ارشيف من : 2005-2008
"انضباط" السير في الضاحية الجنوبية

هم بالتأكيد ليسوا شرطة بلدية المحلة، أو شرطة سير تابعة لقوى الأمن الداخلي، بل بكل بساطة شباب "عشرينيون" تم تطويعهم من قبل جهاز خدماتي تابع لحزب الله، الهدف منه مؤازرة رجال قوى الأمن الداخلي والبلدية لتنظيم السير في الضاحية الجنوبية التي تشهد طرقاتها وشوارعها ازدحاماً بعد التدمير العدواني الممنهج الذي طال بعض جسورها وطرقاتها، هذا عدا عن قطع بعض الطرقات "طوعياً" بفعل ورش الإعمار وإزالة الردم. ازدحام سير خانق يبدأ منذ الصباح ولا ينتهي قبل ساعات المساء.. هي خطوة بدت "غريبة" بعض الشيء عن أبناء المنطقة، لكنها قوبلت بالترحاب والانشراح، وخصوصاً أن شوارع الضاحية في الأيام العادية تشهد أزمة سير خانقة فكيف الحال في شهر رمضان المبارك، وتحديداً مساءً، إذ يبدأ الناس بالتوافد إلى منازلهم لتناول فطورهم في وقت واحد، الأمر الذي يخلق إرباكاً وحنقاً كبيرين لدى المواطنين، وخاصة السائقين منهم، فيتسمرون لوقت غير قصير في السيارات بانتظار أن يأتي الفرج، وإن أتى فبالتأكيد بعد أن تكون أعصابهم قد تلفت، وجباههم "تسلل" منها العرق.
إذاً، خطوة قلبت المشهد رأساً على عقب، قال عنها القيمون إنها ضرورية أقله في هذا الشهر. فهؤلاء الشباب الذين لا يتجاوز عديدهم الـ65، يمارسون مهامهم وفق "برام يومي" (حتى الساعة العاشرة ليلاً)، يتوزعون عند المفارق الحساسة والشوارع العامة من "الضاحية" التي عادة ما تشهد عجقات سير خانقة لا سيما في فترتي الصباح والمساء. ثم أن المهام المنوطة بهم محددة وواضحة حسب المسؤول عنهم. إذ يتم وضع ما بين إثنين إلى ثلاثة أشخاص عند كل تقاطع او مفرق، وقد يزيد وفق الحاجة، ويقول المسؤول عن هذه الورشة لـ"الانتقاد" إن هذه الخطوة مشجعة ولاقت استحساناً كبيراً عند المواطنين، وهي تأتي بالتنسيق مع القوى الأمنية الرسمية، وبلديات المنطقة، وهي مؤقتة وتمتد طيلة فترة شهر رمضان، وقد تمتد لما بعده، إذا ما ارتأينا ضرورة تكريسها نظراً للوضع القائم في الضاحية الجنوبية بسبب ورشة إزالة الدمار وإعادة الاعمار.
حسين عواد
الانتقاد/ العدد 1183ـ 6 تشرين الأول 2006