ارشيف من : 2005-2008

قدمت مصاغها للمجاهدين وصور المقاومين تزين القرى النائية:الشعب الإيراني يبعث برسائل الحب الى المقاومة

قدمت مصاغها للمجاهدين وصور المقاومين تزين القرى النائية:الشعب الإيراني يبعث برسائل الحب الى المقاومة

تبعد اكثر من 6 ساعات عن العاصمة طهران، والتي صار كل أهلها يعرفون أسماء القرى الجنوبيه وأسماء الشهداء، بعد ان ملأت صور الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله وصور المجازر كل أحيائها، وبعد ان سجل اكثر من ألفي رجل وامرأة وفتاة وشابة اسماءهم للالتحاق بالمجاهدين في لبنان.‏

ولا تتفاجأ ان اقترب منك احد الآباء الذي قدم اكثر من ثلاثة شهداء اثناء الدفاع المقدس، او اقترب منك إمام جمعة تلك البلدة ليقبلا يديك فقط لانك من لبنان وتمثل حزب الله، وقد تنقل في يوم من الايام سلامهم الى مجاهدي المقاومة الاسلامية وإلى قائدها العظيم. ولن تتفاجأ بعدها حين تسمع ان هذه القريه الصغيرة المستضعفة ما زالت كل أسبوع ترسل الى مكتب حزب الله الأموال التي تجمع بعد دعاء العهد صبيحة يوم الجمعة، وبعد صلاة الجمعة أيضاً.‏

وإذا انتقلنا من أقصى شمال ايران إلى أقصى الجنوب لنتحدث عن "لامرد" البلدة الأصغر من بهشهر، والتي كان أهلها ينتظرون مندوب حزب الله الذي جاء ليشارك في أحد الاحتفالات التي اقيمت دعما للمقاومة فاندفعوا نحوه بالزهور، والتحيات والدموع، واستقبلوه بالعروض الكشفية والفنية. وطبعا يلفت نظرك صور السيد حسن نصرالله وصور الشهداء وعدد المشاركين في الاحتفال وعدد الذين سجلوا اسماءهم للالتحاق بالمجاهدين مع العتب الكبير لعدم السماح لهم بالمشاركة في الجهاد.‏

لقد شاركت شخصياً في الكثير من الأنشطة التي أقامها الشعب الايراني من طلاب جامعات وتلامذة مدارس ووزارات وبلديات وهيئات نسائية وحرس وجيش وتعبئة وحوزات دينية وفنانين، وسجلت الانشطة لكي تبقى شاهداً على تضامن هذا الشعب العظيم مع لبنان.‏

تلك المرأة المقعدة أصرت، والدموع تجري من عينيها، أن تقابل المسؤولين في مكتب حزب الله في طهران، كي تقدم لهم كل الذهب الذي تملكه والذي هو المهر الذي حصلت عليه بعد زواجها منذ سنوات، أما بكاؤها فكما تقول: "أنا لا استطيع أن أحارب، على الاقل أريحوني واقبلوا مني هذا". وتركت مهرها على الرغم من إصرار الأخوة ان لا حاجة الآن لتقديمه.‏

وفي منطقة نائية من كرمانشاه قدم عدد من الفتيات اثناء مراسم الزواج مهورهن لدعم المقاومة الاسلامية والشعب اللبناني.‏

وكذلك قدمت فتاة ميدالية ذهبية فازت بها في مباراة علمية في الفيزياء لسماحة السيد نصر الله.‏

وجرى إطلاق اسم السيد نصر الله على حديقة عامة في مدينة بروجرد أثناء مراسم دعم للمقاومة وللشعب اللبناني.‏

كما واندفع الشباب الايراني لتسجيل اسمائهم للذهاب الى لبنان والمشاركة في الدفاع عنه، وتعدى عدد المتطوعين الذين كانوا يقفون في صفوف طويلة ولساعات وكانوا من كل الأعمار نساءً ورجالا، الخمسة ملايين، وقد ذهب الآلاف منهم الى الحدود السورية على أمل السماح لهم بالدخول الى لبنان.‏

اللوحة الأطول‏

ولا تخلو أنشطة الإيرانيين من الإبداع دائما، فهل سمعتم باللوحة الأطول التي دخلت مجموعة غينيس للارقام القياسية اذ بلغ طول هذه اللوحة 2 كلم و54 مترا حيث امتدت في شوارع طهران، وجاء اطفال ايران ليرسموا لبنان وأطفال لبنان ويهدونها لهم، حيث شارك في رسم هذه اللوحة اكثر من 4 آلاف طفل وفنان ايراني.‏

اما المركز التربوي الفكري للأطفال والناشئة فقد أقام يوما فنيا طويلا تحت عنوان "أطفال أرض الزيتون" حيث توافد الاطفال والفنانون ليرسموا اللوحات الفنية والكاريكاتور، ويقدموا ريع هذا اليوم إلى أطفال لبنان، حيث تم بيع هذه الرسومات حتى التي رسمها الأطفال.‏

