ارشيف من :آراء وتحليلات
خلف القناع: استراتيجية دفاعية بلا صواريخ مضادة للطائرات!

كتب مصطفى خازم
ما كاد طرح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يخرج إلى العلن حتى كانت التعليقات من كل حدب وصوب. والمفاجأة لم تكن بالمعلقين الجهلة بالعسكر، بل بارتفاع وتيرة الردود إلى حد وصول موفد أميركي رفيع المستوى برتبة سفير إلى لبنان يحمل هم قضية يجب عدم السكوت عليها عالمياً، قضية خطيرة إلى درجة دعت وزارة خارجية الدولة "العظمى" لاستنفار كل جهودها من أجل حلها.
هذه القضية ليست الفقر في العالم، أو الجوع أو التصحر أو الانحباس الحراري أو الأزمة المالية العالمية، أو حتى مفاعيل الكوارث الطبيعية على شعب الولايات المتحدة الأميركية القابع في مخيمات مقفلة منذ إعصار "نيو أورليانز".
القضية هي "صواريخ أرض ـ جو المحمولة على الكتف"!
نعم!! فالعالم اليوم يتعرض لهجوم خارق للطبيعة بسبب هذه الصواريخ، ويجب ان تتداعى الأمم لحل هذه المعضلة.. أما متى وأين؟ ففي لبنان! البلد الأصغر في العالم، الذي يبحث في ملف الاستراتيجية الدفاعية عن حدوده بوجه الخروق الاسرائيلية، وتحديداً الجوية، لأنها الأكثر عدداً منذ إعلان وقف اطلاق النار في 14 آب/ أغسطس 2006.
معلوم أن مواجهة هذه الخروق لا تتم بواسطة الدبابات أو الزوارق البحرية، بل بالدفاع الجوي.
وفي بلد مثل لبنان يمتاز بجغرافيا جبلية وطبيعية يمكن ان تساعد على التخفي وإطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف.. وهي بعض ما تبقى لهذا "الوطن" بعد أن نفدت أسباب القوة المتطورة التي لم يمتلكها أصلا، ولم يجهز جيشه منها بما يلزم.
الهدف واضح إذاً ولا يحتاج لكثير شرح.. لا صواريخ أرض ـ جو.
ترى بماذا نرد الخروق؟ بـ"المقلاع"؟!
في قواعد منطق الفيزياء رد الفعل يجب ان يتوازن مع الفعل ليتمكن من إيقافه، فماذا يقترح علينا "سعادة سفير وزارة الحرب الأميركية لبحث مخاطر صواريخ أرض ـ جو المحمولة على الأكتاف".. "تلف" تلك الصواريخ!
وطن يمتلك سلاحاً يخيف العدو، تحضر الدولة العظمى لتسحبه من أيدي أبناء هذا الوطن، فما هو الفارق بين "النباهة والاستحمار" في هذه المعادلة؟
نباهة من يريد الخير والقوة والعزة لبلده، ومن يقبل "الاستحمار" و"النوايا الطيبة"! متناسياً أن "قيع جهنم معبدة بالكثير من ذوي النوايا الطيبة" على حد قول المثل الفرنسي.
ترى بماذا سنقاوم العدوان؟ وكيف نرد على الخروق الجوية التي بلغت أرقاماً تجاوزت خمسة أصفار؟
فإلى متى سنبقى نسمع كلاماً لا معنى له الا "الخنوع" و"الخضوع" و"الضعف" و"الاستسلام"؟!
في كل العالم تعمل الدول على تطوير منظوماتها الدفاعية بشراء احدث الاسلحة من أجل حماية السيادة.. لن نقول لكم افعلوا كما يفعل العدو، لن نطلب منكم شراء طائرات F35 الاميركية، فلن تباع لكم ولو دفعتم مال الأرض.. ولن نطالبكم بشراء منظومات "اسكندر" الروسية أو مثيلاتها الأوروبية.. لا نريد مصانع صواريخ أرض ـ جو متطورة ولا منظومات ردع فائقة القدرة..
فقط وفقط.. أوقفوا "الاستحمار".
يقول المثل: "اعطوا خبزكم للخباز ولو أكل نصو"، فكيف والخباز يبذل دمه وماله وكل ما يملك ليحمي البلد.. بلدنا وبلدكم؟
هي ليست المحاولة الاولى، فقبل فترة انتشرت فرق وجمعيات ادعت حماية البيئة لتقطع أشجار الحور والصفصاف بحجة الضرر الذي تسببه، ولكن "الأذكياء" من أهلنا فهموا اللعبة.. يريدون كشف "مستور" المقاومة.. فألقموهم حجراً!
