ارشيف من : 2005-2008
الاضواء تنير المحلات وصور المقاومين زينة "المربع الاقتصادي" سوق معوّض: إرادة الإعمار أقوى من الخراب والدمار

الله وبلدية الشياح، إعادة النبض لهذه السوق بعد أن امتدت اليها أيدي الشر والخراب والدمار الصهيونية خلال العدوان الأخير على لبنان.
قبل يومين من إعلان وقف الأعمال الحربية تقصّد العدو تدمير ستة أبنية في شارع معوض، وهذه الأبنية من سلسلة الأبنية على يمين الشارع ويساره، تضم بين جنباتها مئتي محل تجاري يباع فيها كل ما يطلبه الناس، لا سيما الألبسة الجاهزة التي هي السمة الرئيسية للسوق في معوّض.
تعتبر سوق معوض "جنتلمان الضاحية"، فهي مقصد اللبنانيين من مختلف المناطق في الأعياد لدى الطوائف اللبنانية، حيث تقع في نقطة وسطية بين حارة حريك والشياح وعلى بعد كيلومترات قليلة من العاصمة.
خلال جولة على شارع سوق معوض أفاد رئيس جمعية سوق معوض التجارية علي سويدان أن المربع الاقتصادي (يقصد السوق وليس المربع الامني) تعرض لتدمير ممنهج في اليومين الأخيرين من العدوان، وأصاب هذا التدمير جميع المحلات التجارية من دون استثناء، ولا أستطيع وصفه إلا بالقصف اللئيم. وقال سويدان: لا أستطيع أن أعلن عن رقم دقيق للخسائر، ولكن أقول انها بالملايين من الدولارات.
ويشير سويدان إلى "أن أيادي الخير كانت جاهزة للرد على آلة الدمار الصهيونية، فبالتعاون مع مؤسسة جهاد البناء وبلدية الشياح استطعنا تنظيف الشارع ورفع الأنقاض، بحيث ان البلدية تكفلت برفع الأنقاض وجهاد البناء تكفلت بأشغال الأرصفة. كما قدمت جهاد البناء مولداً كهربائيا للإضاءة عند انقطاع التيار الكهربائي بشكل عام".
وبعد الكشف الميداني من قبل مهندسي جهاد البناء قام حزب الله بتقديم مساعدة مالية مؤقتة حتى يستطيع التجار ترميم واجهات المحلات المتضررة وإعادة ترتيب داخلها بما يتيح انطلاقة جديدة للاستفادة من الموسم في الشهر الفضيل وعيد الفطر.
من جهته رئيس بلدية الشياح "أدمون غاريوس" يقول في هذا المجال إن وزارة الأشغال اتصلت به بعد أسبوع من وقف الأعمال الحربية وطلبت منه مسح الأضرار الكلية فقط، لأن التعليمات للمتعهد تقضي بإعمار المتهدم كلياً فقط.. مشيراً إلى أن عدد الأبنية المهدمة كلياً في الشياح بلغ خمسة عشر مبنى.
حسان رباح صاحب محل (نانا) وصاحب فكرة جديدة في رسم الديكور، حيث قام بتزيين محله بصواريخ "رعد" و"خيبر"، اعتبر أن هذه الرسوم جزء من التعبير عن دعم المقاومة من أهل المقاومة.
كما أفاد التاجر ابراهيم سويدان بأن حزب الله قام بواجبه في دفع التعويضات المؤقتة، "ولكن نسأل: أين هي الدولة، دولة الإعمار والاقتصاد؟ فإننا لم نرَ منها شيئا حتى الساعة".
وفي حديث مع مدير لجنة الترميم في لبنان في مؤسسة جهاد البناء الحاج حسين خير الدين قال: "كنا حريصين على السرعة في مباشرة أعمال الترميم في سوق معوض، وعملنا على تقدير أولي للأضرار وتحديد الكلفة المالية وقيمة التعويض حتى نمكّن التجار من إعادة فتح محلاتهم". ويشير الى ان "المبالغ المدفوعة تفاوتت بين 500 دولار و 15.000 دولار للمتضرر الجزئي، على أن يستكمل الملف في وقت لاحق للهدم الكلي".
ويقول رئيس جمعية التجار: "لقد تم تزيين الشارع على نفقة حزب الله، كما أقيم احتفال لإعادة افتتاح السوق قبل شهر رمضان برعاية الحزب ودعمه وحضور وزير العمل الدكتور طراد حمادة".
لا شك في ان العدو كان يقصد من الصواريخ التي أرسلها إلى أحياء الضاحية الجنوبية وغيرها لتعيث فيها تدميرا، قتل ارادة الحياة لدى اللبنانيين، وسوق معوض الشاهدة على ذلك، أرسلت بالأمس رسالة التحدي للعدو بأن بنيان الروح أقوى بكثير من مدمراته.. وها هي تنهض من جديد، الأنوار تضيء محلاتها وطرقاتها، والناس بدأوا بالتوافد، وقريباً في أسبوع العيد سيأتي الناس أكثر وأكثر ليحل العيد على الشارع ويرى العدو بعينه أننا الأقوى.
جعفر سليم
الانتقاد/ العدد 1183ـ 6 تشرين الأول 2006