ارشيف من : 2005-2008
الاندحار الصهيوني واحد من نتائج الانتصار الجنوب يستعيد حريته وجيشه والعدو المربك أسير خروقاته

اللبناني في معظم المناطق الحدودية، رفع قائد الجيش العماد ميشال سليمان العلم اللبناني في النقطة الأقرب للسياج الحدودي والمشرفة تماماً على المستعمرات الاسرائيلية ابتداءً بنهاريا وصولاً حتى مدينة حيفا، رفع العلم أعقبه احتفال في الموقع الذي انتشر فيه الجيش حديثاً في منطقة اللبونة جنوبي بلدة الناقورة، وتحدث فيه العماد سليمان فأكد أن الجيش اللبناني سيتصدى للاعتداءات الاسرائيلية حسب الإمكانيات المتوافرة لديه.
الاحتفال في اللبونة كان يواكبه تنفيذ المرحلة الأخيرة من انتشار وحدات من الجيش على طول الحدود بعد ساعات على انكفاء قوات الاحتلال من النقاط التي كانت لا تزال محتلة في مروحين وبلاط ومارون الراس وعيترون والحمامص، وشمل انتشار وحدات من اللواءين العاشر والحادي عشر كل هذه النقاط، بالإضافة إلى منطقة العباد والعديسة وكفركلا وبوابة فاطمة، واستثني من الانتشار قريتا الوزاني والعباسية الحدوديتان لمحاذاتهما من الشرق والغرب لقرية الغجر التي عادت قضيتها إلى الواجهة بعد إعلان العدو إبقاءها تحت الاحتلال ريثما يتم اتفاق على وضع القرية التي قسمها الخط الأزرق إلى جزءين، ويقطنها أكثر من خمسة آلاف سوري يحملون الجنسية الاسرائيلية، ويقيم الثلثان في الجزء اللبناني من الغجر، لكن العدو استبق كل الحلول وعمل على ارتكاب خرق كبير جداً بتسييجه لقرية الغجر وضمها مجدداً بقسميها اللبناني والسوري إلى الاراضي المحتلة، وأعاد من خلال رفع سواتر ترابية وحفر خنادق ووضع أسلاك شائكة وتثبيت سياج حدودي فعلي، وضع القرية إلى ما قبل تحرير الجنوب في العام ألفين، ولم يكتف العدو بذلك بل يعمد إلى التجوال الدائم في الجزء اللبناني من الغجر، ويقوم بمحاولة طرد اللبنانيين والصحافيين الذين يزورون المنطقة لرصد حجم الخرق الكبير من خلال التهديد بالقتل وكيل الشتائم والألفاظ النابية. عملية التسييج المستمرة منذ الشهر تقريباً جرت تحت أنظار موقع قوات الطوارئ الدولية اليونفيل الذي لا يبعد أكثر من سبعمئة متر عن الغجر.
الجيش اللبناني وفور الانسحاب الاسرائيلي شكل فريقاً من العسكريين الطوبغرافيين برئاسة المقدم جورج يوسف، وبدأ بعملية منظمة للتحقق من الانسحاب الاسرائيلي وتحديد حجم ومساحة الخروق الاسرائيلية للأراضي اللبنانية على امتداد الحدود تمهيداً لرفع تقرير ميداني يطالب لبنان من خلاله وبالأدلة الدامغة بإزالة الخروق، وإلا يعتبر الانسحاب غير ناجز. وخلال جولة ميدانية لـ"الانتقاد" على المناطق والنقاط الحدودية تبين أن العدو قد وضع أسلاكاً شائكة وأقام منطقة عازلة داخل الأراضي اللبنانية عن السياج الحدودي الفعلي، ولعل أبرز هذه الخروقات في منطقة الوقف الماروني في علما الشعب والضهيرة والعباد والمطلة وقرية الغجر التي لم ينسحب منها العدو أصلاً.
الانتقاد/ العدد 1183ـ 6 تشرين الأول 2006