ارشيف من : 2005-2008
تطبيع

انطلقت من كيان العدو إلى بلاد الغرب التي تدعي حرية التعبير والرأي، مع مفارقة أن المس بمقدسات أكثر من مليار إنسان تحكمه مبادئ هذه الحرية المقنعة، أما المس بحدث تاريخي غير مثبت علميا، ويخص بضعة ملايين فهو خارج هذه الأحكام، ويعتبر من المحرمات التي يعاقب عليها القانون بأقصى العقوبات.
لقد تدرجت الإهانات من منشورات توزع في الكيان الغاصب إلى رسوم مسيئة في الصحف الغربية إلى كلام يصدر من رأس كنيسة الفاتيكان بعد إيحاءات أميركية بوشية حول الإسلام الفاشي، ليصل الأمر حاليا إلى شاشات التلفزة الرسمية.
ودون أن ننسى توقيت نشر هذه الإساءات ثمة تفسيران لما يجري، إما أن العالم الإسلامي الذي تشن عليه أعتى حرب كونية باسم القضاء على الإرهاب لم يفلح بعد في بعث رسالة واضحة وحازمة إلى المسيئين، وبالتالي يزداد هؤلاء إيغالاً في اعتداءاتهم، وخاصة أننا نعيش في وسط أجواء حروب الحضارات والثقافات.
وإما أنه وإضافة إلى ما سبق هناك مخطط يجري تنفيذه لضرب مقدساتنا بدءاً من أهمها عندنا، تمهيداً لضرب كل ما يمت للإسلام بصلة، إن كان فكرياً أو مادياً.
وما تواتر الإساءات بهذا الشكل إلا محاولة لتطبيع عقولنا عليها بحيث يصبح الأمر عادياً أن نستيقظ كل صباح لنجد إساءة من هنا وإساءة من هناك.
يمكنهم مواصلة ما يعملون ويمكننا أن نسكت ونستسلم فيتحقق مبتغاهم، أو أن نختار طريقاً آخر يستطيع أن يفهم المعنيين أن مقدساتنا خطوط حمراء لا يمكن لأي كان تجاوزها، وأننا نبذل الغالي والنفيس في سبيل الدفاع عنها.
محمد يونس
الانتقاد/ العدد1184 ـ 13 تشرين الاول/ اكتوبر 2006