ارشيف من : 2005-2008

شامي الشامي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني لـ"الانتقاد":حركة فتح لم ولن تطلب من حماس الاعتراف بـ"اسرائيل"

شامي الشامي عضو المجلس التشريعي الفلسطيني لـ"الانتقاد":حركة فتح لم ولن تطلب من حماس الاعتراف بـ"اسرائيل"

تتسارع الاحداث على الساحة الفلسطينية الداخلية في وقت يستمر فيه الحصار الأميركي الاسرائيلي الاوروبي وتتصاعد فيه حرب الاحتلال الشرسة على مختلف الصعد, بينما تستمر أزمة الحكومة الفلسطينية وسط تواصل اضراب الموظفين في دوائر ومؤسسات السلطة عن العمل للشهر الثامن على التوالي. وقد تفاقمت الأزمة المتصاعدة بين حركتي فتح وحماس خاصة في قطاع غزة في وقت تستمر فيه الاتهامات المتبادلة بين الحركتين.‏

ولتسليط الضوء على مواقف حركة فتح من التطورات ونظرتها للخروج من الواقع ودور كتلتها في المجلس التشريعي، أجرت "الانتقاد" اللقاء التالي مع شامي الشامي عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح، في ما يلي نصه:‏

ثمانية أشهر مرت على تنصيب المجلس التشريعي، كيف تصف تجربة العمل في المجلس في ظل التشكيلة الجديدة التعددية؟‏

منذ بداية انتخاب المجلس التشريعي وفوز حماس في أغلبية المقاعد, تبلورت تشكيلة المجلس التشريعي لأول مرة بمشاركة معظم التيارات على الساحة، وبالتالي فإن تشكيلته اختلفت بحيث أصبحت هناك شراكة سياسية من غالبية التنظيمات، وهذا شكل ايجابي للديمقراطية ولشعبنا بشكل عام. ولكن الشيء السلبي منذ عقد الجلسة الأولى حتى أسر الجندي، أنه لم تكن هناك حياة برلمانية كباقي البرلمانات في العالم، بسبب المناكفات السياسية التي برزت داخل المجلس التشريعي، وخاصة بين كتلة فتح وحماس، بحيث أصبحنا نشعر بأننا لا نمثل الشعب الفلسطيني، بل كل عضو ينحاز لقائمته وكتلته، وهذا انعكس سلبا على الحياة داخل المجلس التشريعي بشكل عام ومنعه من القيام بالمهام المناطة به.. بل حتى تأخرنا في تشكيل اللجان بسبب الخلافات حول توزيعها على الكتل البرلمانية بشكل عام. وفي الوقت الذي أصبح هناك نوع من الشعور بالمسؤولية تجاه تمثيل الشعب وخفت حدة المناكفات دخلنا في المأزق السياسي الذي تمثل في الإجراءات التعسفية لقوات الاحتلال خاصة في غزة، واختطاف الإخوة من الوزراء والنواب الأعضاء في المجلس التشريعي وعلى رأسهم رئيس المجلس الأخ الدكتور عزيز دويك، فهذه العملية الاسرائيلية التي تندرج في اطار الحرب ضد الديمقراطية وخيار شعبنا شلت عمل المجلس التشريعي بنسبة كبيرة جدا. ثم جاء اضراب الموظفين في الوظيفة العمومية ومؤسسات السلطة الوطنية حتى أصبح هناك عدم وجود للمجلس التشريعي عمليا بحكم اضراب الموظفين وكل الكوادر الفنية والإدارية.‏

ومنذ اكثر من شهر لم تعقد سوى جلسة واحدة ولم تستكمل بسبب اعتراض موكب رئيس الوزراء إسماعيل هنية في غزة. وبصراحة وبعد ثمانية شهور من انتخابي لم أمارس دوري ومهامي ورسالتي بالشكل المطلوب للأسباب سابقة الذكر، واقتصر معظم عمل المجلس خلال الفترة السابقة على تقارير عمل اللجان، ولم تُسن أي قوانين برغم الحاجة الماسّة اليها.‏

ما هو دور المجلس التشريعي في الأزمة الراهنة؟‏

منذ اختطاف الوزراء والنواب أدنّا هذه الأعمال للاحتلال، وكنا نبادر لعقد جلسة خاصة مع كل قضية اختطاف لتأكيد رفض هذه الممارسات التعسفية التي تستهدف النواب الذين يمتلكون الحصانة الكاملة، وقام المجلس التشريعي بإثارة القضية بشكل كبير من خلال رسائله الى جامعة الدول العربية والبرلمانات العربية والاسلامية والدولية والأمم المتحدة وكل المؤسسات ذات العلاقة، وأعطينا الحكومة شبكة أمان حفاظا على وحدة عمل المجلس ووحدة شعبنا، وما زلنا نسعى جاهدين للإفراج عن النواب والوزراء. اما الازمة التي نجمت عقب عجز الحكومة عن دفع الرواتب بسبب الحصار فنحن حملنا "اسرائيل" وأميركا والمجتمع الدولي مسؤولية الحصار، ووقفنا مع الحكومة في التصدي لهذه الحرب والبحث عن حلول، الا ان الحصار كان اكبر مما كنا نتصور، بحيث انه أحكم بشكل كامل على الحكومة وعلى شعبنا.. وعقدنا اكثر من جلسة للبحث عن حلول وطالبنا وزير المالية قبل اعتقاله بتقديم موازنة، ولكنها لم تُقدم بسبب الحصار، وتفهمنا ذلك كأعضاء مجلس تشريعي، لكن الحصار اشتد على شعبنا ودخل الموظفون في إضراب مفتوح عن العمل، فطالبنا بجلسة سريعة مع رئيس الوزراء لمنافشة الأزمة المالية والسياسية والاقتصادية، ولكنها لم تُكلل بالنجاح، وما زال الحصار مفروضا والأزمة قائمة، وبالتالي فإن دور المجلس التشريعي مشلول بالكامل بسبب الحرب الاسرائيلية. ومع ذلك نسعى من خلال الاتصالات للمساعدة في التوصل لحلول تنهي أزمة الاختطاف والحصار والإضراب.‏

