كتب محمد يونس
الصواريخ التي تطلقها المقاومة الفلسطينية على المناطق التي يحتلها العدو في فلسطين المحتلة أصبحت عبثية بنظر بعض الفلسطينيين الذي خلعوا عنهم ثوب الكفاح والجهاد، ورضوا بذل الفتات الذي يمن عليهم به الصهاينة والأميركيون. نعم لا تستغربوا هذه الصواريخ التي أجبرت العدو على الانسحاب من غزة ثم على عقد اتفاق تهدئة مع المقاومين الشرفاء هناك أصبحت عبثية لا تفيد مصالح الشعب الفلسطيني.
وماذا يفيد الشعب الفلسطيني؟ يفيده بنظر هؤلاء إطلاق سراح مئتين وخمسين معتقلا فلسطينيا من أصل عشرة آلاف معتقل كبادرة حسن نية من اولمرت تجاه هؤلاء الفلسطينيين الجدد، وبرغم هزالة العدد المفرج عنهم فإن حكومة أولمرت ستقوم بعيد عملية الإفراج بحملة اعتقالات تعيد رقم المعتقلين في سجونها إلى ما كان عليه أو أزود قليلا.
يفيد الشعب الفلسطيني أن يكرم مجرم حرب قتل أطفاله ونساءه ومنع عنهم الغذاء والدواء والكهرباء على منبر الأمم المتحدة.
يفيد الشعب الفلسطيني أن تسلب أرضه وأن يمنع من حصد محاصيلها.
يفيد الشعب الفلسطيني أن تقطع مدنه وقراه بجدار عازل، فيصبح على من يريد أن يزور جاره أن يلف طريقا طويلة لساعات ويهدر كرامته على أكثر من حاجز.
يفيد الشعب الفلسطيني أن تسرق مياهه ويسقى أبناؤه مياها آسنة.
يفيد الشعب الفلسطيني أن تنتهك مقدساته ويمنع من الصلاة في أقصاه.
يفيد الشعب الفلسطيني أن يأتي فلسطيني آخر فيعتقل أبناءه المقاومين ويفضح آخرين كانوا يجهزون العدة لاصطياد جندي صهيوني.
يفيد الشعب الفلسطيني أن يكون من ينصب رئيسا عليه محميا بدبابات العدو ومحاصرا بها.
كفاكم عبثا في الكلام وجربوا ولو لمرة هذه الصواريخ العبثية.
الانتقاد/ العدد1316 ـ 18 تشرين الثاني/ نوفمبر 2008