ارشيف من : 2005-2008
لو يتعظ

للناس وحزام بؤس أحاط أحياء الضاحية.. ومع مرور الزمن كانت المنطقة تكبر ويتضخم عدد سكانها، وكذلك المشكلة الناتجة عن عدم القدرة على تنظيمها.
نعم، يجب الاعتراف بأن هذه المنطقة ومثيلاتها من الجناح إلى الأوزاعي كانت منذ العام 1992 محور اهتمام الحكومات، على خلفية أهميتها العقارية وموقعها البالغ الأهمية على طريق مطار بيروت وقبالة الشاطئ اللبناني، ولا شك في ان مطلب قيام شركة عقارية في الضاحية كان يهدف في عمقه الى تبديل الواقع القائم في هذه المنطقة ليس باتجاه تحسين الخدمات للسكان، بل تبديل نوع السكان وما تحويه عقولهم من أفكار وقلوبهم من محبة وبغض.. وحتى الموفدون الأمنيون كانوا ينطلقون في مطالبهم الأمنية لا سيما ما يتعلق منها بطريق المطار، من الخلفية نفسها، ويذهبون الى الأهداف ذاتها.
لقد انتظر أهالي هذه المناطق مشروع "أليسار" ليقتحم عليهم أحياءهم بالزفت والمجاري والمياه النقية الصالحة للشرب، أو خطوط الكهرباء التي لا تؤذي أطفالهم! انتظروا "أليسار" لتبني لهم منازل تعوّضهم عن سنوات الشقاء وتدخلهم الى نعيم شرعية الدولة حتى لا يبقوا تحت المجهر الأمني.. فكلما ضاقت الحال بمسؤول جاء اليهم بالويل وحمل عليهم بالنار، فإذا أطفأ ظمأه ببعض مما خبأه الناس انكفأ، وهكذا دواليك.. الناس يبنون والضباط يقبضون علناً وبلا خجل، ويمكن ان يكون هناك شركاء معهم من الكبار يتقاسمون في ما بينهم خيرات الرمل العالي.
هل يعلم وزير الداخلية أحمد فتفت هذه الوقائع؟ هل يعلم أن هذه المنطقة مطلوب رأسها لـ"اسرائيل" وأميركا والكثير من القوى العظمى بتهمة الإرهاب، لأنها لم تدعها تكمل احتلالها لمطار بيروت عام 1982، ولم يخرج أهلها مهلّلين للمحتل، او ليسكبوا لجنوده أكواب الشاي على رصيف المطار، ولم يسبحوا قبالة البوارج مصفقين؟!
ربما هناك من يضع الرمل العالي ضمن الخطة التي تمكّنه من إزالة ما اتصل بهزيمة العدو وحلفائه حتى قبل 20 سنة.
أظن لو قرأ وزير الداخلية التاريخ جيداً لكان اتعظ.
أمير قانصوه
الانتقاد/ العدد1184 ـ 13 تشرين الاول/اكتوبر2006