ارشيف من :أخبار لبنانية
الدولة تنسى قضاتها.. احتفال خجول بذكرى القضاة الأربعة
لولا حلول ذكراهم، لما تذكّر المسؤولون في وزارة العدل، إرسال عامل التنظيفات لكي يمسح الغبار عن النصب التذكاري المتواضع الموضوع في ساحة "الخطى الضائعة" في قصر عدل بيروت، حاملاً أسماء أربعة قضاة اغتيلوا وهم جالسون على قوس محكمة الجنايات في مدينة صيدا في العام 1999.
فلولا الاستعداد لإقامة حفل خجول بهذه المناسبة المؤلمة لكلّ الوطن لأنّها طاولت سلطة القانون بهدف تحطيم كيان الدولة، لما تجشّم هذا العامل الذي يمرّ يومياً من أمام هذا النصب، عناء مدّ يده إليه، ليزيل بقايا ما علق فيه وبين سطور الكلمات المدوّنة فيه، من آثار الأيّام والزمن، بقطعة قماش بالية.
على أنّ حضور "حفل الوقوف دقيقة صمت" أمام هذا النصب، لم يكن أفضل حالاً، بل يعبّر على ما آلت إليه ذكرى القضاة الأربعة حسن عثمان وعاصم أبو ضاهر ووليد هرموش عماد شهاب، إذ اقتصرت المشاركة "الفاعلة" على عدد ضئيل من القضاة لا يتجاوز أصابع اليدين، لو لم يستدرك المحامون وروّاد" العدلية" من المواطنين العاديين والموظّفين، الأمر، وينخرطوا في حلقة المشاركين التي كان وزير العدل الدكتور شارل رزق أكبر الغائبين عنها، والسبب انهماكه بمواعيد أكثر أهمية، وبترتيبات تتعلّق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي لا يعرف أحد أهمّيتها إلاّ رزق نفسه.
لقد كان حفل التذكير بالقضاة الشهداء معيباً، وهو ما انتبه إليه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أنطوان خير الذي استعاض عن الصمت بكلمة موجزة تنمّ عن غضب جارف يعتمر صدور القضاة الأحياء على المعاملة اللإنسانية التي تعاطت بها الدولة مع هذه القضية، وكأنّها غير مسؤولة عن معاقبة الفاعلين الذين يتنزّهون علناً كمن يتحدّى الآخر، ومتى تجرّأ المجرم على الدولة سقطت هيبتها نهائياً وأصبحت بحاجة إلى عملية إصلاح قاسية تعيد التوازن إليها لكي تعود وتحمل إسم" دولة".
وأرادت عائلات القضاة الشهداء معاقبة الدولة على إهمالها، فرفضت المشاركة في احتفالها الصغير في قصر عدل صيدا أيضاً، وذلك تعبيراً عن شجبهم لهذا النسيان الطاغي والمتعمّد، ونظمّوا احتفالاً خاصاً بهم في قصر العدل نفسه عرضوا فيه شريط فيديو يستعيد وقائع هذه الجريمة التي لم تعط حقّها على أكمل وجه، واستبدلوا الكلمات بذرف المزيد من الدموع والآهات.
خلاصة الكلام، إذا لم يستطع القضاء توقيف قتلة أربعة من أبنائه، فأنّى له محاكمة مرتكبي جرائم أخرى أقلّ وقعاً، ولو كان المستهدفون فيها سياسيين وفي السلطة؟.
هذا كان لسان حال القلّة القليلة التي شاركت في " الوقوف دقيقة صمت" على أرواح من وهبوا أنفسهم لواجب العدالة المقدّس، وباتوا ينتظرون من يهبّ لإعادة الاعتبار إلى مكانتهم حفاظاً لهيبة القضاء.
علي الموسوي
فلولا الاستعداد لإقامة حفل خجول بهذه المناسبة المؤلمة لكلّ الوطن لأنّها طاولت سلطة القانون بهدف تحطيم كيان الدولة، لما تجشّم هذا العامل الذي يمرّ يومياً من أمام هذا النصب، عناء مدّ يده إليه، ليزيل بقايا ما علق فيه وبين سطور الكلمات المدوّنة فيه، من آثار الأيّام والزمن، بقطعة قماش بالية.
على أنّ حضور "حفل الوقوف دقيقة صمت" أمام هذا النصب، لم يكن أفضل حالاً، بل يعبّر على ما آلت إليه ذكرى القضاة الأربعة حسن عثمان وعاصم أبو ضاهر ووليد هرموش عماد شهاب، إذ اقتصرت المشاركة "الفاعلة" على عدد ضئيل من القضاة لا يتجاوز أصابع اليدين، لو لم يستدرك المحامون وروّاد" العدلية" من المواطنين العاديين والموظّفين، الأمر، وينخرطوا في حلقة المشاركين التي كان وزير العدل الدكتور شارل رزق أكبر الغائبين عنها، والسبب انهماكه بمواعيد أكثر أهمية، وبترتيبات تتعلّق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والتي لا يعرف أحد أهمّيتها إلاّ رزق نفسه.
لقد كان حفل التذكير بالقضاة الشهداء معيباً، وهو ما انتبه إليه رئيس مجلس القضاء الأعلى القاضي أنطوان خير الذي استعاض عن الصمت بكلمة موجزة تنمّ عن غضب جارف يعتمر صدور القضاة الأحياء على المعاملة اللإنسانية التي تعاطت بها الدولة مع هذه القضية، وكأنّها غير مسؤولة عن معاقبة الفاعلين الذين يتنزّهون علناً كمن يتحدّى الآخر، ومتى تجرّأ المجرم على الدولة سقطت هيبتها نهائياً وأصبحت بحاجة إلى عملية إصلاح قاسية تعيد التوازن إليها لكي تعود وتحمل إسم" دولة".
وأرادت عائلات القضاة الشهداء معاقبة الدولة على إهمالها، فرفضت المشاركة في احتفالها الصغير في قصر عدل صيدا أيضاً، وذلك تعبيراً عن شجبهم لهذا النسيان الطاغي والمتعمّد، ونظمّوا احتفالاً خاصاً بهم في قصر العدل نفسه عرضوا فيه شريط فيديو يستعيد وقائع هذه الجريمة التي لم تعط حقّها على أكمل وجه، واستبدلوا الكلمات بذرف المزيد من الدموع والآهات.
خلاصة الكلام، إذا لم يستطع القضاء توقيف قتلة أربعة من أبنائه، فأنّى له محاكمة مرتكبي جرائم أخرى أقلّ وقعاً، ولو كان المستهدفون فيها سياسيين وفي السلطة؟.
هذا كان لسان حال القلّة القليلة التي شاركت في " الوقوف دقيقة صمت" على أرواح من وهبوا أنفسهم لواجب العدالة المقدّس، وباتوا ينتظرون من يهبّ لإعادة الاعتبار إلى مكانتهم حفاظاً لهيبة القضاء.
علي الموسوي