أميركا تريد حماية ربيبتها "اسرائيل"، أنتم تريدون حماية من؟
الانتقاد/ العدد1316 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008
ما كاد طرح رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون يخرج إلى العلن حتى كانت التعليقات من كل حدب وصوب. والمفاجأة لم تكن بالمعلقين الجهلة بالعسكر، بل بارتفاع وتيرة الردود إلى حد وصول موفد أميركي رفيع المستوى برتبة سفير إلى لبنان يحمل هم قضية يجب عدم السكوت عليها عالمياً، قضية خطيرة إلى درجة دعت وزارة خارجية الدولة "العظمى" لاستنفار كل جهودها من أجل حلها.
هذه القضية ليست الفقر في العالم، أو الجوع أو التصحر أو الانحباس الحراري أو الأزمة المالية العالمية، أو حتى مفاعيل الكوارث الطبيعية على شعب الولايات المتحدة الأميركية القابع في مخيمات مقفلة منذ إعصار "نيو أورليانز".
القضية هي "صواريخ أرض ـ جو المحمولة على الكتف"!
نعم!! فالعالم اليوم يتعرض لهجوم خارق للطبيعة بسبب هذه الصواريخ، ويجب ان تتداعى الأمم لحل هذه المعضلة.. أما متى وأين؟ ففي لبنان! البلد الأصغر في العالم، الذي يبحث في ملف الاستراتيجية الدفاعية عن حدوده بوجه الخروق الاسرائيلية، وتحديداً الجوية، لأنها الأكثر عدداً منذ إعلان وقف اطلاق النار في 14 آب/ أغسطس 2006.
معلوم أن مواجهة هذه الخروق لا تتم بواسطة الدبابات أو الزوارق البحرية، بل بالدفاع الجوي.
وفي بلد مثل لبنان يمتاز بجغرافيا جبلية وطبيعية يمكن ان تساعد على التخفي وإطلاق الصواريخ المحمولة على الكتف.. وهي بعض ما تبقى لهذا "الوطن" بعد أن نفدت أسباب القوة المتطورة التي لم يمتلكها أصلا، ولم يجهز جيشه منها بما يلزم.
الهدف واضح إذاً ولا يحتاج لكثير شرح.. لا صواريخ أرض ـ جو.
ترى بماذا نرد الخروق؟ بـ"المقلاع"؟!
في قواعد منطق الفيزياء رد الفعل يجب ان يتوازن مع الفعل ليتمكن من إيقافه، فماذا يقترح علينا "سعادة سفير وزارة الحرب الأميركية لبحث مخاطر صواريخ أرض ـ جو المحمولة على الأكتاف".. "تلف" تلك الصواريخ!
وطن يمتلك سلاحاً يخيف العدو، تحضر الدولة العظمى لتسحبه من أيدي أبناء هذا الوطن، فما هو الفارق بين "النباهة والاستحمار" في هذه المعادلة؟
نباهة من يريد الخير والقوة والعزة لبلده، ومن يقبل "الاستحمار" و"النوايا الطيبة"! متناسياً أن "قيع جهنم معبدة بالكثير من ذوي النوايا الطيبة" على حد قول المثل الفرنسي.
ترى بماذا سنقاوم العدوان؟ وكيف نرد على الخروق الجوية التي بلغت أرقاماً تجاوزت خمسة أصفار؟
فإلى متى سنبقى نسمع كلاماً لا معنى له الا "الخنوع" و"الخضوع" و"الضعف" و"الاستسلام"؟!
في كل العالم تعمل الدول على تطوير منظوماتها الدفاعية بشراء احدث الاسلحة من أجل حماية السيادة.. لن نقول لكم افعلوا كما يفعل العدو، لن نطلب منكم شراء طائرات F35 الاميركية، فلن تباع لكم ولو دفعتم مال الأرض.. ولن نطالبكم بشراء منظومات "اسكندر" الروسية أو مثيلاتها الأوروبية.. لا نريد مصانع صواريخ أرض ـ جو متطورة ولا منظومات ردع فائقة القدرة..
فقط وفقط.. أوقفوا "الاستحمار".
يقول المثل: "اعطوا خبزكم للخباز ولو أكل نصو"، فكيف والخباز يبذل دمه وماله وكل ما يملك ليحمي البلد.. بلدنا وبلدكم؟
هي ليست المحاولة الاولى، فقبل فترة انتشرت فرق وجمعيات ادعت حماية البيئة لتقطع أشجار الحور والصفصاف بحجة الضرر الذي تسببه، ولكن "الأذكياء" من أهلنا فهموا اللعبة.. يريدون كشف "مستور" المقاومة.. فألقموهم حجراً!
أميركا تريد حماية ربيبتها "اسرائيل"، أنتم تريدون حماية من؟
الانتقاد/ العدد1316 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008