة رئيس الوفد الفلسطيني سياسية بامتياز، فتناول فيها الحصار الإسرائيلي على غزة والعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، ودعا العرب إلى الاهتمام باحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وطالب بأن تحظى المدينة المقدسة بالاهتمام الدائم من أصحابها العرب والمسلمين حول العالم.

فالتأزم الذي سيطر على أجواء العلاقة السورية اللبنانية انعكس بشكل واضح على كيفية تعاطي الإعلاميين السوريين مع زيارة متري لدمشق وكأنها حدثٌ خارج سياق التاريخ، كما انعكس هذا التأزم على ردود متري على أسئلة الإعلاميين.
وفي دمشق اجتمع أمس أكثر من عشرين من وزراء الإعلام العرب ومثلهم تقريباً من وزراء الاتصالات للبحث في شؤون هذين المجالين وشجونهما، وكان هناك أيضاً عشرات الإعلاميين والمصورين لتغطية الحدث.
الصورة غريبة ومفاجئة: فهؤلاء الإعلاميين كانت قبلتهم بالأمس طاولة الوزير طارق متري التي تقاطروا إليها يسألونه ويستصرحونه ويصورونه فيما أنظار الموجودين ترقبهم بحيرة واستغراب.
منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في شباط 2005 وما تلا ذلك من تدهور في العلاقة بين دمشق وبيروت، لم يعد مألوفاً أن يسمع الإعلامي السوري بوجود مسؤول لبناني في دمشق بعدما كان أهل هذه المدينة يرون بينهم العديد منهم من وقت لآخر في أسواق الحميدية والصالحية ومطاعم دمشق القديمة و....
كل ذلك جعل أسئلة الإعلاميين لمتري تنصب على العلاقة السورية اللبنانية في شقها السياسي وما يمت إليها بصلة، أما متري نفسه فربما لم يكن يتوقع كل هذا (الصخب) الإعلامي السوري الذي أحاط به، وقد يكون توقعه فهيأ له نفسه ولسانه ، إلا أن المؤكد أن إجابته ترضي على حد كبير فريق 14 آذار الذي لن يستطيع أحد منه تسجيل أي (مأخذ) عليه فيما أدلى به من تصريحات وما أظهره من مواقف تتعلق بالعلاقة السورية اللبنانية ومعنى وجوده بدمشق.
وهكذا فقد عمل الوزير متري، على تنبيه كل سائل وتذكير كل صحفي أنه يزور دمشق "ضمن اجتماع وزاري عربي" وبالتالي فإن مجرد التفكير في الخوض في موضوع العلاقات الثنائية مكانه ليس هنا.
حتى السؤال الموجه له والنابع من صميم عمله كوزير للإعلام رد عليه بشكل غير متوقع، فحين سألته "الانتقاد.نت" عن وجود آفاق جديدة للعلاقة بين سورية ولبنان من الناحية الإعلامية قال متري "هذا اجتماع عربي وليس اجتماعاً للبحث في القضايا اللبنانية السورية (...) نحن هنا لنضع إطاراً للعمل العربي المشترك في مجالي الإعلام والاتصال".
أما الصحفي الذي سأله عن تقييمه لواقع العلاقات السورية اللبنانية حالياً فإنه سيُمنى بخيبة أمل إذا ما توقع منه أن يدعو إلى إصلاح هذه العلاقات أو يؤكد على ضرورة أن تعود المياه إلى مجاريها بين البلدين، لأن جواب متري الجاهز هو "أنا هنا في اجتماع عربي حول الإعلام والاتصالات ولست هنا للبحث في هذا الموضوع" وذلك تماشياً على ما يبدو مع قاعدة أن "التخصص ضروري".
وعن توقعاته بوجود انعكاسات إيجابية لزيارته إلى دمشق اكتفى متري بالقول: "زيارتي لدمشق هي للمشاركة في اجتماع وزاري عربي وإنشاء الله ينجح هذا الاجتماع وتكون زيارتي بإذن الله ناجحة".
وحول (حرية) الإعلام في لبنان وقيام هذا الفضائية أو تلك بالسب والشتم والتشهير دون مساءلة رأى متري أنه "في اجتماعنا هذا لا نتحدث عن ضوابط على الإطلاق، (...) واجتماعنا ليس حول حرية الإعلام بل التعاون بين العرب في مجالي الإعلام والاتصال".
أما دمشق فكان لها أيضاً نصيبها من ردود الوزير متري وأصبحت مجرد مكان يحضر فيه اجتماعاً دُعي إليه، فعن أبعاد انعقاد هذا المؤتمر بدمشق، قال متري: "دمشق عاصمة عربية وتستضيف اجتماعاً عربياً وهذا أمر طبيعي".
لقطات من المؤتمر:
ـ بدا واضحاً اهتمام وزير الإعلام السوري محسن بلال بالوزير طارق متري الذي شارك في اجتماعات مجلسي وزراء الإعلام والاتصالات العرب أمس في دمشق، فقد دخلا سوياً قصر إيبلا للمؤتمرات مكان انعقاد الاجتماع وكذلك كان الأمر عند خروجهما من الجلسات ودخولهما إليها.
ـ عند دخولهما قصر المؤتمرات، طلب بلال من متري الوقوف بجانبه لأخذ الصور أمام عدسات المصورين وقال له: "وقف نتصور سوا ليكون يفكروا الأخوان اللبنانيين إنوا في شي".
ـ عند بدء الوزراء بمداولاتهم حول البيان الختامي، سأل وزير الاتصالات السعودي محمد جميل الملا: "هل هناك صحفيون في القاعة ؟ فأجابه معاون وزير الإعلام السوري طالب قاض أمين: نعم فقرارات الجامعة العربية تسمح بوجودهم".
فرد الملا: "وجودهم مسموح في اجتماعات وزراء الإعلام وليس في اجتماعات وزراء الاتصالات، ونحن هنا في اجتماع مشترك للإعلام والاتصالات وما ينطبق على اجتماعات وزراء الإعلام لا ينطبق على اجتماعات وزراء الاتصالات فبعض النقاشات قد لا يستحسن أن تكون مفتوحة".
فسأل رئيس الجلسة وزير الإعلام السوري محسن بلال نظيره السعودي: "هل تقترح أن يُدعى الصحفيون للخروج ويفعلون ذلك فوراً ؟".
فرد الملا: "نريد أن نكون ملتزمين في الإجراءات المرعية".
وهنا تدخل رئيس الوفد اليمني وقال: "يمكن أن نجتمع بعد هذه الجلسة اجتماعاً مغلقاً ونناقش فيه ما نريد لكن لندع هذه الجلسة تمر كما هي".
وبعد أن تم الاتفاق على إبقاء وسائل الإعلام قال الوزير السعودي: "أعتذر فأنا لا أود المشاكسة ولا أغرد خارج السرب وأينما يغرد السرب فأنا مغرد معه".
ـ كانت كلمة رئيس الوفد الفلسطيني سياسية بامتياز، فتناول فيها الحصار الإسرائيلي على غزة والعدوان الإسرائيلي على أبناء الشعب الفلسطيني، ودعا العرب إلى الاهتمام باحتفالية القدس عاصمة للثقافة العربية 2009 وطالب بأن تحظى المدينة المقدسة بالاهتمام الدائم من أصحابها العرب والمسلمين حول العالم.