وكذلك أقيم في متحف الفن المعاصر في طهران يوم فني طويل شارك فيه الأطفال والفنانون بالرسم، ووقع أكثر من 500 فنان ايراني على عريضة استنكار ورفض للهجوم العالمي على لبنان، وتم تقديمها للأمم المتحدة في طهران، التي شهد مبناها في تلك الفترة عشرات التظاهرات للأطفال وللنساء وللشعب الايراني على مختلف انتماءاته رفضا للعدوان.‏

والآن لينتظر أطفال لبنان ألف بطاقة تهنئة بالنصر وبمناسبة افتتاح المدارس من اطفال محافظة كرمانشاه، التي تقع غرب ايران، والتي سيتم ارسالها عبر السفارة الايرانية في لبنان.‏

رسالة الى نصرالله‏

وتم الاعلان عن مسابقة جميلة تحت عنوان "رسالة الى نصرالله " كي يعبر طلاب الجامعات عن مشاعرهم تجاه قائد المقاومة، وستكون الهدية لأجمل رسائل زيارة الى لبنان، ولقاء مع السيد حسن نصرالله.‏

ولم يقتصر الامر على المسابقات حيث تم انشاء عدد من المواقع على شبكة الانترنت تبث أخبار المقاومة وكلمات أمينها العام، وتتلقى رسائل الدعم والتأييد للبنان وللمقاومة، نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: www.Salambarnassrollah.ir والذي روج له عبر هذه الجملة: "نجوى من القلب مع السيد حسن نصر الله". و www.zafar.ir

وقبل عدة أيام من الايام البيض في شهر رجب المبارك أرسلت آلاف الرسائل عبر الهواتف النقالة كي تدعو طلاب الجامعات للمشاركة الاوسع في الاعتكاف في مساجد الجامعات لان هذه السنة سيكون الاعتكاف بنيّة الدعاء لنصر المقاومة الاسلامية في لبنان، وطبعا اذا ما دخلت أحد المساجد فسترى صور المجاهدين والشهداء في لبنان تملأ المداخل.‏

ومنذ بدء العدوان على لبنان ارتدى التلفزيون الايراني حلّة المقاومة عبر الأناشيد التي أنشدها الفنانون الايرانيون للمقاومة، و"الكليبات" الجميلة الداعمة للبنان وللشعب اللبناني، وكان الايرانيون يسترجعون في هذه المواجهة ذكرى آلامهم ومعاناتهم ونصرهم في الدفاع المقدس. ولم يقتصر الأمر على التلفزيون بل تخطى ذلك لتسمع التمجيد بحزب الله وبالشعب اللبناني في كل خطبة ومحاضرة وكلمة، ان كانت علمية او ثقافية او تربوية او فنية.‏

اما في اليوم الـ33 وبعد اعلان نصر لبنان على العدو الصهيوني فقد خرج الشعب الايراني بالملايين. وفي الساعة التاسعة مساءً (وهو الامر الذي لا يقومون به الا في ذكرى انتصار الثورة الاسلامية) صعدوا على السطوح في كل ايران ليكبروا ويطلقوا الالعاب النارية احتفالا بالنصر. وفي صبيحة اليوم الثاني اعلنت وزارة النقل العام ان وسائل النقل في هذا اليوم هي مجانية في كل ايران.‏

في القرى النائية‏

وهذه الحالة التي انتشرت لم تكن فقط في المدن الكبرى، بل شملت حتى القرى النائية، وفي كل المناطق الايرانية، حيث عمت المحاضرات والاحتفالات والمعارض طهران، اصفهان، مشهد، الاهواز، رشت، كرمانشاه، تبريز، يزد، مازندران، لاهيجان، بروجرد، شيراز، بوشهر، سمنان، ارومية، بندر عباس، وما زالت الانشطة والاحتفالات مستمرة الى الآن.‏

طبعا ما ذكر هو نبذة عما قامت به اللجان الشعبية والطلابية، أما الرسمية منها فطبعا لم تبق وزارة او مؤسسة او مسؤول الا وتبرع وقدم للبنان المساعدات العينية والمالية، ان كانت وزارة التربية التي ستساهم في اعادة بناء المدارس أو وزارة الصحة التي ارسلت اطباءها والأدوية وسيارات الاسعاف، إضافة الى الوزارات الأخرى.‏

ويكفي حزب الله فخراً وعلى الرغم من ان الإمام القائد السيد علي الخامنئي ومنذ الانتصار في العام الفين ما زال وفي مناسبات عدة يذكر هذا النصر ويفتخر به، الا انه هذه المرة ومنذ توقف العدوان وبعد كلمته الشهيرة "لبنان وما أدراك ما لبنان" لم تمض مرة واحدة كان للقائد فيها لقاء أو كلمة إلا وتكلم عن النصر العظيم، وعن الشعب اللبناني المقاوم، وعن قائد المقاومة السيد العربي الشجاع.‏

2006-10-13