هل يحق للرئيس أبو مازن حل المجلس التشريعي؟ وما هو موقف كتلة فتح تجاه هذه القضية؟‏

حسب القانون الاساسي للسلطة الوطنية يستطيع الرئيس تشكيل حكومة طوارئ ومن ثم تعرض بعد شهر على المجلس التشريعي للحصول على الثقة، لكن مشكلة المجلس التشريعي انه لا يوجد بند او مادة في القانون الاساسي تعطي الرئيس صلاحية حل المجلس التشريعي، القانون يعطيه صلاحية حل الحكومة.. أما موقفنا ففي ظل الازمة الصعبة والخانقة التي يعيشها شعبنا منذ ثمانية شهور، وبوصف أبو مازن رئيس السلطة والقائد الأعلى للقوات المسلحة ورئيس منظمة التحرير والمرجع الأول والأخير للسلطة، فإنه يتحمل مسؤولية كبرى تجاه معاناة شعبنا، وعليه ان يجد حلا لهذه الأزمة من اجل المصلحة العليا لشعبنا.. ونعتقد انه أمام الرئيس خيارين: إما حكومة طوارئ وإما ان يكلف شخصية مستقلة بتشكيل حكومة جديدة من فلسطينيين لا ينتمون الى التنظيمات السياسية، بل يكونون مهنيين وخبراء من شعبنا.‏

هل يمكن ان تتخلى فتح عن وعدها بعدم إسقاط حكومة حماس من خلال استغلال اعتقال نواب حماس؟ ومتى يمكن ان يحدث هذا؟‏

لم يكن بحسبان حركة فتح اسقاط حكومة حماس برغم اتهامات كتلة حماس لحركة فتح سواء اعضاء في التشريعي او في القيادة السياسية، وبرغم كل ما يحدث وما يطلق من تصريحات ضد حركة فتح، لكننا لم نفكر للحظة باستغلال حادثة اختطاف الوزراء والنواب، وما زلنا متمسكين بحكومة وحدة وطنية تستطيع ان تكسر الحصار عن شعبنا الذي تحولت قضيته من سياسية الى إنسانية، ولن يحدث ان تتآمر او تخطط فتح للانقلاب، فنحن نحترم إرادة وخيار شعبنا. وأمام ما يحدث فإن الحل الوحيد هو الحوار ونرفض الاقتتال، ونؤكد أن الدم الفلسطيني محرم ومقدس ولن نسمح بالاقتتال الداخلي ولن يمر مخطط الفتنة "الإسرائيلي الأميركي".‏

يدور الآن حديث في أوساط فتح عن رغبتها في تغيير نظام الانتخابات لضمان عدم نجاح حماس مجددا، ما هي دقة هذه الأحاديث؟‏

حتى اللحظة جميعها إشاعات، وحسب معلوماتي لم تطرح هذه القضية على اعضاء كتلة فتح في المجلس التشريعي لمناقشة هذا الموضوع ولا نقبل بأن نستغل وجود النواب داخل المعتقل لنغير النظام الانتخابي. علما بأنه أقر في زمن حكومة فتح ونحن نحترمه ونلتزم به.‏

هل وثيقة الأسرى هي المرجعية للتفاهمات ام ان فتح تراجعت؟‏

فتح ما زالت متمسكة بوثيقة الاسرى كأساس لتشكيل حكومة وبرنامج سياسي على خلفية وثيقة الوفاق الوطني، وهذا ما اتُفق عليه بين الرئيسين أبو مازن وهنية. ووقع الطرفان على الخطوط العامة للبرنامج السياسي وما زلنا نتمسك بها وندعم الجهود للحوار والحكومة.‏

هل طلبت فتح من حماس الاعتراف بـ"اسرائيل"؟‏

لم تطلب حركة فتح ولن تطلب اليوم أو غدا في المستقبل، المطلوب من الحكومة الاعتراف بالاتفاقات بين السلطة ومنظمة التحرير والمبادرة العربية وقرارات الشرعية الدولية، ولا أحد يطلب من حماس، ونرفض ان تعترف حماس بـ"اسرائيل".. والمطلوب من حركة حماس ان تتعامل مع واقع شعبنا والمتغيرات العربية والدولية، ان تتقدم خطوة الى الأمام والجلوس مع الأخ أبو مازن بصفته رئيس السلطة ووضع برنامج سياسي يستطيع ان يفك العزلة عن شعبنا والحكومة، هذه الحكومة بوزرائها الذي يمنعون من السفر والتنقل، وإذا وُضع برنامج سياسي يستطيع الأخ أبو مازن والأخ هنية القيام بجولة مشتركة في العالم كرئاسة وحكومة واحدة للانفتاح على العالم وفك العزلة، لأن أحدا من وزراء او نواب الحكومة والتشريعي من حماس لم يستطع الخروج من الضفة وغزة، وإذا أصروا على موقفهم فستستمر الازمة الخانقة والحصار، وستكون المعاناة الكبرى لشعبنا وستكون كارثة لشعبنا بشكل عام.‏

الانتقاد/ العدد 1184 ـ 13 تشرين الاول/اكتوبر 2006‏

2006-10-13