ارشيف من : 2005-2008
بداهة السؤال

بقية الأشهر؟
هل يمكننا تخيل ذلك؟ هل يمكننا الإحاطة بمقدار العظمة التي اختصّ الله بها هذه الليلة المباركة؟
طبعاً لا لأن عقول البشر لا يمكن أن تحيط بعظمتها،ولذلك قال تعالى: "وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ"، إذ من المعلوم أن التعبير بـ"ما أدراك" يستعمل غالباً في الأمور التي لا تدركها الحواس.
هل يكمن السبب في اقترانها بنزول القرآن الكريم دستور البشرية الذي يقول في بركاته مولانا أمير المؤمنين (عليه السلام): "جعله الله رياً لعطش العلماء، وربيعاً لقلوب الفقهاء، ومحاجّ لطرق الصلحاء ودواءً ليس بعده داء، ونوراً ليس معه ظلمة".
فإنزال القرآن حسب السنّة الإلهية في إرسال المرسلين إنما هو لأجل إفاضة الرحمة على الناس، ومن آثار تلك الرحمة أن صارت ليلة القدر سلاماً حتى مطلع الفجر، والسلام والسلامة والبراءة ـ من الآفات الظاهرة والباطنة ـ وشمول الرحمة الإلهية للعباد المقبلين على الله.
تستعير الأسئلة الآنفة بداهتها من بداهة التأمل في عظمة شأن ليلة القدر التي استفاضت الآيات القرآنية وأحاديث النبي (ص) وأهل بيته (ع) في مدحها وتعظيمها وتفصيل كيفية إحيائها باعتبارها عيد العبادة الحقيقي الذي نتزود فيه بالوقود الروحي للعام القادم.
إنها أفضل الأوقات لعلاقة الإنسان بالله تعالى، ولإعادة النظر في مجمل حياتنا الروحية.
وفقنا الله لإحيائها إنه سميع مجيب.
حسن نعيم
الانتقاد/ العدد1184 ـ 13 تشرين الاول/ اكتوبر 2006