ارشيف من : 2005-2008
الانتصار

وفي 22 أيلول احتشد لبنان في الضاحية الجنوبية احتفاءً بانتصار المقاومة واستقبالاً لقائدها.. وفي الثاني من تشرين الأول 2006 رفع لبنان علمه على حدود فلسطين المحتلة، تأكيداً لسيادته وحريته وبسالة أبنائه في رد المعتدي.
عند الحدود الجنوبية للجمهورية اللبنانية حيث رفرف العلم، تجد مشهداً آخر غير الذي في الداخل، تجد سياجاً متيناً لن يستطيع العدو اختراقه، وقد جرب وأدرك نتيجة التجربة. تجد أرضا صلبة لا تهزها أمنيات الفتن من الداخل والخارج، تجد كل مقدمات الدولة القوية: المقاومة التي وظيفتها التصدي للعدوان الصهيوني والعمل على تحرير الأرض المحتلة، والجيش الوطني الذي وظيفته أيضاً "التصدي للاعتداءات والخروق الإسرائيلية"، كما أعلن قائد الجيش مراراً وجدد ذلك من الناقورة.
المقاومة والجيش هما الجسران الحقيقيان القادران على الوصول بالوطن الى شاطئ الأمان وإعادة اللحمة إليه، وهما بمشهد الوحدة والانتصار كانا كفيلين بجعل العدو يموت بغيظه وهو يشاهد الجيش اللبناني يكمل انتشاره على حدود الوطن بانسياب وهدوء لا تعكره سوى نظرات جبانة من خلف السياج.
بالتأكيد العدو يسأل بكثير من الشك عن سبب اختيار الجيش اللبناني منطقة اللبونة موقعاً للاحتفال بالتحرير ودحر قواته، والجواب كذلك لن يتأخر، فقائد الجيش خطا أولى خطواته في الدفاع عن سيادة الوطن في وجه العدو في اللبونة، لذلك كان المكان الذي منه يؤكد الجيش للعالم ان عقيدته لن تتبدل مع تبدّل أقانيم السياسة الداخلية.
كُتب على لوحة التحرير: "هنا يد التاريخ ترفع علم لبنان افتخاراً بالنصر وإشعاراً بانسحاب العدو المحتل وإقراراً باحتضان الجيش لكل أهله وأرضه".
هل هناك أحد ما رأى العلم يرتفع في اللبونة ولم يشعر بأن هذا انتصار حقيقي للبنان؟!
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد 1183ـ 6 تشرين الأول 2006