ارشيف من :أخبار لبنانية

خاص الانتقاد.نت: الزراعة في لبنان بات كارثة والبطاطا اول مواسم الكساد والخسائر

خاص الانتقاد.نت: الزراعة في لبنان بات كارثة والبطاطا اول مواسم الكساد والخسائر
تعتبر الزراعة عصب حياة المواطنين في منطقة البقاع إن لم نقل قلبهم النابض والمصدر الأهم في تأمين لقمة عيشهم، ورغم ذلك أهملتها الحكومات المتعاقبة التي أوصلت الزراعة إلى نتائج كارثية، وبات المزارعون يعانون الأمرين، وهم يترنحون تحت ثقل الارتفاع الجنوني لكلفة الإنتاج، وعدم التصدير، فيكسد الإنتاج ويتعرضون لخسائر قاسية.

خاص الانتقاد.نت: الزراعة في لبنان بات كارثة والبطاطا اول مواسم الكساد والخسائرولعل أهم الزراعات في البقاع هي البطاطا، حيث يتم زراعة 100000 دونماً من بذارها المستوردة من الدول الأوروبية وأبرزها هولندا ، ويصل سعر الطن الواحد للمزارع إلى حدود 1800 دولار أميركي.

يبلغ الإنتاج السنوي من 300 إلى 350 ألف طن ، يستهلك لبنان منها يومياً حوالي 750 طناً صيفاً وشتاءً فيما يتم تصدير ما يقارب 58% إلى السعودية وباقي دول الخليج.

ويعاني مزارعو البطاطا التي التقت "الانتقاد.نت" بعضهم في سهل بلدة مجدلون، مشاكل سنوية تهدد مواسمهم، وتقضي على آمالهم المعقودة بإنتاج يستطيعون من خلاله إيفاء الديون المترتبة عليهم لأصحاب البنوك والمحطات وتجار الأسمدة والأدوية الزراعية.

المزارع إلياس اللفة قال:" أن تكلفة المازوت تضاعفت هذا العام وقد وصلت صفيحته إلى 35000 ليرة وكذلك الأدوية الزراعية والبذار واليد العاملة"، أضاف :"أن سعر البطاطا العام الماضي بدأ بـ600 ليرة وانتهى بـ1000ليرة أما هذا العام فإننا متخوفون أن لا يتجاوز السعر 300 ليرة وعندها سنتركها في أرضها ونبيع البيوت لنفي الناس حقوقها".

ولفت إلى أنه قام بزراعة 130 دونماً وقد دفع إلى الآن 100000دولار وأنه سيدفع أيضاً قرابة 30000 دولار وأنه يعمل بأموال الناس ولا بد من دفع الحقوق لأصحابها مطالباًَ الدولة إيلاء المزارعين الاهتمام قبل فوات الأوان.

خاص الانتقاد.نت: الزراعة في لبنان بات كارثة والبطاطا اول مواسم الكساد والخسائرأما المزارع "نبيل نصر" قال :"أن هناك مشاكل كبيرة في زراعة البطاطا والمزارع لا يستطيع دفع ثمن المازوت وكذلك الأدوية واليد العاملة وزاد من ذلك منع التريللات (عربات النقل) من التحميل وحصرها بالبرادات فقط، والمشكلة الأهم أن الدولة لا تؤمن تصدير البطاطا إلى الخارج".

ويضيف المزارع "حسن خير الدين" على ما قاله نصر فيقول:" أن طن البطاطا لا يتجاوز سعره الـ 200000 ليرة وهناك خسارة كبيرة مقدراً أن تكون خسارة من يزرع مئة دونم من البطاطا بحدود 50 مليون ليرة" مطالباً بتدخل مباشر من قبل الجهات المعنية في الدولة لدعم المزارع وتأمين البذور والمازوت بأسعار مخفضة لأن هذا هو الحل.

ولا يخفي المزارع "إلياس أصطفان" مخاوفه من أن يكسد موسمه هذا العام أيضاً وأن تصبح أملاكه مرهونة للبنوك وأصحاب المحروقات وغيرهم.

رئيس نقابة مزارعي البطاطا في بعلبك – الهرمل "طلال خير الدين" عرض للمشاكل التي تعترض مزارعي البطاطا ومن أهمها الارتفاع الجنوني لأسعار المازوت والتصدير وقال لـ"الانتقاد.نت" بأنه: "ليس هناك أسواق جديدة لإنتاجنا، وكما نأتي بالبذار من أوروبا يفترض أن نجد سوقاً عندهم لبيع البطاطا متمنياً على رئيس الجمهورية أن يجمع سفراء الدول الأوربية في لبنان لمناشدتهم أن يشتروا قسماً من الإنتاج".

وانتقد قرار وزير الصناعة في حكومة تصريف الأعمال لإيقافه مؤسسة دعم التصدير "إيدال" التي توقف المزارع والتاجر على قدميه كما انتقد قراره منع مرور الشاحنات الغير مبردة إلى الدول القريبة مثل سوريا والأردن وبعض الدول الخليجية.

وأشار إلى أن البرادات في لبنان لا تستوعب أكثر من ستين ألف طن من البطاطا بينما الإنتاج يتجاوز 300 ألف طن فماذا نفعل بباقي الإنتاج.

محذراً من هذا الوضع ومن أن أملاك وأراضي المزارعين ستذهب لأصحاب البنوك والشركات والمحطات لأن المزارع إنسان شريف ونظيف يدفع أموال الناس.

وناشد رئيس الجمهورية تنظيم لقاء زراعي لنقل وجهة نظر المزارعين الذين يعيشون حالة انهيار تام.

بعد كل ما تقدم فإن ما ينادي به الجميع هو سياسة زراعية تضمن للمزارعين حق الحياة والعيش الكريم وإلا فإنه الأمور مرشحة للاتجاه نحو مأساة حقيقية.

تحقيق وتصوير: غسان قانصوه
2008-06-29