ارشيف من : 2005-2008

هل المطلوب هزيمة المقاومة لإثبات لبنانيتها؟

هل المطلوب هزيمة المقاومة لإثبات لبنانيتها؟

لمصالحهما ومشاريعهما، وبأن هناك على الساحة اللبنانية من يؤدي دورا سياسيا وأمنيا خدمة لهاتين الدولتين.‏

يُلاحظ في هذا الموقف ـ الشعار انه ينطوي على فرضية توحي وكأن لبنان غير معني بصراع مع "اسرائيل"، وبالتالي فإن أي عملية تصدّ تمارسها المقاومة في مواجهة عدوان اسرائيلي او مبادرة لاستعادة حق في ارض او مياه او اسرى، تُظهر فيها المقاومة توازنا او رجاحة ما في حركة الصراع، تضعها ضمن اطار الابقاء على لبنان ساحة صراع مفتوحة لمصالح اقليمية.‏

وعليه كأن على المقاومة من اجل أن تُثبت "سياديتها" ان تقف مكتوفة الايدي في مواجهة الخطر والاعتداءات الاسرائيلية. وفي هذا السياق بِوُدّنا معرفة ما إن كان لدى قوى الاكثرية النيابية والوزارية خط فاصل يميز بين التصدي السيادي الاستقلالي اللبناني الذي تقوم به المقاومة في مواجهة جيش الاحتلال الإسرائيلي، وبين تصدّ آخر هو لمصلحة خارجية ليس الا؟‏

وفي هذا الاطار هل المطلوب ان لا ينعكس أي انتصار للمقاومة في مواجهة جيش العدو ايجابا لمصلحة المحيط العربي الاسلامي لإثبات حرية قرارها؟ وهل يوجد امكانية لفرضية كهذه في هذا الواقع الجغرافي والسياسي والتاريخي والمصيري؟ ام ان على المقاومة ان تُهزم كي لا يستفيد الاخر (العربي او المسلم) من اجل اثبات "الاستقلالية" اللبنانية؟‏

وكي لا يفوتنا، هل المطلوب من العرب الاخرين ايضا ان لا يصمدوا او يمانعوا في مواجهة الضغوط والتهديدات الاميركية والاسرائيلية حتى لا تستفيد المقاومة من هذه المواقف ايجاباً من جهة تحصين موقعها، وإلا فإنهم سيُتهمون بالتدخل بالشؤون الداخلية اللبنانية؟‏

وماذا عن توجه الادارة الاميركية المعلن والمفضوح عن استهدافها للمقاومة في لبنان؟ ألا تساهم سياسات ومواقف قوى 14 شباط في الابقاء على لبنان ساحة صراع مفتوحة ضد القوى الوطنية في لبنان؟ وماذا عن الاستهدافات الاقليمية للإدارة الاميركية انطلاقا من لبنان، وما هو موقف هذه القوى وأين أداؤهم من كل ذلك؟ وإذا كان الاميركيون والاسرائيليون ينطلقون في استهدافاتهم المحلية في لبنان، من حسابات وأهداف اقليمية، ألا يعني ذلك ان لبنان لا يعني لهم شيئا الا بمقدار موقعه الجغرافي الاقليمي؟‏

إن كل الاداء الاميركي وأداء أتباعه في لبنان ينطلق ويتحرك على قاعدة ان لبنان ساحة يمكن من خلالها خدمة ودعم مخطط الهيمنة الاميركية على المنطقة، وما المواقف التي يطلقها هؤلاء، بما فيها الدعوة الى الكف عن ابقاء لبنان ساحة صراع مفتوحة، سوى أدوات ووسائل لهذا المخطط.‏

جهاد حيدر‏

الانتقاد/ العدد 1183ـ 6 تشرين الأول 2006‏

2006-10-06